TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : مزرعة الحيوانات

سلاما ياعراق : مزرعة الحيوانات

نشر في: 23 سبتمبر, 2011: 08:06 م

 هاشم العقابيبعد ان انتهيت من كتابة العمود السابق الذي حدثتكم به عن قصتي مع أحفادي توقفت عند ذكر رواية "مزرعة الحيوانات". بعدها مباشرة  أعدت قراءة الرواية التي كتبها جورج أورويل وصدرت في العام 1945.
تتحدث الرواية عن مجموعة حيوانات ثارت ذات يوم على صاحب المزرعة الذي كان يستغلها ويعاملها بقسوة. لا اريد ان ادخل في تفاصيل الرواية كثيرا حتى لا افسد عليكم متعة قراءتها. لكن فقط اشير الى الثيمة المهمة بها، والتي أراها تهمنا نحن العراقيين، وهي استعباد الآخرين وسفك دمائهم وتجويعهم وإذلالهم باسم الحرية. فبعد ان تحملت الحيوانات ما تحملت من قهر وظلم من مالك المزرعة، يقوم الخنزير "نابليون" بالاستئثار بالسلطة  ليصفي قادة الثورة ويقتل كل صاحب رأي يخالفه. وقد استعان على تصفية خصومه بكلاب دربها وقربها منه لتكون هي أمنه الخاص وسلاحه للبطش بكل من يشم منه رائحة اعتراض على تسلطه. لا اظن ان شعبا أحوج لقراءة "مزرعة الحيوانات" من شعبنا. فالحيوانات التي اختارها ارويل ابطالا لروايته، لا نجد صعوبة  في تحويلها الى أسماء بشرية حين نسترجع ايام الدكتاتورية البغيضة قبل سقوطها.  ان ما نحتاجه هو ليس استحضار ايام الاستعباد وقصصها الدموية، بل، وهذا هو الاهم، ألا نسمح لها ان تعود. وقطعا لا يمكننا فعل ذلك من دون أن نربي الاجيال الحالية واللاحقة على كيفية رصد بوادر ظهور نزعة الاستبداد عند اي حاكم وقبرها قبل ان تستفحل و يكون ثمن الخلاص منها باهظا وقاسيا.واليوم حيث ظهرت اعراض عودة وباء الاستبداد بالعراق بوضوح، اقترح على ذوي الاختصاص خاصة التربويين والمثقفين ان يقوموا بمهمة "تعريق" الرواية وطبعها بطبعات شعبية لاعتمادها كوسيلة تربوية سليمة للوقوف بوجه بوادر الاستبداد. واطمح جادا ان يصار الى اقرار الرواية ضمن المناهج التربوية ولكافة المراحل التعليمية لانها تصلح للقراءة من قبل الصغار والكبار على السواء.ان التحذير من عودة الاستبداد لم نأت به وحدنا نحن "العلمانيين" كما قد يتهمنا البعض. فالقادة الدينيون، سادة وشيوخا، نبهوا لذلك.  فالسيد مقتدى الصدر خاطب رئيس الحكومة صراحة: "تبين لنا وبعد عدة قضايا منها صدور أمر القاء القبض على الاخ الساعدي، وقبلها اقالة رئيس هيئة النزاهة، وتصفية بعض الإعلاميين بمرأى من الحكومة، ان هذا ليس سوى بناء لديكتاتورية جديدة". وقبله وصف الشيخ الساعدي رئيس الحكومة بانه صدام جديد.اطمح بصدق ان يقرأ الرواية اعضاء ائتلاف دولة القانون، ثم اعضاء باقي الكتل. لكني ارى ان على الشعب العراقي ان يقرأها اولا. فالرواية لا تدين الاستبداد وتكشف عن ألاعيبه فقط، بل تدين اكثر خضوع المجتمع وسكوته وصبره السلبي ازاء ما يتعرض له من ظلم وانتهاك وقهر. * قيل لفرعون من فرعنك.  قال لم أجد أحدا يردعني! 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram