اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > شـوسـتـاكـوفـيـتـش – الجـانـب الأكـثـر إشـراقـاً

شـوسـتـاكـوفـيـتـش – الجـانـب الأكـثـر إشـراقـاً

نشر في: 26 سبتمبر, 2011: 06:56 م

الكتاب/ شوستاكوفيتش ورباعياته الخمس عشرة الكاتبة: وندي ليسر ترجمة: هاجر العاني الناس المـُـكرَهون على - وحتى المفتونون - بموسيقى دمتري شوستاكوفيتش يميلون إلى وصولهم إلى هذه الحالة نتيجة لتجربتين، وأنا لست حالة مختلفة . في البداية تأتي السيمفونيات، ففي ليلة في حفلات برومز الموسيقية عام 1971 عندما أدت اوركسترا  لينينغراد السيمفونية الخامسة
 لشوستاكوفيتش بقيادة ارفيد جانسون، بدأت أدرك قدرة الموسيقار على قول أمرين مختلفين في آن معاً، فقد استمع المراقب والرفاق الحميمون في الحفلة في ليلة الافتتاح عام 1937 إلى عودة نادمة إلى الأسلوب الكلاسيكي عقب تأنيب رهيب بسبب التجارب في الحداثة، في حين أن الجمهور استمع الى موسيقى قداس الموتى الحارق لشوستاكوفيتش لأجل ضحايا الإرهاب الكبير من ستالين، وهذا الأداء رفيع المستوى جاء ليميز موسيقى شوستاكوفيتش العمومية فيما حكم على نفسه بحياة معذبة.ومن ثم تأتي الرباعيات فعقب 15 عاماً وفي قاعة الملكة اليزابيث استمعت الى أغلب مجموعة عزفها رباعي بورودين وشعرت بالتأثير المرعب الموازي تقريباً للعاطفة الصـِـرف في الموسيقى . وتبدأ الناقدة الأمريكية البارزة وندي ليسر كتابها الجدير بالاحترام برحلة مماثلة، فيبهرها أداء السيمفونية الرابعة الذي قدمه فاليري غيرغييف ومن ثم تواجه الرباعيات فيما يؤديها رباعي إيميرسن من نيويورك – فتكتب بأن هذه المقطوعات "غرست نفسها في حياتي". وليسر تسمي الرباعيات بموسيقى شوستاكوفيتش "النقية" بقصد المغايرة مع "شائبة" السيمفونيات والعمل الآخر كما اقتضى إبحار الموسيقار في مسار محفوف بالمخاطر بين الأمانة الخلاقة والنجاة من الموت في الاتحاد السوفيتي أيام ستالين، ولاحقاً في الكتاب تقسـِّـم (الكاتبة) بنفس النمط حياة شوستاكوفيتش بين تلك "الحقيقية" في السر و"الزائفة" في العلن. أحدث المؤلـَّـفات عن الموسيقار قد عالجت، على الأقل دون وعي، تأثيراً جانبياً مما يسمى "مسألة شوستاكوفيتش" التي تمت إثارتها في كتاب بعنوان (تــَـستيموني – الشهادة) للكاتب سولومون فولكوف والذي (الكتاب) زعم أنه يحتوي على أفكار الموسيقار الباطنية، مصوراً إياه على أنه منشق في طراز سولجنتسين {الكاتب والمؤرخ والسياسي السوفيتي المنشق}، وتنبذ ليسر فولكوف في مطلع الكتاب  وتستمر في ذلك – وترسـِّـخ بدلاً من ذلك "الازدواجية، بل السخرية التي بواسطتها يقول هو شيء ... في الوقت ذاته يترك مستمعيه يعلمون بأن العكس هو الحقيقة الواقعة" . إنه فن مبشر بالنجاح . ويتابع الكتاب كصورة وصفية أدبية معنية بالسيرة الذاتية مـُـقاطـَـع بمناقشة الرباعيات حيث أنها تظهر في القصة، ونقطة قوة الكتاب  الرئيسة تكمن في توصيفات ليسر للرباعيات نفسها، إذ أن هذا الكتاب رفيق أساسي لمن ينوي سماعها، ووصفها للرباعية الـ 11، على سبيل المثال، رائع :"إنها كخرائب خاوية لمنزل كان يوماً منزلاً مبهجاً، بل كنصب تذكاري متقوض ومحطـَّـم لسعادة مضيـّـعة". وقد ركز الغرب انتباهه على وصف لشوستاكوفيتش وهو أنه رجل تنتابه الهواجس ومتطير وقلق البال وكئيب وانتحاري ايضاً، وهو وصف يعم جو كل برنامج حفل موسيقي – حيث أنها (البرامج) تنزع لتكون مليئة بصور موسيقار حزين ومـُـضطـهـَـد وتقريباً معذَّب - وتعطي ليسر بالفعل لمحة عن الرجل الذي كان يلعب البوكر وكانت لديه حياة عاطفية معقدة وكان يهيم بكرة القدم – كان معجباً بنادي زينت لينينغراد الكروي - ولكن حتى عندما نصل إلى الرباعية الثانية نصل، كما تقول ليسر، الى "منطقة شوستاكوفيتش  الحقيقية... لنسمـِّـها الموت". وهذه الشخصية سريعة البكاء، بالطبع، تكون مركزية لأي فهم للرجل أو لموسيقاه، خاصة ً خلال الاضطهادات المختلفة ونحو قبيل  نهاية حياته، الرباعية الـ 13التي لا تبعث على الراحة بكل معنى الكلمة، غير ان تلك ليست القصة كاملة ً. توجد صورة فوتوغرافية لشوستاكوفيتش  كما أحبه والتي تظهره يضحك وثمة حقيبة أوراق في حجره وهو بين صديقين في مباراة لفريقه المحبوب زينت، وصورة أخرى تظهره في ما يبدو نادي سادة محترمين وهو يشعل سيجارة من شمعدان تحت صورة امرأة يلفها القليل من الملابس، وهذه الصور تلمح إلى شوستاكوفيتش  آخر. وحسبما يذكر غيرغييف، وهو أكبر مفسري شوستاكوفيتش  في جيله، فـإن الموسيقار كان يحتسي قدحاً كبيراً من الفودكا قبل الدخول إلى غرفة مليئة بالمشاهير وكان هو حياة وروح الحفلة، وهناك روايات عنه وهو يرقص على بيانو، وكل ذلك قد يبين الطرب المرير لمهرج أو ضحكة مجوفة لناج ٍ من الموت ولكنه يدل على الأقل ضمنياً على لذة ساخرة – إن لم تكن صادقة – (لذة) بالسلوى القليلة في الحياة والتي تميل الكتب المؤلفة عن شوستاكوفيتش  لعدم السماح بها، وتمتد المسألة إلى الموسيقى حيث الكثير من ذخيرة شوستاكوفيتش الفنية الأقل تهجماً – المحاكاة الساخرة وموسيقى الأفلام الأفضل وأوبراه (ذا نوز – الأنف) وباليه (ذا غولدن أيج – العصر الذهبي) والأوبرا الكومي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram