 حلبجة / المدى وصلت مدينة حلبجة أمس الأحد قوة أمريكية عراقية مشتركة  قامت بإبطال مفعول الصاروخ الذي تم العثور عليه شرق المدينة ،فيما أعلنت بلدية القضاء بان مواطنين شخصوا مكان صاروخ ثان لم يتم العثور عليه لحد الآن.وحلقت في سماء حلبجة ست مروحيات امريكية وطائرة حربية لحماية القوة المشتركة التي اتجهت إلى المدينة .
وقال مدير بلدية حلبجة خدر كريم لـ "المدى" إن قوة هندسة عسكرية خاصة وصلت المدينة بحضور ممثلين عن وزارة الدفاع ووزارة البشمركة من اجل تفجير الصاروخ في مكانه وإحراق محتوياته الكيمياوية مضيفا" إن القوة الأمريكية أكدت إن تفجير الصاروخ لايشكل خطورة على سكان المنطقة"وان تأخير  تفجير الصاروخ لساعات تم بطلب من وزارة الدفاع الاتحادية.  وأشار كريم إن مواطنين من المدينة قد شخصوا مكانا آخر في حي كولان شرق المدينة يوجد فيه احد الصواريخ منذ فترة الهجوم على المدينة  وحسب شهود عيان كانوا حاضرين آنذاك في المكان قالوا بان الصاروخ لم ينفجر ، وأضاف مدير البلدية ، " حسب معلوماتنا إن هذا الصاروخ الثاني قد وضعه الجيش الإيراني تحت الأرض لإبعاد الموطنين من خطورته" مشددا" فاتحنا الجيش الأمريكي بان يساعدونا في إخراج الصاروخ ولكن يبدو إنهم لم يدرسوا الموضوع بشكل دقيق كي يبدأوا العمل بإخراجه ثم تفجيره"وكان وزير الصحة في حكومة إقليم كردستان قد زار مدينة حلبجة وصرح للقنوات الإعلامية بان "الغاز الذي انبعث من الصاروخ هو من نوع غاز الخردل"وقال نائب رئيس جمعية القصف الكيماوي آراس عابد أمس إن "الفريق الاميركي المتخصص في مجال الأسلحة الكيمياوية وصل إلى مدينة حلبجة على متن ثلاث مروحيات عسكرية، ويعمل أفراده على إبطال مفعول القنبلة الكمياوية التي عثر عليها خلال الأيام القليلة الماضية".وأشار إلى انه "إلى جانب عدد كبير من إفراد الأمن والشرطة، تحرس إفراد الفريق الاميركي مروحيتان عسكريتان أميركيتان، في موقع العثور على القنبلة".وكان قائممقام حلبجة، قد أعلن السبت عن اكتشاف قنبلة كيماوية ثانية في حلبجة، معرباً عن اعتقاده بوجود أعداد أخرى من القنابل الكيماوية غير المنفلقة داخل المدينة.  كما أن  احد المواطنين  كان قد ابلغ السلطات الرسمية في الإقليم بوجود قنبلة كيماوية غير منفلقة داخل أرضه وأكد آراس انه "علاوة على هذه القنبلة، مازالت هناك العديد من القنابل الكيماوية الأخرى داخل المدينة، ولكننا لا نريد إخراجها، بسبب وجودها تحت الأرض والبيوت". وتعرضت حلبجة في 16 آذار 1988 في فترة الحرب العراقية - الإيرانية الى القصف بالسلاح الكيمياوي من قبل طائرات الجيش العراقي، وتفيد تقديرات غير رسمية أن 5 آلاف مواطن مدني اختنقوا بتلك الغازات وأصيب أكثر من 10 آلاف بإصابات متباينة، وفقد عدد آخر. وفي سياق متصل ذكر وزير الشهداء وشؤون المؤنفلين بحكومة اقليم كردستان، السبت، ان الوزارة ستستخدم القنبلة الكيماوية المكتشفة مؤخراً في حلبجة، كدليل على "الجرائم المرتكبة" ضد حلبجة والشعب الكردي. وقال وزير الشهداء وشؤون المؤنفلين بالإقليم، آرام أحمد محمد، في مؤتمر صحفي عقب تفقده مكان القنبلة، إن "اكتشاف هذه القنبلة حدث كبير وتاريخي ويعيد الى الاذهان تلك الجرائم التي ارتكبها النظام العراقي السابق بحق هذا الشعب". وأضاف محمد ان "الوزارة ستحاول استخدام هذه القنبلة الكيماوية كدليل على الجرائم المرتكبة ضد حلبجة والمناطق الأخرى بكردستان، من اجل تعريف تلك الجرائم على مستوى العالم كإبادة جماعية". وأشار إلى أن "هذا الحادث يعتبر رداً على الادعاءات التي تظهر من حين إلى آخر وشككت في الجرائم التي اقترفها النظام السابق بحق هذا الشعب".