TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > فضاءات :الـسـكـن والسـيـاسـة.. الموصل نموذجاً

فضاءات :الـسـكـن والسـيـاسـة.. الموصل نموذجاً

نشر في: 25 سبتمبر, 2011: 08:03 م

 ثامر الهيمص شهدت أسعار قسم السكن حسب مؤشرات التضخم لشهر آب قياسا" بشهر تموز ارتفاعا" بنسبة ا%  وتموز كان  5را%   وسجلت انخفاضا" في منطقة الوسط بنسبة 2%  واستقرت في الجنوب لترتفع في كردستان بنسبة 3ر12%  مقارنة بشهر آب  سنة  2010.   هذه الخريطة الإحصائية تعكس الواقع السياسي والاقتصادي بأمانة. فالتضخم عموما" يأتي مع الاستيراد وأننا نستورد الطابوقة المسلفنة والسمنت بأنواعه والأبواب والشبابيك والزجاج والكاشي ومرمر الأثرياء. ومع ذلك يراوح تضخمنا في مكانه بالنسب للوسط والجنوب ليرتفع في كردستان.
ففي تحقيق ممتاز عن أزمة السكن في الموصل تتعزز الرؤية الإجمالية كما وردت في المقدمة. فالسبب الأساس هو الهجرة من الريف لهذه الأزمة. وهذا الترييف الذي يحصل في كل أنحاء العراق ليس التصحر عاملا" وحيدا" فهذه مشكلة تقليدية إضافة إلى عواملها المعروفة ديمغرافيا" أو اقتصاديا". ولكن السبب الاساس لتعمق هذه الازمة بحيث استعصت على الحل لحد الان هي العوامل السياسية. ضمن اسباب الهجرة للمدينة مثلا" هي مشكلة المناطق المتنازع عليها وما تشكلة من ضغط على المستقرين هناك والرغبة بالهجرة جنوبا" ووسطا".  والعامل الثاني في الموصل خصوصا" حيث يظهر بوضوح هو بالاضافة للتنازع عليها هو هجرة المسحيين والشبك واليزيدين الى مناطق تضمن تجمعا" أكبر لهم كما حصل مثلا" في سهل نينوى أو مشكلة تلعفر. والسبب الثالث المتعلق بسياسة المركز هي مشكلة تنازع الوزارات المتحاصصة على الاراضي وعدم توزيعها أو تحديدها بشكل شفاف لأغراض السكن. بالإضافة إلى العجز عن التمويل سواء بالاستثمار أو تصدي القطاع الخاص مع وقوف المصارف الأهلية والحكومية متفرجة إذ لايسمح القانون لحد الآن للمصارف الأهلية بالاستثمار. فقط يسمح لها بأن تسلف لشراء سيارة صالون بأقساط غير مريحة. في حين يمكن أن تكون أسعار هذه السيارات سواء مقدمتها أو سعرها كاملا" أساسا" لمشروع جمعية تعاونية إسكانية تتبع للنقابات والجمعيات وتنصرف سلطتنا المركزية لتشجيع إنشاء معامل للطابوق وسمنت مقاوم للاستيراد ومعامل خشب وزجاج وكاشي للحد على الأقل من التضخم المستورد وتشغيل عمالتنا   التي تؤرق هذه السلطة بالمظاهرات أو الانحرافات. أما من الناحية التنفيذية " كانت السياسة لاعبا" وحيدا" في العرقلة أيضاً. فمثلا" في مشروع لبناء عشرين ألف وحدة سكنية في الموصل حجزت محافظة نينوى (12000) وحدة منه لمنتسبي المحافظة. والباقي للمواطنين الذين  كذلك" ستلاحقهم المحسوبية أو غيرها من عوامل الضغط. ألم يكن هذا عامل إحباط إن لم يكن تدميراً للشروع في مكافحة الأزمة؟  ومثال أخير من الموصل الحدباء فإن الإخوة في البحرين يرغبون بالاستثمار في الموصل حيث حضر رئيس مجلس الأعمال البحريني على رأس الوفد لغرض استثمار خمسة ملايين دولار في السكن. وتغير الموقف البحراني بعد التنديد بالقمع في البحرين. ألم تكن أزمة السكن سياسية ايضا" وبامتياز؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram