اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > اللون الأصفر يغزو شوارعنا

اللون الأصفر يغزو شوارعنا

نشر في: 25 سبتمبر, 2011: 08:10 م

 بغداد/ إيناس طارق الساعة تشير إلى السابعة من مساء يوم الأربعاء المصادف 7/9/2011، المكان، سوق البياع، شارع 20 التجاري. السوق كالعادة مزدحم بالمتبضعين، أما الشوارع الفرعية فهي المنفذ الوحيد لخروج ودخول السيارات، حيث تمنع السلطات الأمنية أية سيارة من الدخول إلى الشارع الرئيس "20" ،الذي أغلق اثر حدوث تفجيرات عدة.
سائق سيارة "سمند" صفراء يأتي مسرعاً بعد أن رأى رجلا بصحبة عائلته  يلوح له بيده . السائق  يلتف بسرعة جنونية ويسابق السيارة التي أمامه كي يلحق بالرجل، ولكنه صدم أثناء مناورته السريعة، طفلة كانت واقفة قبالة باب منزلها، يرتبك السائق وأثناء محاولته الفرار يسحق رأس الطفلة مجهزا عليها. شهود العيان يتمكنون من الإمساك بالسائق  ويخرجونه من سيارته ليجدونه شابا صغيرا لا يتجاوز عمره 17 عاماً ويمطرونه بوابل من الضرب.المشكلة ليست في سائق السيارة الذي تسبب بالحادث، وإنما بالمئات من أمثاله العاطلين عن العمل والذين أصبحت لديهم رغبة كبيرة في اقتناء سيارات الاجرة والنزول بها الى الشارع  بعد ان تم طرح كميات كبيرة من السيارات وبإغراءات شراء متعددة اقلها التقسيط المريح،  كما ان محافظة بغداد ومجلسها، ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية توزعها بدلا من القروض طويلة الاجل في الوقت الذي تناست هذه المصادر الشروط التي من المفترض اتباعها في تنظيم عمل سيارات الاجرة.لم يتوقف الأمر على ذلك انما أشار كتاب رسمي وزع على الدوائر الإدارية والمالية في الوزارات كافة موجه من وزارة التجارة –الشركة العامة لتجارة السيارات والمكائن –مكتب المدير العام- بالعدد 128 والمؤرخ بـ17 /1/2011 ،الى البدء بتنفيذ مشروع تجهيز السيارات للموظفين بطريقة الأقساط، ما يتطلب الأمر إبلاغ الوزارات والدوائر كافة غير المرتبطة بوزارة عن ضوابط التجهيز، وتزويدنا باسماء الموظفين في كل وزارة او دائرة غير مرتبطة بوزارة وبنسبة 1% من المجموع الكلي لموظفين على الملاك الدائم.وأشار الكتاب الى اعتماد الأسبقية في التقديم للحصول على السيارة بالتقسيط ومن نوع "سايبا ،سمند ،برايد"وبحسب مصادر صحفية إيرانية كشفت أن الشركتين الإيرانيتين الكبيرتين في إنتاج السيارات "إيران خودرو" و "سايبا" زادتا من صادراتهما الى العراق. وتفيد أرقام الجمارك الإيرانية بان شركة "سايبا" قامت خلال الأشهر التسعة الاولى من العام الإيراني الحالي بتصدير 11 ألفاً و 500 سيارة من طراز "برايد" و "ايران خودرو" وتصدير 9500 سيارة من طراز "سمند" الى العراق، وتمكنت "سايبا" ومن خلال سيارتها الأكثر مبيعاً من سيارة "برايد" من الاستحواذ على حصة ملفتة في أسواق العراق وهناك مصادر أكدت ان من يملك اكبر اسهم في شركة "إيران خودرو وسايبا "مسؤول كبير في الحكومة العراقية.فيما أشار الخبير الاقتصادي محمود سالم الى ان السيارات التي تقوم بتوزيعها الشركة العامة تفتقر الى ابسط مواصفات المتانة من حيث قوة تحملها للصدمات، كما أن المحرك الداخلي مصنوع لملائمة أجواء معينة، تكون نسبة الحرارة فيها لا تتجاوزالـ 40 مئوية وفي حالة الزيادة يتعرض المحرك الى العطل واحيانا الى الاشتعال، فضلا عن ان السيارة لا تدخل ضمن الفحص والرقابة إنما من الجهة المستوردة الى المستخدم مباشرة.ويؤكد سالم ان اغلبية السيارات التي من نوع بيجو تأتي من المنشأ وهي تحمل عطلات، مثل "الأكسل" يكون معطلاً في احيان كثيرة  ويجب تبديله،اضافة الى ان محركها يصاب بالعطل بعد مرور شهرين وتكلفة إصلاحه تتجاوز الـ300 دولار، وأشار المهندس الميكانيكي رحيم عودة إلى أن  مواصفات  تلك السيارات متواضعة فهي لا تحتوي على كيس الهواء(ايرباك) ونظام تغيير السرعة عادي(كير عادي) ومنظرها الخارجي غير مميز وقديم ولكن أكثر المشترين  يريدون سيارات رخيصة.وهناك  وثيقة تشير إلى ان الجهات التي تقوم بتجهيز الشركة العامة بالسيارات،  تعود لشخص واحد، حيث يؤكد عاملون من داخل الشركة  رفضوا ذكر أسمائهم أن المحتكر والمورد للسيارات ، يقوم بوضع أسماء شركات مختلفة على أوراق التجهيز ، حتى لا يكشف أمره.إحدى المذكرات الداخلية الصادرة عن الشركة العامة بتاريخ 15/8/2010 تؤكد وصول عشر سيارات نوع "ايسوزو" كابسات نفايات ، موجودات حاليا في ساحة خزن كسرة وعطش . ويوجه الكتاب الى اللجنة الفنية بضرورة مطابقة المواصفات . وبما ان السيارات دخلت من منافذ غير رسمية لذلك لا يوجد فحص ، ولكن الغريب أن الموافقة جاءت على الكتاب في جهته اليمنى موقعة من اللجنة الفنية، مؤكدة ان السيارات مطابقة للمواصفات .ومذكرة داخلية أخرى في تاريخ 7/10/2010  موجهة من قسم الاستيراد الى القسم الفني ، وهي عبارة عن مذكرة إخراج سيارات ، تؤكد وصول ثلاث سيارات (رأس تريلة) والموجودات في ساحة كسرة وعطش ، وطالبت المذكرة بأخذ رأي اللجنة الفنية لمطابقة المواصفات، وجاء رأي اللجنة كسابقاتها بالموافقة والمطابقة للمواصفات،وطالبت بإخرا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram