ابتهال بليبل أريدُ من رسائلِكَ..نوافذَ وقد خلعتْها الريحُ، أسيرُ يا جسدَ الأمنياتِ...أما كنتَ تنكفئُ خلفَ أضواءِ الهزائمِ، ما زلتُ منكفئاً...هذه الأصابعُ ترخي أشرعةً عمياءَ، وهديرُ الموجِ يعبُرُ الشوقَ المخنوقَ من تحتِ الأحجارِ...
أريدُ من ملامحِكَ..لملمةَ وُرَيقاتِ النبضِ ...فأحتضنُ همساتِها الصامتةَ ...هذه طعْنةٌ بَاكِيةٌ تقترفُ جرماً في أحلامي الغافياتِ، حاصرتْها أسرابُ الجمودِ حتى شاخَتْ قبلَ ولادتِها... أريدُ من الغيابِ أن يهربَ..ينصتُ لأنينِ غجريةٍ، تحرقُ خيمتَها الثلجيةَ ورداءَها الصوفيَّ.. هل أغراكَ صوتُها المدهونُ بمخاضِ الهجيرِ؟.هنا.... عندَ مراكبِ الانتظارِ ..تساقطَ الغروبُ قربَ ضريحِ أنثى، تفعلُ ما يفعلُ الهنودُ الحمرُ: الرقصَ حولَ نارِ الأملِ في جزيرةٍ منكوبةٍ، صرتُ فيها أزحفُ ليلاً...لا قمرَ فيهِ ونجومُهُ تلعقُ السماءَ بغرغرةِ الرقودِ... إليكَ...... لو جردتَني من ارتجاجِ أنفاسي...لتقوَّسَ قلبي على بصيرتِكَ، وحرركَ من مضغةِ الغيابِ في جوفِ حوتِ يونسَ، ما هكذا يُخلَقُ الحبُّ ! إليكَ مرةً أخرى .... لو تركتَ التسكعَ في قلاعِ الخمارينَ، يوماً.. تَستَسقِي خوفي من ركامٍ أيقظَ صَقيعَ الأحزانِ في نزهتِكَ العمياءِ.. لعلَّ رقصاتِ عيني بين ظلامِ الوعودِ سقطتْ سهواً على بؤرةِ السعيرِ... ماذا فعلتَ بطفلتي ؟ أرميتَها في محاجرِ الحروبِ حتى اكتملتْ اليومَ عجوزاً، طمرتْ ماضيها تحتَ أنقاضِ الوريدِ، ماذا فعلتَ بها ؟ وكيف جمعتَ أنفاسَها في مداخنِكَ الرطبةِ؟. يختارُني النسيانُ من بينِ أزقّةِ الحَواشِي...أنا لستُ خاتمةً تردّدُها كخارطةِ وطنٍ تَفَشَّى حبرُ النحيبِ فَوقَ خطوطِها...أنا تاريخٌ في (رُزنَامَةِ) عمرِكَ..صمتُ الأرقامِ يصرخُ بي..فينطقُ النبضُأمضي أمامَكَ ويساورُني نِثارُ الفَصلِ الأخيرِ من حكايةٍ بعثرتَها تَحتَ سُورِ كبريائِكَ المبهورِ وهو يُماحِكُ ركنَ الإِيابِ المَبتورِ.
عثرات انثى: ما هكذا يخلق الحب!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 21 سبتمبر, 2011: 07:11 م