TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: هوية جمعة التحرير

كردستانيات: هوية جمعة التحرير

نشر في: 23 سبتمبر, 2011: 09:19 م

 وديع غزوانكانت حادثة النخيب حاضرة في هذه الجمعة ، وطغت على كل الشعارات الأخرى، فالجميع على قلة عددهم  أكدوا أن ما حدث في النخيب على ما فيه من مرارة وقهر ووجع، أعطى درساً بليغاً عن  مدى تمسك العراقيين بوحدتهم الوطنية  وقدرتهم على وأد الفتن الطائفية.
 فالبسطاء الذين اعتادوا كتابة مطالبهم على ورق بسيط وكارتونات متواضعة، والآخرون ممن كانت مكبرات الصوت الحديثة وقماش اللافتات تميزهم عن غيرهم في الجمع الماضية، اصطفوا في بقعة واحدة وكونوا حلقة هتفت للعراق و وحدة شعبه ونددت بالفساد وبضعف أداء أطراف العملية السياسية. سيدة كبيرة جاوز عمرها الخمسين من أهالي منطقة الفضل، اعتدت أن أراها كل جمعة، كانت تبكي بحرارة على شهداء النخيب وتلعن منفذي العملية ومخططيها، لكنها بعبارات بسيطة غنية بالمعاني والدلالات قالت (أويلي عليكم ياعراقيين وعلى صبركم ففي كل وقت تقدمون الضحايا) ثم تتساءل (أين الحكومة وأين البرلمان.. ليتركونا نتدبر حالنا إذا كانوا عاجزين !). المهم إن المتظاهرين في ساحة التحرير في جمعة 23/ 9، أرادوا أن يعبروا بطريقتهم عن  هوية الجمعة ونقاء سريرة النشطاء وولائهم للعراق وحده، أرادوا أن يفندوا مرة أخرى كل الاتهامات التي أطلقها البعض ضدهم، فكانوا كما في كل جمعة يهتفون للعراق ويطالبون بالإصلاح  والتغيير الحقيقي لأنهما الكفيلان بضمان تحقيق أمن واستقرار العراق. في هذه الجمعة  غابت وجوه زملاء وأصدقاء الشهيد هاد ي مهدي، وجوه كانت تسأل عنهم ساحة التحرير التي أعادوا البريق لنصبها بهتافاتهم، غير أن الحضور من الأعمار التي غادرت مرحلة الشباب عوضت بعض الشيء  وكأنهم أرادوا أن يوصلوا رسالة للشباب وغيرهم  عما أصبحت تمثله الساحة من معنى، خاصة ما يتعلق بمستقبل العراق وتصحيح مسارات أطراف فيه ابتعدت عن جادة الديمقراطية وانجرفت نحو متاهات لاتحمد عقباها. الواقع يوضح بشكل قاطع لايقبل الشك أن العراقيين أكبر من كل مزايدات البعض التي اعتادت المتاجرة بدم الأبرياء، وأعلنوا مرة أخرى سخطهم على ما يجري في العراق وحملوا أطراف العملية السياسية نتائج ما يحدث جراء تمسكهم بسياسات تفرق ولا توحد، ما أتاح ويتيح للمجرمين تنفيذ عملياتهم القذرة. أبدا لن يستطيع أعداء العراق تمزيق نسيج العراق وتشويه صورة مكوناته التي منحته هذا الوجه الجميل والمتميز، لذا وحد الجميع مطالبهم سواء  الخاصة بالقصاص من مجرمي جريمة النخيب وغيرها من الجرائم الإرهابية  آو بمحاسبة سراق المال العام والمفسدين، بشعار واحد تنادى الجميع لتحقيقه المتمثل بالتغيير الشامل، لذا كانت الهتافات التي تؤكد  وحدة الصف  الحقيقية التي توثقت بحادثة النخيب إطارا وعنوانا لكل الصرخات الاخرى المطالبة بمعالجة حقيقية للعلل والامراض التي تفاقمت بسبب صراعات  النخب السياسية ، النخيب صوت شهداء  انطلق في الجمعة ليقول نعم للشراكة الحقيقية ونعم للحريات ولا للانفراد وتهميش الآخرين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram