اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > حزب الوزراء

حزب الوزراء

نشر في: 25 سبتمبر, 2011: 07:50 م

ساطع راجي في وقت تسيطر الخلافات الحادة في المواقف ووجهات النظر على العلاقة بين القوى السياسية داخل مجلس النواب إلى حد تعطيل الجزء الأكبر من أدواره الرقابية والتشريعية نجد حالة من الصفاء والوحدة داخل الحكومة العراقية وانفصال كامل بين مواقف النواب والوزراء حتى الذين ينتمون إلى كتلة واحدة، بل أن هناك علاقة تضامنية قوية بين الوزراء تتجاوز كل الضجيج الذي يمارسه النواب يوميا وكأن الوزراء ينتمون إلى حزب واحد حيث لا نجد خلافا واضحا بين الوزراء الذين ينتمون إلى كتل تعيش حالة حادة من الصراع اليومي .
تصل حدة الانفصال بين نواب الكتلة ووزرائها إلى حد القطيعة عندما نجد أن مواقف الوزراء مثلا من مشاريع القوانين التي يقدمها مجلس الوزراء إلى البرلمان منفصلة تماما عن موقف نواب كتلهم بل إن بعض الكتل تتفاجأ بوصول مشاريع قوانين إلى البرلمان دون أن يعلمها وزراؤها بالمصادقة على مشاريع تلك القوانين ولا يعبر الوزراء عن موقف كتلهم في داخل مجلس الوزراء من تلك المشاريع ولا يتضامن الوزراء مع مواقف كتلهم بل يلتزمون الصمت ولا يشيرون من قريب أو بعيد إلى الموقف الذي اتخذوه.  قد يمتعض كثيرون من الإشارة إلى هذا الصفاء ويعتبرونه حسدا أو ربما تحريضا على الخلاف داخل مجلس الوزراء، ولكن ذلك يجب  ألا يمنعنا من التدقيق في هذه الظاهرة السياسية الغريبة في الديمقراطيات التوافقية، فلماذا تتقاتل الكتل على الحقائب الوزارية مادام حجم تمثيل الكتل ووجودها داخل مجلس الوزراء لن يؤثر على معرفتها بما يجري في مجلس الوزراء ولن يؤثر في قدرتها على تمرير القرارات ومشاريع القوانين؟ أما أن السياسة في العراق متخلفة ومتهرئة إلى درجة انعدام التنسيق بين نواب ووزراء الكتلة الواحدة أو أن الوزراء انفصلوا عمليا عن الكتل بعد اطمئنانهم على مواقعهم الوزارية أو أن القوى السياسية قررت تفصيل المشهد السياسي إلى غرفتين واحدة تعمل متماسكة وموحدة هي الحكومة لتحقيق الأهداف والمصالح الخاصة للوزراء وكتلهم النيابية وترك الغرفة الأخرى عامرة بالصخب وتبادل الاتهامات بهدف إلهاء الجمهور وإقناعه بأن هناك خلافات حادة تمنع تحقيق أي شيء وتواصل كل كتلة إلقاء اللوم على الكتل الأخرى في التسبب بعدم تنفيذ الوعود الانتخابية.كل هذا يدور في مجال التحليل لظاهرة ابتعاد الوزراء عن كتلهم بطريقة تؤدي دائما إلى حالة من الانقسام بين الحكومة والبرلمان، ولا يوجد تفسير يقيني لهذه الحالة الصادمة التي منحت العملية السياسية في العراق تشويها آخر في قائمة التشوهات الطويلة.كان يمكن للاعتراضات المبكرة على مشاريع القوانين داخل مجلس الوزراء أن تؤدي إلى تسويات مبكرة للخلافات في حلقة أضيق من حلقة البرلمان التي تتضارب فيها المصالح والأهواء، وكان يمكن للصلة الوثيقة بين الوزراء والنواب من الكتلة الواحدة أن تجعل الأمور أكثر سلاسة وهدوءاً، وفي كل الأحوال فإن القطيعة بين الوزراء وكتلهم تطيح بكل التهديدات التي تتحدث عن الانسحاب من الحكومة وبالتالي تعريضها للانهيار، فمن الواضح إن الوزراء متمسكون بمناصبهم بمعزل عن رضا أو غضب كتلهم، وهكذا شكل الوزراء أقوى حزب سياسي في العراق من ناحية التماسك والتضامن بين أعضائه.    

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

انخفاض القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا العملاقة للشهر الماضي

غوغل تعلن عن ميزات جديدة للخرائط مع Waze

تشكيل تحالف 'المادة 188': رفض واسع لتعديلات قانون الأحوال الشخصية واحتجاج على المساس بالحقوق

 7 نقاط  حول التعامل الفعال مع حالات الأرق

سان جيرمان يقترب من حسم رابع أغلى صفقة في تاريخه

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram