TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :النقاط والحروف

كردستانيات :النقاط والحروف

نشر في: 24 سبتمبر, 2011: 08:57 م

 وديع غزوان مع استمرار بعض نخبنا بالتعاطي مع الأحداث الساخنة بالكلمات العامة والخطب والبيانات الإنشائية  لانعتقد أننا سنرى حلاً قريباً  لمشاكلنا المزمنة  سواء ما تعلق منها بالجانب السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي  وانعكاس ذلك سلباً على واقعنا الأمني الذي ندفع تبعات تدهوره نحن المواطنين البسطاء وليس سوانا. فجميع ما نسمعه لايعدو أن يكون حديثاً مكرراً ومعاداً ومطروقاً في أكثر من مناسبة ويخلو من أي قيمة أو إمكانية البناء لحلول للازمات المتفاقمة.
أول أمس استمعت بإسهاب إلى خبر اجتماعات أطراف التحالف الوطني وما تمخض عنها من نتائج أبر زها تشكيل لجان متابعة لتفعيل الاتفاقات السياسية .  ولأهمية الحدث ،فقد تابعت الموضوع وقرأته بإمعان في صباح اليوم الثاني وتوقفت عند بيانه المنشور ، فوجدته إنشائيا في مجمله و يتحاشى إعطاء رأي محدد في كل القضايا الخلافية مع الكتل السياسية الأخرى أو بشأن مسائل حساسة تتعلق بفهم المعاني  الحقيقية لها التي هي مثار خلاف حتى بين أطراف التحالف الو طني نفسه  ، كالشراكة التي تعني عدم الاستئثار بمسك مفاتيح الملفات المهمة بيد طرف بعينه  ومنح الآخرين ملفات أخرى هامشية وتحميلهم تقصير الطرف المهيمن على كل شيء ، كما أن الاجتماع ، كما يبدو من صيغة البيان ، يوحي وكأنه مكرس لقضية واحدة هي الخلافات مع التحالف الكردستاني والوضع المتأزم بين المركز والإقليم . ففي الوقت الذي أشار البيان إلى أن ( الاجتماع تضمن بحث الوضع السياسي الراهن في العراق وتحديد موقف التحالف الوطني من أهم القضايا المطروحة )، فإنه جاء خالياً حتى من إشارات واضحة تبين وتوضح ملامح الموقف من القضايا التي نوقشت . هنالك مثل شائع ومعروف في سياقات العمل الإداري مضمونه أنك إذا أردت أن تضيع قضية ولا تتوصل إلى معالجات بشأنها فعليك أن تشكل لجنة بشأنها ، لتغيب بعدها في متاهات طويلة من الاجتماعات والتحركات المحورية  ، لذا فان أكثر ما نخشاه أن  تضيع قضايا جوهرية في نقاشات لجان   لاتسمن ولا تغني من جوع  فتضيع علينا مرة أخرى فرص ذهبية للنهوض والتقدم ، وإعادة الروح للعملية السياسية التي شوهت وضاعت ملامحها وسط صراع المصالح والأنانية الذي طبع تصرف وسلوك بعض  الكتل  التي جعلت من السلطة وإغراءاتها وما توفره من قوة وامتيازات شغلها الأول . لانريد أن نكون متشائمين أو أن نثبط عزائم الإخوة في التحالف الوطني ، غير أن الواجب يحتم علينا التذكير بان هنالك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأطراف السياسية جميعاً خاصة من كان منها يتحمل مسؤولية مباشرة في السلطات الثلاث ، ليضع النقاط على الحروف ويعلن موقفه صراحة  من كثير من القضايا العالقة الخطيرة كمفهوم الفيدرالية وصلاحيات المركز والمحافظات وتوزيع الثروات وغيرها، .. آن الأوان لكي نبتعد عن أسلوب المجاملات والتصدي بجرأة وشجاعة لمشاكلنا فبدون ذلك يبقى وطننا ضعيفاً تتآكله وتنهش جسده مطامع لاحدود لها . مرة أخرى لنضع النقاط على الحروف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram