TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :إلى صياد الهموم

سلاما ياعراق :إلى صياد الهموم

نشر في: 18 سبتمبر, 2011: 08:13 م

 هاشم العقابي إنه الشاعرعريان السيد خلف. و "صياد الهموم" هو عنوان لواحدة من قصائده الذي  صار، فيما بعد، عنوانا لإحدى مجموعاته الشعرية. الناس بطبيعتها تصطاد الفرح، اما نحن، وعلى لسان شاعرنا، فنصطاد الهموم اصطيادا. والسبب حقا كما قال عريان: "شحيحة افراحنه ودكانها امعزل". فأين هو الفرح كي نصطاده؟
التصاق الإحزان بحياة العراقيين لم يبدأ في عهد عريان بل قبله بكثير. وقد يعود الى ايام سومر أو ما قبلها. هموم وحسرات تسللت الى اغانيهم واشعارهم، بعد ان انهكت ارواحهم واجسادهم. فصاروا يتبارون بها خاصة النساء منهم. مَن غير العراقية غنت؟:عد وآنه اعد ونشوف        ياهو اكثر هموم؟من عمري سبع سنين         وگليبي ما لـومواذا فتحت سجل تفاخر العراقيات فيما بيهن بالآلام والأحزان  كما جاء في دارمايتهن وأغانيهن وأنينهن،  فسأحتاج الى مجلدات وليس الى عمود. اكتفي بتلك التي استكثرت حزن واحدة كانت تبكي ابنها الغريق لتقول لها:متعجبة هاي تنوح    غرگان ابنهاربع الأونه عليك    توصله فنهااعود الى صياد الهموم عريان وقصيدته التي كتبها قبل اكثر من خمسة عشر عاما متحديا الخوف والبطش في آنها. وللإنصاف اقول ان شجاعة عريان لم تبدأ بقصيدته هذه. اذكر انه يوم قرأ قصيدة "ادگ روحي نذر للجايب بشارة" بالبصرة في مطلع السبعينيات"، كاد ان يحول الجمهور الى تظاهرة غاضبة ضد النظام. لكن سرعة تدخل القوى الامنية والحزبية حالت دون ذلك. يقول عريان في قصيدة "صياد الهموم":طالت والعمر كلما تلف بي طول غم ذاك العمر من ينگضي تعلعلشي تلهث عمر تجمع ورق وارقام لحد گطع النفس وبمالها اتنعثل امناحر والخلگ ما تعرف المعروف ماخذها الطمع وبلا سبب تكتل ماني من ارد اسولف واكشف المغلوگ يغدي الحگ صبر وحجايتي اتزعّليا عريان، انك في هذا ترثينا وترثي بلدك اليوم كما رثيتنا من قبل. أو ليست الحال ما زالت كما كتبت عنها قبل عقد ونصف من السنين؟ لا بل قد صارت أسوأ. أعاتبك بمحبة وأناشدك بكل قصيدة قرأناها لك وكل أغنية رددناه من أغانيك، ان تكشف المستورأو "المغلوگ" كما أسميته. أنت، أنت الذي ما عهدت بك الخوف مذ عرفتك قبل اكثر من اربعين عاما، ما الذي يمنعك اليوم من ان ترفع صوتك؟ هل يرضيك ان ترى  بغدادك التي أحببتها تعيش بلا حب ولا حياة ولا ضوء ولا أغنية؟ وناسك الذين أحبوك، يا عريان. ألم تقرأ في عيونهم عتبا عليك وعلى الشعراء الكبار مثلك الذين لم يمروا على جروحهم في هذه الايام؟ الم تعاتبنا يوم شاهدت الموت يحصد شعبك في ايام الحروب الرعناء؟:يمر الموت بينا وما تمرونوها أنا، أيضا، أناديك من اعماق قلبي وانتظر مرورك. فهل تمر؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram