يوسف فعل غرس الاتحاد الدولي لكرة القدم أنيابه بجسد كرتنا الطري من دون رحمة او استحياء بعدما اصدر قراره المثير للجدل المتمثل بحرمان المنتخبين الوطني والاولمبي من اللعب في أربيل لمدة مفتوحة . إن صدور القرار صدم الجميع لانه يخفي وراءه الكثير من الخفايا التي تدير فيفا من خلف الكواليس ، والقرار يعد من النقاط السوداء التي تطبع جبين المنظومة الكروية العالمية ولا تريد مفارقتها ،
وهناك من سعى الى اتخاذه بعد ان استثمر مكر بعض الامور السلبية في الناحتين التنظيمية والادارية التي رافقت مباراة منتخبنا الوطني مع نظيره الاردني في الجولة الاولى من التصفيات المونديالية . ومهدت تلك الثغرات التنظيمية اعضاء الاتحاد الدولي لكي ينقضّوا كالأسود المتوحشة على اتحادنا الفتي الوديع الذي مازال يحبو في غابة مليئة بالمصالح والمؤامرات والدسائس التي اصبحت العنوان الابرز في عمل فيفا ، وخير دليل على عدم نزاهته ما جرى في الانتخابات الاخيرة لتلك المنظومة التي أزكمت روائحها انوف الوسط الكروي العالمي. اصدار القرار كان متسرعاً وغير منصف ولم يستند الى وقائع اوحقائق دامغة تجبر (فيفا) الى إصداره ومنحه المبرر لإتخاذه لانه سبق ان حصل ما هو أسوأ من ذلك بكثير في العديد من دول العالم لكن الاتحاد الدولي غضّ النظر ولم يتعامل معها بصرامة ومنعها من اللعب في ملاعبها لفترات طوال مثلما حصل مع عقوبتنا. ومن الامور التي يجب التوقف عندها ملياً ان امناء سر الاتحادات الخليجية اشترطوا الموافقة على اقامة خليجي 21 في البصرة باستحصال الموافقة الاتحاد الدولي بخوض المباريات في العراق ، وما يثر الاستغراب انه بعد يومين من الاجتماع الخليجي فجّر الاتحاد الدولي قنبلة بمنع المنتخب الوطني من خوض المباريات في ملعبه ، وكأن الاتحاد الدولي وأمناء سر الاتحادات الخليجية توأما الروح وبينهما نسخ الافكار. ووفق تلك التداخلات فان القرار يخلو من البراءة ، واكد ان هناك من له مصالح ويمتلك علاقات مؤثرة في الاتحاد الدولي سعت بجد لتعبيد اتخاذ القرار للتأثير على الروح المعنوية للاعبي الوطني والاولمبي في المباريات المقبلة في التصفيات المونديالية والاولمبية. لقد وقع اعضاء اتحاد الكرة في فخ غياب التنسيق مع الاتحادات الخليجية وعدم وجود روابط أو أسس للتعاون مع (فيفا) ، ما ادى الى اصدارالقرار الذي ايقظ الاتحاد من سباته وجعله يدرك انه يعمل مع وحوش لا ترحم تنسج مخططاتها في ظلام حالك بوضع معقد ومربك بسبب الخلافات الداخلية لاتحاد الكرة مع اطراف اللعبة التي جعلت الاتحاد ينشغل كثيراً عن الاهتمام بتوسيع دائرة علاقاته الخارجية حيث كان همّه الاول في الفترة الماضية ينصب بكيفية فرض سيطرته على دويلات الكرة بسبب تشظي الوسط الكروي الى اجزاء متناثرة . وعلى الاتحاد ان يحشد قواه بطريقة احترافية وحنكة ادارية لأجل الضغط على الشخصيات المؤثرة في الاتحاد الدولي لتغيير القرار وجعله أقل قسوة من خلال طلب الاستئناف ودعوة شاهد الاثبات نائب رئيس الاتحاد الدولي علي بن الحسين للاستئناس برأيه لفصل الأبيض عن الاسود وستكون فرصة مناسبة لمعرفة معدن الأخوة الحقيقي من التبجح بشعارات عفا عليها الزمن.
نبض الصراحة :دسائس (فيفا)
نشر في: 25 سبتمبر, 2011: 08:22 م