 إحسان شمران الياسري تحدّث أحد البرامج العلمية عن القوارب التي صنعها المصريون العظماء من الخشب و(البردي) زمن الفراعنة، وجابوا فيها نهر النيل الخالد ينقلون المال والإنسان، وللسياحة النهرية. وجاء أحد علماء القرن الحادي والعشرين ليُفسّر الكيفية التي صنع بها المصريون تلك القوارب التي زاد طول بعضها على ثلاثين متراً.. ولكي يبرهن على نجاح المصريين في مهمتهم، التي كانت الأم الشرعية، أو إحدى الأمّهات،
 لصناعة أدوات استخدام الماء في النقل، قام بإعادة تمثيل عملية صناعة الزورق باستخدام ذات الأدوات والتقنيات، وبذات الرجال، رجال مصر الأبطال.لقد كان العرض ممتعاً لدرجة انك تستغرق في السياحة عبر التاريخ للوصول إلى المنجز الفذ الذي قهر البحر لاحقاً.. ويجب  ألا ننسى إن أخانا (العالِم) بدأ من حيث انتهى المصريون من إنجاز وسيلتهم الرائدة، ثم وضعوها في متحف التأريخ منذ أربعة آلاف عام. وعندما اكتمل الزورق الجديد- القديم، انزلوه في احد مسارب نهر النيل قرب القاهرة وهتفوا حمداً لله، وثناءً على عقل وضمير الصانع المصري الذي اكتشف وطوّر وأبقى لنا الدليل على منجزه الأخّاذ. وقد فعل (الإيرانيون والصينيون) مثلما فعل العالِم الغيور، إذ أعادوا تمثيل عملية صناعة السيارات الألمانية والفرنسية والأمريكية!، فصنعوا سياراتهم الصفراء والبيضاء التي ملأت شوارعنا الحبيبة.. وأعاد الكوريون الشماليون عملية صناعة الصواريخ العابرة للقارات فقهروا أمريكا والعالَم المتحضر.. ومن البرامج العلمية المماثلة التي أعادتها القنوات الوثائقية أكثر من مرة، وشاهدتها بذات الاهتمام رغم الإعادة، المحاولات التي قام بها احد العلماء لتفسير الكيفية التي رفع فيها المصريون الأحجار الهائلة فوق بعضها لبناء الأهرامات. فبعد أن انهينا نظرية (مساعدة الجن لهم)، صرنا نبحث عن تفسير للمقدرة الخارقة للإنسان المصري الذي رفع عشرات الأطنان ووضعها فوق بعضها وأنتج هذا المُجّسم الهندسي بالغ الدقة والروعة.. وكانت التجارب الجميلة قد انتهت الى أن المصريين استخدموا أساليب علمية في نقل الصخور من الأماكن القصية، ثم نحتوها بالجهد البشري الجماعي المبني على رؤى متقدمة في فن العمارة. ثم إن عملية الرفع استخدمت الرمال كرافعات متدرجة لكل مرحلة من مراحل البناء.. وهناك تفسيرات أخرى..وكل هذا لا يعني إلا استلهام أفكار الباحثين الذين يسعون الى تفسير ما قام به أسلافنا لبناء حضارتهم.. فكيف ننتفع مما فعله الآخرون، ومتى (نلحق) الصين الشعبية فنصنع سيارة (شيري) و(جيلي) و (سيد مهدي).ومتى يأخذ وزراء الكهرباء ووكلاؤهم ومدراؤهم على عواتقهم مهمة تمثيل ما فعلته أمم الأرض الأخرى ووفرت كهرباء لشعوبها.. متى ننتج الكهرباء أو نعلن بلا (خجل) إن مؤسسة الكهرباء غير قادرة على الاستمرار في استنزاف المزيد من المال دون طائل.. ويعلن الوزير الشجاع أن وزارته عاجزة، وعلى الشعب العراقي أن يبحث عن البديل؟!