اسم الكتاب/ 1493: كشف العالم الجديد الذي أنشأه  كولومبس المؤلف/  تشارلس س . مان ترجمة/ عبد الخالق علي هناك سلسلة من الأحداث  تحصل في هذا العالم الذي يعتبر من  أفضل  العوالم . يقول د. بانكلوس في نهاية كتاب " كانديد " لفولتير " لو لم تقرأ كتاب (التحقيق) أو  تمشي في أميركا... لم يكن يتسنى لك أن تتواجد هنا و تأكل حلوى الفواكه و الجوز".
كان فولتير سيحب هذا الكتاب  الجديد الشهير لتشارلس مان . ففي أكثر من 500 صفحة مليئة بالحياة لا يفسر مان سلسلة الأحداث التي أنتجت هذه الحلوى و الحدائق  فقط، و إنما ينسج قصصها  لتفسير  سبب كون عالمنا على ما هو عليه.  يفتتح مان كتابه في  إحدى الحدائق و ينهيه في حديقة أخرى. الأولى هي حديقته الخاصة في ماساتشوستس، و الثانية هي حديقة عائلة فليبينو في بولالاكاو . و رغم المسافة البعيدة التي تفصل بينهما، فان الحديقتين تثمران الكثير من النباتات المتشابهة التي لا تنتمي إلى أي من المكانين. يخبرنا مان بان هذه هي علامة العصر  البيئي الذي نعيش فيه : " عصر التجانس ". هذا الكتاب يبدأ من حيث انتهى كتاب مان السابق " 1941 : أسفار جديدة عن أميركا ". في ذلك الكتاب كان المحيط الأطلسي و المحيط الهادي موانع مائية لا يمكن تجاوزها ، و ربما كانت أميركا على كوكب آخر. لكن وصول كولومبس إلى الكاريبي في العام التالي غيّر كل شيء، حيث بدأت النباتات و الحيوانات و الجراثيم تنتشر في العالم، فذهبت الطماطم الى ماساتشوستس و الذرة الى الفلبين و العبيد و الأسواق و الملاريا إلى كل مكان. لقد صار عالما واحدا. يقر مان بان اغلب خطوط هذه القصة تأتي من كتاب الفريد كروسبي " الامبريالية البيئية : التوسع البيولوجي لأوربا 900 – 1900 " المنشور قبل ربع قرن. هذا الكتاب كان له تأثير على الأكاديميين، إلا أن مان يعتقد انه بحاجة إلى تحديث، و عندما التقى بالمؤرخ كروسبي ألح عليه أن يكتب نسخة جديدة. أخيرا اخبره كروسبي قائلا " إذا كنت تعتقد بأن تلك فكرة جيدة، فلماذا لا تفعل ذلك أنت ؟"، و هذا ما فعله مان. أن " 1493 " هي نسخة مطابقة للامبريالية البيئية لكنها أكثر سخونة. يأخذ مان الجدل الى مجال جديد من خلال الاقتراح بأننا يمكن أن نفهم العولمة الحالية فقط عن طريق فهم ما اسماه كروسبي " التبادل الكولمبي " – أي نقل النباتات و الحيوانات و الجراثيم و البشر عبر القارات على مدى 500 عام –. يزعم مان بان الدرس التاريخي هو أن " العولمة قد جلبت منذ البداية المكاسب الاقتصادية الكبيرة إلى جانب  الاضطرابات البيئية و الاجتماعية التي تقابل هذه المكاسب ". و بإنصاف رائع يبين أن تكاليف و فوائد العولمة متلازمان على الدوام، و لا يمكننا أن نأخذ احدهما دون الآخر. جلب البطاطا إلى أوربا جعل من السهل على المجاعة الايرلندية أن تقتل الملايين عندما أصابت الآفات الزراعية حقول البطاطا، لكنه أيضا حافظ على حياة الملايين من الفلاحين الجياع. جلب الملاريا إلى الأميركيتين قلص عدد السكان في أجزاء من العالم الجديد، لكنه أيضا ابعد الجيوش الأوربية عن أجزاء أخرى من العالم. كذلك يتمكن مان حتى من رؤية وجهة نظر قاطعي الأخشاب الذين يجردون الفلبين من غاباتها لكي يحظى الاميركان بأثاث رخيص. نجح مان في سرد قصة معقدة بأسلوب نثري أخاذ و  واضح. انه ليس مؤرخا متخصصا، إلا أن الكثير من المتخصصين يمكن أن يتعلموا من الأسلوب اللبق الذي استخدمه. الكتاب يتبع نهجا زمنيا بدءا من 1493 استمرارا حتى 2011 و يمتد إلى كل القارات تقريبا، كما انه  يتسم بالبحث المتعمق و بالحداثة و يجمع  المعرفة من العلوم المتنوعة مثل التاريخ العالمي و علم المناعة و علم الاقتصاد. انه يقدم التفاصيل الآسرة الواحدة بعد الأخرى.، لكن  الأكثر تأثيرا من كل ذلك، هو أن مان نجح في تحويل النباتات و الجراثيم و الحشرات و الفضلات إلى ممثلين بارزين في كتابه  و في نفس الوقت مازال  يعرض أمامنا نوعا لا يمكن أن ينسى من الشخصيات الإنسانية . انه يجعل حتى المواضيع غير المقنعة رائعة و فاتنة. يبذل كل المؤرخين جهودهم للموازنة بين إرادة الإنسان و بين القوى غير البشرية. يتساءل مان " هل يمكن أن نوعز إيماننا بإعلان عتق العبيد إلى الملاريا ؟". بالإضافة إلى جعل الإنسان يشارك المسرح مع كائنات حية أخرى، فان مان يريد أيضا من الأوربيين أن يتنازلوا عن المزيد من النور الوهاج لبقية البشر. في أعوام الستينيات ( 1960 ) بدأ المؤرخون بالتحول من تسمية الأوربيين بالمغامرين الأبطال الذين انشأوا العالم الحديث،  الى تسميتهم بالمستغلين الأشرار، لكنهم مع ذلك استمروا بوضع الأوربيين في الأدوار الرئيسة. يؤكد مان بشكل متكرر بان الأرقام لا تثبت ذلك. " معظم المواجهة العظمى بين نصفي العالم المنفصلين هي مواجهة بين الأفارقة و الهنود أكثر مما هي بين أوربا و أميركا ". قد يكون مان مخطئا أحيانا عندما ينسى أن الأوروبيين كانوا  منذ 1492 هم (و ليس الأفارقة او الأميريكان) ال