إحسان شمران الياسرينواصل في هذا العمود إعادة نشر بعض ما كتبه الراحل (شمران الياسري- أبو كاطع) في عموده الشهير (بصراحة أبوكاطع) قبل أكثـر من ثلاثة عقود، لنُريح الناس، وليستذكروا سخريته ممن كانوا مسؤولين عن خلق المعاناة لهم.. فالترويح عن الناس جزء مهم من تعزيتهم عما ينقصهم، وكان الراحل رائداً في إبهاجهم.. ولن نشير الى صلة تلك الكتابات بزماننا، بل يكفي أن يستمتع القارئ بها، ويخمّن (رباط الحچي):
من أجل توازن أفضل.. بين حقوق المواطن وواجباتهrnفي التقسيم الجغرافي والاقتصادي، يدرج العراق في عداد البلدان النامية.. وهذا شيء مؤكد، لا يحتمل الاخذ والرد، الا في حدود الحرص على دقة التعابير، واذا ما التزمنا هذه الدقه، تكون التسمية الاصح: نحن في عداد البلدان المتخلفة.. ولسنا مسؤولين (شعب وسلطة وطنية) عن هذا التخلف البغيض. بل ان مسؤوليتنا تبدأ الآن، من نقطة السعي الجاد للتغلب على آثار التخلف.. (نقطة، راس السطر.. )كَلبي خلصان من الديباجات الطويلة..! (خش بالموضـوع..)اريد المساهمة في المسعى الجاد لإزالة آثار التخلف.. وأفهم ان عدم التوازن بين حقوق المواطن وواجباته مظهر من التخلف.. وسوف اكتفي بذكر بعض النماذج المبسطة.. (كَلنا نقطة راس سطر..). (موضوعك.. موضوعك، بلا لف ولا دوران!)تسلمت رسالة (بالانكليزية..!) تقول:(مجلة الثقافة الجديدة ـ ساحة التحرير ـ بغداد ـ عراق). ايها السادة المحترمون.. تجدون طيا الصــك المرقم 1913 المؤرخ 29-8-1973 بمبلغ سبعة دولارات لامركـم المسحوب على بنك (فيرست ناشنال ستي، نيويورك) ولحساب مؤسسة (خيمو ـ صوفيا) عن ثمن اشتراك.. (ولفظة اخرى لم أتمكن من معرفتها.. وكذلك لم استعن بمن يعرفون الانكليزية). مخلصكـم:بنك التجارة الخارجية ـ جمهورية بلغاريا الشعبية. وحملت نفسي، وحقيبتي، وصكي، الى بنكَي (وياء التملك مجازية في لفظ (بنكي) لانك حين تضيفها لاسم القلم يكون قلمك ولكن حين تلحقها باسم البنك، فهذا يعني البنك الذي تتعامل معه) المصرف التجاري العراقي ـ الفرع الرئيسي. وتوجهت مباشرة، دون استعلام، الى موظف، كان قد تسلم مني صكا مماثلا هو بدل اشتراك سنوي في المجلة، العام الاسبق. ويومها انجزت المعاملة في عشر دقائق، سجل خلالها الصك برسم التحصيل بعد أن دفعت الرسم.. وانتظرت بضعة ايام فأشعرت بانهم استحصلوا السبعة دولارات وسجلت في الحساب، بالعملة العراقية.. غير ان الموظف، في هذه المرة، نصحني بالصعود الى الطابق الثاني، ومراجعة موظف، عينه بالاسم، وصعدت وسالت الموظف، فاشـار الى موظفة.. وحين قلبت الصك اشارت الى موظف (وهنا.. لسـبني كلبي ـ على حد تعبير خلف الدواح.. ورددت مع نفسي.. ياستار.. وصلت عدوى الروتين للمصارف؟!) وتناقشت بهدوء مع الموظفة.. وطال النقاش ثم نصحتني بوضع ختم المجلة مرة اخرى.. وعدت الى الادارة.. وختمت الصك.. وبعد بضعة ايام عرجت على (بنكي) ودققت الموظفة في الصـك وسألتني مامعنى (رادكشن) الثقافة الجديده؟ فأجبتها: ـ والله.. (وهرشت فروة راسي) ما اعرفها.. لكن المهم عندچ مكتوب: الثقافة الجديدة ـ ساحة التحرير ـ بغداد عراق.. فاستشـارت زميلة لها.. وعادت تدقق في الصك.. ثم سالتني ولماذا الاسم مكتوب هكذا: (السكافة الجديدة) بـ (اس) وليس (تي اچ)؟قلـت: ـ بسيطة.. اصحح الحرف.. فاستشارت زميلتها، التي استشارت، بدورها، زميلها، ثم استقر الراي ـ بالإجماع ـ على اعادة الصك الى بنك التجارة الخارجية في صوفيا لتصحيح الاسم.. هل تحبون الصراحة؟ لقد استمرت اللعبة! وصرت أراجع بنكي كلما ذهبت الى محل مصحّف المجلة.. وأبدأ النقاش بهدوء اعصاب.. وليس قصدي تحصيل السبعة دولارات، اإما لتعميق تجربة (قصصية). ويجب عليّ ان اعترف، امام هيئة تحرير المجلة، بانني تسببت في الحاق الضرر بالمجلة واضعفت قدرتها المالية.. من اجل ارضاء نزوة (قصصية).. ولكن مع ذلك فاللعبة (تسوا) وما زال الصك في حقيبتي منذ عشرة اشهر.. ومن مشاريعي المقبلة، مراجعة السيد المدير العام يوم 19 آب القادم لمناسبة مرور عام على بدء (القضية)!وقد رسمت صورة للمناقشة بيننا.. تتعلق بالحقوق والواجبات.. واتخيلها ممتعة للغاية. منها مثلا سؤاله:ـ لماذا انجزت معاملة الصك المماثل ـ قبل عام ـ في عشر دقائق في حين مضت عشرة اشهر على معاملة هذا الصك؟ ـ لو كان لمؤسستك دين بذمتنا تاخر كل هذه المدة.. أليس من حقك ايقاع الحجز على الاموال المنقولة وغير المنقولة؟ فلم لا استعمل هذا الحق؟ وما الى ذلك من اسئلة طريفة! وثمة نماذج تحت اليد، عن الحقوق والواجبات سوف احاول الحديث عنها مستقبلا وهذه (رؤوس اقلامها): ـ سكان الاحياء، ايسر قناة الجيش، اوقفت الخدمات الضرورية عندهم! كاصلاح الطرق او التعبيد او مد شبكة المجاري.. وحين يتساءلون يجابون بان هناك دراسات تفيد بوجود نفط تحت بيوتكم! - احدى مؤسسات الدولة (العامة) اعلنت عن فتح دورة للتدريب فالتحق بها عدد من طالبي العمل وبعد انقضاء اشهر الدورة اعتذرت المؤسسة العامة للبعض لانهم لا يحملون افكار المؤسسة.. وان المؤسسة تعتذر لانها هدرت وقتهم.. وباختصار.. - تستقطع من اثمان حاصلات الفلاحين، عند التسويق، مبالغ على انها تأمينات.. فكيف تعاد لهم هذه المبالغ؟ وكيف يجري الحساب على (الكَواني)؟- في قرار تعديل قانون الملاك اوطأ درجة في سلم الوظائف هي المحصورة بين الحد الادنى والاعلى 15دينارا ا
على هامش الصراحة: كل خميس:استذكاراً لصراحة (أبو كاطع)
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 21 سبتمبر, 2011: 07:35 م