علاء حسن استخدم العراقيون كنية" أبو فرهود " بحق رئيس وزراء كان يتولى المنصب منتصف عقد الستينات من القرن الماضي ، في ذلك الوقت وأثناء تعرض حي الحرية بالعاصمة بغداد للغرق نتيجة هطول أمطار غزيرة استمرت عدة أيام ، قرر رئيس الوزراء زيارة الحي للاطلاع على أحوال المواطنين ، والوقوف والإشراف على الجهد الحكومي لتصريف المياه ، وحينما ترجل من سيارته خرجت له امرأة وخاطبته بالقول :
" عيني ابو فرهود الله يخلي ابنك فرهود خلصنا من هالمصيبة " ، فكان رد فعله ترك المكان والعودة السريعة ، من دون أن يعلق على ما ذكرته تلك المرأة ، التي اكتسبت بمقولتها شهرة عريضة بين أهالي الحي ، وبعضهم أضفى عليها صفة بطولية ، لأنها واجهت رئيس الوزراء واتهمته بشكل مباشر بسرقة أموال وممتلكات الدولة .بعد سنة أو أكثر عرف العراقيون أن" أبا فرهود " كان يمتلك عددا من الأسهم في شركة تابعة للقطاع الخاص تدير مدينة الألعاب ، وهي بحساب ذلك الوقت لا تتعدى مئات الدنانير ، والرجل لم يكن يمتلك عقارات ، وشركات ، وليست لديه أموال مودعة في بنوك خارجية ، فذهب إلى دار حقه لكن كنيته ظلت تلازمه ، يرددها أبناء الجيل السابق .ما أعلنه أعضاء لجنة النزاهة في مجلس النواب يؤكد الحاجة الضرورية إلى المزيد من الوقت لكشف "آباء فرهود " ، مشددين في الوقت نفسه على التمسك بالإجراءات القضائية للكشف عن المفسدين ، وبعضهم أكد أن اللجنة لن تخضع لضغوط سياسية أو حزبية ، وبدوره قال رئيس الحكومة وفي أكثر من مناسبة بأن عملية مكافحة الفساد مستمرة ، مشيرا إلى انخفاض معدلاته قياسا بالسنوات السابقة .الفساد المالي والإداري وطبقا لما أعلنته المؤسسات الرقابية ، يعد واحدا من التركات الثقيلة الموروثة من النظام السابق، وعزت أسبابه لغياب التشريعات الرقابية الصارمة ، واستناداً لهذه الحقيقة ، أصبحت مكافحة الفساد مهمة وطنية ، لأن المفسدين لديهم من الوسائل والسبل ما يجعلهم بعيدين عن العقاب ثم إنكار صلتهم بشخص يدعى فرهود .منذ عشرات السنين انقرضت أسماء فرهود ، ومكطوف ، ومعيوف ، وجلعوط ، ومشخول ،ومهيوف وفي حال إجراء التعداد العام للسكان ، بعد اتفاق الأطراف المشاركة في الحكومة على تحقيق هذه المعجزة ، ستثبت البيانات أن العراقيين من سكان المدن والأرياف ما عادوا يطلقون تلك الأسماء على أبنائهم ، وبذلك سنتخلص من فرهود إلى الأبد ، اللهم إلا في حال استخدام كنية "أبو فرهود "في الإشارة أو التلميح لأحد المفسدين. في لقاء جمع وزيراً سابقاً وعدداً من الإعلاميين قال" إن جميع الملفات العالقة والشائكة موضع الخلاف بين القوى السياسية والأطراف المشاركة في الحكومة بالإمكان حسمها باستثناء ملفين هما تحقيق المصالحة الوطنية والقضاء على ظاهرة الفساد" مستبعدا وجود خطوات جدية لحسم هذين الملفين ، ودعا الحاضرين لقراءة سورة الفاتحة ترحماً على روح من لاحقته كنية "أبو فرهود"
نص ردن :أبو فرهود
نشر في: 19 سبتمبر, 2011: 06:51 م