الكتاب:"اهتزاز القصب" تأليف: روبن رايت ترجمة: ابتسام عبد الله عندما صدر كتاب روبن اريت الأخير، عام 2008، بعنوان"أحلام وظلال"، كان تقييمها للأوضاع في الشرق الأوسط - وقد عملت في المنطقة أعواماً طويلة كمراسلة صحفية- أنّ هناك براعم لمرحلة تغيير قادمة، وقد اعتبر رأيها متفائلاً! وبعد ثلاثة أعوام، بدأت موجات التغيير بدءاً من تونس ثم مصر، متواصلاً عبر الشرق الأوسط. ولذلك فإن آراءها مصيبة إلى حد كبير.
وكتاب رايت الثاني الذي صدر أخيراً بعنوان "اهتزاز القصبة"، يستند إلى الحجج التي طرحتها في كتابها الأول، ليس فقط بمواجهتها ،والتعرف إلى أسبابها وترجيعاتها عبر"الربيع العربي"، فحسب ، بل فحص اتجاهاتها ونزعتها في العالم الإسلامي.وفي رأيها إن الثورة ضد نظام الحاكم المطلق في البلدان مثل تونس،مصر،ليبيا واليمن، هي بدايات البداية، وأن هناك قوة فعالة(داينميكية) تسيطر على المنطقة.إن العالم الإسلامي بدأ تدريجياً في رفض المتشددين او كما يقول روبن رايس"الأشكال المتعددة للقتال والنضال- إذ أن هذه الحركات بدت باهظة الثمن، ولا تؤدي إلى نتيجة ما، كما أنها فقدت بريقها".وهي مستبعدة فكرة،"صراع الحضارات"، تقول إن العالم الخارجي، عندما حاول عزل المسلمين بـ"الآخرون"، وخاصة بعد11/9/،فإن غالبية المسلمين، حاولوا الاندماج طردياً مع العالم.إن هذا التغيير قد تم جزئياً بفضل الوسائل التكنولوجية(الفيس بوك،تويتر،يوتيوب، وأجهزة التلفزيون الفضائية)، وتم أيضاً نتيجة ما تؤكده الدراسات الإحصائية من إن 70% من سكان الدول المسلمة من الشباب تقريباً.وروبن رايت تكتب بخبرة اكتسبتها من عملها عقود عدة في الشرق الأوسط، مراسلة للواشنطن بوسن،لوس انجليس تايمز والنيويوركر، وهي في كتابها هذا تستعين بمعلوماتها الزاخرة عن المنطقة (تونس ومصر) ومقارنتها بأحداث سابقة جرت.وهي مثل بيتر ل. بيرغن في كتابه الجديد،"الحرب الأطول"، تقول إن أسامة بن لادن لم يحسب بدقة نتائج هجمات/11/9/،وهي مثله تشير إلى انبثاق نقاد جدد وأقوياء للقاعدة، ومنهمك الشيخ سلمان العودة، الذي وجّه رسالة مفتوحة لبن لادن، عام 2007، يستنكر فيها قتل الأبرياء. كما إنها تجد عوامل عدة تتحكم في مستقبل،"القاعدة"، ومنها فشلها في تقديم صورة لبناء المجتمع، وعدم تمكنها من إيجاد حلول لمشاكل يومية ومنها:"الرعاية الصحية، توفير الأعمال، وقتلها مسلمين أبرياء. وكتاب روبن رايت يؤكد أيضاً، ان العقد القادم من الزمن، سيكون لمحاربة الأفكار المتشددة في العالم الإسلامي. وكما أن المتشددين سيطروا في العقد الماضي، فإن المعتدلين سيكونون في المقدمة، في العقد القادم.وتؤكد المؤلفة أن العالم الإسلامي بدأ يتغير، ومن الأمثلة على ما تقول، إن امرأة سعودية وصلت إلى المراكز الأولى في برنامج خليجي على شاكلة،"أمريكان آيدل"،بعنوان"شاعر المليون"، كما ظهرت عشرات الأغاني التي تتغنى بالتغيير، وقد أصبحت كلماتها شعارات للحركات الجديدة.ولأن دول الشرق الأوسط قد تعرضت لانهيارات مفاجئة، فإنها تواجه مرحلة دقيقة في مواجهة عاملي العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية.كما سيكون هناك صراع على السلطة بين الأحزاب المختلفة، وسيكون التقدم صعباً في البداية لان تلك المجتمعات تعاني البطالة المتزايدة، وقلة التعليم والفوارق الطائفية والعرقية.وتختتم روبن رايت كتابها قائلة،"إنها تعتقد أن التونسيين والليبيين والمصريين واليمانيين والبحرينيين والأردنيين والمغاربة، ودول كثيرة أخرى، هم جزء من نمط تاريخي أوسع، يتضمن أيضاً دولاً انهارت إثر تفتت الاتحاد السوفيتي وشرق أوربا، وأيضاً انهيار الدكتاتوريات العسكرية في أمريكا اللاتينية.عن/ النيويورك تايمز
الربيع الغربي جزءٌ من نمط تأريخي أوسع
نشر في: 26 سبتمبر, 2011: 06:56 م