اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > من ينقذ دجلة الخير من التلوّث؟!

من ينقذ دجلة الخير من التلوّث؟!

نشر في: 21 سبتمبر, 2011: 07:46 م

 بغداد/ إيناس طارق عدسة/ادهم يوسفطالما تغنى الشعراء بدجلة العراق ووصفوه بأجمل الصفات وأحلاها ويكفي أن شاعرا عظيما مثل الجواهري خاطب نهره الحبيب بـ(يا دجلة الخير)، لكن دجلة الخير الذي تغنى به عشاقه وفلاحوه شحت مياهه ونحفت نسائمه وذبلت عروقه،
 وما تبقى منه أصبح مكبا للنفايات السائلة و الصلبة وبات يثير الشفقة والحسرة.نهر دجلة العظيم، صانع الحضارات والتاريخ باتت مياهه تتحول - بقدرة غريبة مع دخولها بغداد - من صافية إلى داكنة اللون وملوثة ، حيث تصب فيه  ما بين مليون _ ومليون ونصف متر مكعب، من المياه المبتذلة الناجمة عن سكان العاصمة في نهر دجلة، فالمياه القادمة من الشمال نظيفة ونقية، لكن ما أن تصل إلى العاصمة حتى يختلف الأمر تماما، حيث تتبدل الألوان وتطفو الأوساخ. ومع وصول المياه الى الطرف الجنوبي في العراق، تزداد درجة التلوث الى حدود أكثـر خطورة، حيث تشير التقارير الدولية الى ان مياه دجلة مسؤولة بشكل كبير عن نسبة عالية من الأمراض التي تصيب السكان، فضلا عن شهادة  جون كلوسنر من شركة بكتل الاميركية الذي ذكر في تقرير أن " 75 في المئة من مجاري العراق تذهب الى الأنهار".تلوث دجلة اوجد حالة من تبادل الاتهامات بين المؤسسات الحكومية المختلفة والضحية هو المواطن، وقد حاولنا معرفة اسباب هذا التلوث وقمنا بتوجيه اسئلة عدة لحكوميين لهم علاقة مباشرة بالمياه، كما توجهنا بالاستفسار الى وزارات معنية بالامر، الا ان الجميع تنصلوا عن المسؤولية وبذلك لم نستطع الوصول الى الجهة التي تقول إن لها علاقة بهذا الموضوع الخطير والشائك ،مثلما لم نتوصل الى الجهة التي تقع عليها مسؤولية معالجة هذا التلوث الذي يؤثر على صحة المواطن. الحكومة تحاول كما يقال وبمساعدة منظمات انسانية عدة اصلاح وحدة معالجة المياه الثقيلة جنوبي بغداد، التي قام المخربون بمهاجمة المنشأة وقتلوا مديرها، فيما تكفل اللصوص بنهب باقي محتويات المنشأة. أما انابيب المياه الثقيلة فما تزال تضخ بكميات كبيرة من المياه الثقيلة وتصبها في نهر دجلة ويعود بعضها مخلوطا مع مياه الشرب التي تغذي العاصمة.الحقيقة المؤلمة أن ما نسبته ثلثا المياه الثقيلة الخارجة من مناطق بغداد السكنية تنتهي دون معالجة لتصب في نهر دجلة والقنوات المائية الأخرى حسب ما يؤكد السيد ستيورات بوين الذي يشغل منصب المفتش الأميركي العام لأنشطة الإعمار الأميركية في العراق ضمن تقرير ربع السنوي.بعض مناطق بغداد لاسيما بغداد الجديدة والبلديات ليست محظوظة كغيرها من المناطق البغدادية،فمياه دجلة التي تصل الى تلك المناطق تعد ملوثة بمياه المجاري وباقي الملوثات الاخرى الى درجة ان محطات التصفية تبدو غير قادرة الا على القليل حيال هذا الموضوع، ومما فاقم الامر سوءا ان مياه المجاري الثقيلة تتسرب إلى أنابيب مياه الشرب.ويكشف كمال حسين وكيل وزير البيئة للشؤون الفنية ان 70% من مياه الصرف الصحي ترمى إلى النهر دون معالجة في العراق وهذه كارثة كبرى لذلك أعلنت وزارة البيئة عن افتتاح مشروع لمراقبة نسب التلوث في النهر بصورة مباشرة عبر استيرادها اجهزة مراقبة التلوث بشكل ميداني وعلى مدار اليوم لتحديد مصادر التلوث والجهة التي تقف وراء التلويث ففي كل ربع ساعة تؤخذ عينة من أي موقع نحدده من المصادر المائية حيث تظهر نتائج التحاليل متكاملة بالقراءة والكتابة المطلوبة 100%.ويشير آخر تقرير لدائرة بيئة بغداد الى ان سرعة مياه نهر دجلة منعت الى حد كبير تراكم المواد الخطرة المترسبة وهو ما ابعد بغداد عن مواجهة كارثة حقيقية لتلوث النهر خاصة مع الانخفاض الشديد لتدفق المياه التي يتحكم بها الجانب التركي، بيد أن مدير عام دائرة المخلفات الصلبة والبيئة في أمانة بغداد المهندس سلام عدنان الدهلكي رسم صورة لواقع تلوث النهر، واصفا إياه بأنه كارثة بكل المعاني.وأوضح الدهلكي أن معالجة المياه الثقيلة  في بغداد تجري من خلال محطتي الرستمية والبوعيثة، وهاتان المحطتان تعملان بطاقتيهما القصوى على معالجة 700 الف م3 من المياه الثقيلة في أحسن الأحوال، في حين أن المياه الثقيلة في بغداد تبلغ نحو مليون و200 الف م3 وهذه المياه تلقى بنهر دجلة، فضلا عن مخلفات شبكات المياه الثقيلة المربوطة مباشرة إلى النهر والمصانع والمستشفيات.وأشار الدهلكي الى وجود مشاريع لتحويل مياه الصرف من خلال انشاء محطات تحويلية وبذلك يمكن الاستفادة منها في سقي المزروعات لاسيما هنالك شح في مياه السقي.ويكشف المتحدث الإعلامي لأمانة بغداد حكيم عبد الزهرة لـ(المدى)  قائلا:إن الأمانة تحاول بذل اقصى جهودها للحد من تلوث مياه نهر دجلة لكنها ماذا تفعل ازاء هذه الإمكانات المحدودة، فضلاً عن ان الامانة بحاجة الى مؤازرة بقية الوزارات للتعاون والحد من هذا التلوث، اضافة الى انها  طلبت من الحكومة تخصيص ميزانية مالية لشراء اجهزة جديدة وحديثة تساهم في تنقية وتعقيم المياه،وان الامر يحتاج الى معالجة جدية وسريعة للحد من تلك الظاهرة الخطيرة.أما مدير اعلام مستشفى مدينة الطب "رعد راضي" فقد نفى ان يكون المستشفى مسؤول عن تلوث

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram