TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :هاجر يالمالك ميليشيا

سلاما ياعراق :هاجر يالمالك ميليشيا

نشر في: 24 سبتمبر, 2011: 09:26 م

 هاشم العقابي تلقيت أمس دعوة كريمة من زوجين عراقيين يتواجدان في زيارة قصيرة بلندن وسيتركانها بعد يومين ليستقرا من جديد في منفاهما القديم بكندا. وحين التقيتهما عرفت بأنهما قضيا سنتين بالعراق بعد ان عادا اليه من غياب طويل. الزوجة استاذة جامعية والزوج مهندس كهربائي. بدأ  الزوج بالحديث عن ان العيش بالعراق ما عاد يطاق، خاصة بعد اغتيال هادي المهدي. قال، وباختصار، ان مقتله رسالة لكل مثقف او متنور يؤمن بالحرية والديمقراطية مختصرها ان: اتركوا العراق.
  واكملت الزوجة: ليس نحن فقط قررنا الرحيل، بل كل الذين نعرفهم، ويتمكنون من مغادرته، قد غادروه بالفعل. وآخرون يعدون العدة للرحيل.قلت: لكن اغتيال هادي ليس اول اغتيال. وقتله كمثقف وفنان سبقته قتول مشابهة. رد الزوج: نعم اتفق معك، لكن مقتله غير. وكيف؟ رد: "الغير يكمن في توقيت عملية قتله وما سبقها من تنكيل علني به وبمجموعة اخرى تضم شعراء واعلاميين. اضف لذلك ضرب المتظاهرين بالسياط والعصي تحت ضوء الشمس على يد قوى الامن والبلطجية. كل ذلك يعني عودة لايام الدكتاتورية وبطريقة اكثر همجية. وان كنا قد تركنا العراق بسبب صدام حتى لا نقتل أو نذل او نهان. فبأي عذر سنعتذر، حتى ولو لأنفسنا، لو نحن قبلنا بصدام آخر؟".سؤال الرجل ، جرني للحديث عن الوحشة التي لفت العراق بداية العام 1979. كانت تلك يوم اضطر اغلب المثقفين والأدباء والعلماء لمغادرة البلد  بفعل ما تعرضوا له من ملاحقة واضطهاد.  ياله من تاريخ أغبر هذا الذي يعيد نفسه بكل ما فيه من سواد ويأس وبؤس.  وفجأة بان على وجه الأستاذة مس من الأسى فطلبت ان أناولها سيجارة  تطفي بها الحزن. أخبرتها متأسفا ان التدخين في الأماكن العامة ممنوع. دمدمت: حتى على هاي هم لحكونه؟ جرت حسرة واسترسلت لوحدها:شوف أخي. هسه صاحبنا لا هوه دكتاتور على وجه، ولا هو ديمقراطي على وجه. لذلك لا بنينا دولة دكتاتوريه، على الاقل بيها خدمات وتحتكر العنف. ولا دولة ديمقراطية تحترم الحرية وحقوق الانسان. صار مدة نسمع اصوات علنا تتهمه بالدكتاتورية. وحتى الشيخ علي حاتم سليمان الدليمي وصلها الحد قال انه  "يكص ايده". وقبل كم يوم  السيد مقتدى الصدر قال انها دكتاتورية جديدة. وقال بالنص "لا نريد صداما ولا صداما". زين انت بروح ابوك جاوبني: ليش بس هادي المهدي ينقتل؟ وليش بس صباح الساعدي طلعوا بيه قرار القاء قبض رغم انه لم يقل اكثر مما قالوه؟  يعني مو واضحة وضوح الشمس: موت يالمالك مليشيا . حتى المطالبة بالحرية وبعراق يسوده العدل والانصاف صارت تحتاج الى مليشيا. فهل يبقى للفرد مثقفا كان أم عالما او مجرد حالم بالحرية مكان؟اجبتها: لو قلت لا ادري .....غدا بقية الحوار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram