منذ الأيام الأولى لتأسيس الدولة العراقية ، بدأ التفكير بإنشاء متحف للآثار العراقية بعد ازدياد الاكتشافات وتطور عمليات التنقيب وتنوع البعثات الآثارية العاملة في مناطق مختلفة من العراق . وقد تمكنت المس بيل السكرتيرة الشرقية للمندوب السامي البريطاني في العراق من فتح متحف صغير في إحدى قاعات (القشلة) عام 1923 ، أصبح النواة الأولى للمتحف الوطني العراقي . ثم انتقل المتحف إلى بناية أوسع في شارع المأمون بجوار مديرية الآثار القديمة التي استحدثت للحفاظ على الثروة الآثارية .
وفي الثلاثينيات تولى ساطع الحصري هذه المديرية ، فسعى إلى إيقاف إخراج الآثار العراقية وتنظيم عمل الهيئات التنقيبية بما يحفظ أحقية العراق بامتلاك آثاره ، وبذل الجهد لتشريع قانون للآثار يعد نقطة مهمة في تاريخ العمل الآثاري . وكان الحلم بإنشاء متحف عراقي جديد وفق رؤية تاريخية ومعمارية متطورة يراود القائمين على العمل الآثاري ،وفي مقدمتهم الحصري . وفي مثل هذا اليوم من عام 1936 قررت الحكومة العراقية إنشاء متحف جديد وتخصيص قطعة ارض واسعة في جانب الكرخ لبنائها ، وعندما شعر مدير الآثار بأن محاولة تجرى للاستيلاء على الأرض المخصصة للمتحف ، أسرع ببناء بوابة عشتار الفخمة في رأس الأرض التي كانت على شكل مثلث رأسه يقابل محطة القطار (1939 ) ، كما بنيت نسخة من أسد بابل وبعض المخازن في الرأسين الآخرين . غير أن اندلاع الحرب العلمية الثانية والتطورات السياسية اللاحقة أجلا العمل ببناء المتحف إلى أوائل الستينيات ،وأكمل العمل به وافتتح عام 1966 . ثم أجريت عليه العديد من الإضافات و أعمال الصيانة ، إلا أن نكبة حاقت به عام 2003 بتعرضه لعمليات سرقة واسعة ، ونجحت الجهود الوطنية المخلصة لإعادة المتحف الوطني العراقي إلى الكثير من بهائه وما يضمه من كنوز .إعداد: رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: إنشاء المتحف العراقي الجديد
نشر في: 23 سبتمبر, 2011: 08:03 م