هاشم العقابي بعد أن قرّت شقشقة السيدة التي حدثتكم عنها في عمود الأمس، جاء دور زوجها ليمطرني بالأسئلة. وسؤال من هنا وجواب من هناك، انتقل الحديث الى الثقافة والشعر والإعلام. ومن بين أطراف الحديث قفز على لسان مضيفي سؤال: هل تعرف علي الشلاه؟ وهل هو فعلا شاعر كما يدعي؟ قلت له: بصراحة يطرح اسم الرجل كشاعر. أما عن مدى معرفتي به فاني التقيته مرة واحدة حين جاء من سويسرا ليحضر أمسيتي الشعرية التي أقامتها لي الجالية العراقية في ميونخ بالمانيا وسط التسعينيات.
عدا عن ذلك كان الشلاه من بين ضيوفي شبه الدائمين في واحد أو أكثر من برامجي التلفزيونية التي كنت أقدمها سابقا، وذلك بطلب مني أو بطلب منه. رد السائل: اذن هو شاعر؟ صحيح. لكن لماذا سألتني عنه دون غيره؟ أجاب: أنت تعرف بأن الشاعر كلما اقترب من السياسة او صار صوتا للسلطة تقل قيمته. حاولت ان اخفف من اندفاع الرجل فقلت له: الشاعر إنسان، مثل غيره، يجتهد وقد يخطئ ويصيب. ثم انه ليس عيبا ان يكون الشاعر سياسيا و ذكرته بان الشاعر الفلسطيني الكبير توفيق الزيّاد، مثلا، صار عضوا في الكنيست الإسرائيلي اكثر من مرة. اختصر رأيه بانه يتفق معي مؤيدا أن كل امرئ عرضة للخطأ. كذلك لا يعترض على ان يصبح الشاعر عضوا بالبرلمان شريطة ألا يتحول الى عصا سياسية أو اداة بيد السلطة. وبحسب رأيه، فأن وجود المثقفين في مفاصل السلطة يجب ان يسخر لخدمة الثقافة وحماية المثقفين وليس العكس. وان من يجد نفسه على خطأ في اختياراته السياسية، خاصة المثقف، عليه ألا يستمر في السير على جادة الخطأ. وهو يعتقد أيضا بان جريمة اغتيال هادي المهدي المثقف والفنان، كافية ان تجعل كل من يحسب على صنفه ان ينتبه من غفلته. قلت له: على كيفك يا رجل! فالشاعر كما قلت لك هو انسان قبل كل شيء وقد تجبره الحاجة او يغريه المنصب. رد علي بنبرة لا تخلو من غضب: وأي حاجة او رغبة تلك التي تحول الشاعر الى شرطي؟ بصراحة لم افهم قصد المهندس في بادئ الامر. ويبدو هو ايضا عرف باني لم افهم قوله، فاكمل: اخي نحن شاهدنا سقوط كثير من الشعراء في مستنقع امتداح الطغاة. وكنا نرى بأيديهم ونسمع منهم قصائد تتفنن في ابتكار طرق التطبيل والمدح. لكننا لم نسمع بشاعر، من الجاهلية الى اليوم، تباهى حاملا بيده ورقة القاء قبض على إنسان لأنه انتقد سيده، كما فعل الشلاه مع ورقة القبض على الساعدي. ان اوراقا كهذه عادة يحملها ويفتخر بها المخبرون والشرطة وليس الشعراء. أليس كذلك؟ لم اجد غير ان اقول له انك قلت الذي في قلبي. أما جواب سؤالك فتجده في قلب الشاعر ....... يا سيدي.
سلاما ياعراق : شاعر أم ......؟
نشر في: 25 سبتمبر, 2011: 09:42 م