خاص/ المدى الكثير من النساء وجدن أنفسهن ملزمات بتأدية الأعمال المنزلية كافة، بل أن أغلبهن اعتبرن هذا الأمر فريضة واجبة على كل زوجة، وأن مقياس الزوجة الصالحة (أم بيت) يكون على أساس ما تؤدي من أعمال منزلية، حتى أن هناك عادة متوارثة يعتبر فيها أهل الزوج (الكنة) التي تقوم بكافة الأعمال المنزلية في بيتهم تكون من المقربات، بل أنهم يسخطون ولا يتقبلون وجود ( ألكنة ) التي لا تقوم بالأعمال المنزلية بينهم، ومنهم من يسعى إلى أجبار زوجها على تأنيبها.
وتفرض العادات والتقاليد المتوارثة في حال مخالفة الزوجة لأهل زوجها أو حتى للزوج، عقوبات جمة تصل في كثير من الأحيان إلى الطلاق. وقد حصلت العديد من حالات الطلاق في المحاكم العراقية كان لعدم تأدية الزوجة للأعمال المنزلية .تقول الحاجة أم أثير بأن دور الزوجة ينحصر في تربية أبنائها ورعايتهم ورعاية زوجها وتأدية المتطلبات المنزلية وغيرها، ولا أجد أي داعي لأن يطلب من الزوج مساعدة زوجته، لأن واجبه الحقيقي هو توفير لقمة العيش.من جهتها أكدت أم علي ومتزوجة منذ سبعة عشر عاماً، بأنها كانت عندما تسوء حالتها الصحية فأنها لا تستطيع انجاز الأعمال المنزلية، ليصبح المنزل عبارة عن فوضى، فتضطر إلى الطلب من شقيقتها للمكوث معها خلال فترة مرضها للقيام بدلا عنها في انجاز الأعمال المنزلية، مشيرة إلى أن زوجها لا يضع يداه في شيء ويعتبر مساعدة الزوجة في أداء الأعمال المنزلية جريمة بحق رجولته وكرامته. وفي مناخ مشابه تعتقد صفا عدنان متزوجة وفي العقد الثاني من عمرها أن على الزوج أن يساعد الزوجة في الأعمال المنزلية، مشيرة إلى أنها تعمل موظفة حكومية وبالتالي فهي تساهم في توفير الاحتياجات المالية للأسرة، لذا باعتقادها من الضروري أن يشاركها زوجها في الأعمال المنزلية. إلا أن بعض المدافعين عن حقوق المرأة يقولون أن هذا يعد التزام مضاعف للمرأة وخاصة إذا كانت عاملة.. وتطالب سميرة كاظم، الناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة، بإزالة مثل هذه المعتقدات، وتقول أن الدين الإسلامي يحبب قيام الزوجة بالأعمال المنزلية اتفاقاً، وبقناعة وليس قسرا وبالتهديد ليصل بها الحال أن تعامل كخادمة وليس كزوجة أو أن يكون الطلاق مصيرها.