تأخر الديمقراطية هو التهديد الحقيقي الذي يواجه مصر قال الكاتب الأمريكي، جاكسون ديل، إن كثيرا من الأمريكيين يعتقدون أن مصر بصدد الانهيار، لاسيما إذا استلم مقاليد الحكم جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب الإسلامية الأخرى بعد إجراء أول انتخابات ديمقراطية في وقت لاحق من العام الجاري، فضلاً عن أن السلام مع إسرائيل، بات "معلقا بخيط رفيع"، على حد قول روبرت ساتلوف، من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.
هناك سبب بالطبع للشعور بالقلق من هذه السيناريوهات، وأضاف ديل مشيرا إلى أن التهديد الأكثر خطورة ليس متمثلا في انقلاب إسلامي أو تمزق دبلوماسي مع إسرائيل، وإنما استمرار حالة الفوضى والتخبط التي يتسم بها النظام الذي تعيش الدولة في ظله. ومضى يقول الكاتب في مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن مصر معلقة الآن في حالة غريبة لا يمكن التنبؤ بنتائجها، فهي تائهة بين الدكتاتورية العسكرية وبين الديمقراطية الليبرالية، ورغم أن الإطاحة بحكم الرئيس السابق، حسني مبارك تلتها حرية على الساحة الإعلامية، وازدهار للأحزاب السياسية وجماعات المجتمع المدني، ورواج للمظاهرات والإضرابات التي باتت تحدث بصورة شبه يومية، حتى إن مبارك نفسه يحاكم، إلا أن آلاف تم الحكم عليهم في محاكم عسكرية بالسجن، فضلا عن أن المدونين الذين انتقدوا الجيش تعرضوا لمضايقات، وتم العمل بـ"قانون الطوارئ" مرة أخرى، بعدما تم حظره. في الوقت الذي يحتضر فيه الاقتصاد ويغيب فيه السائحون والمستثمرون الأجانب عن البلاد، ورغم أن قادة الجيش وعدوا بتسليم السلطة، إلا أنه في أحسن الأحوال لن يتم ذلك إلا بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية ثم الانتخابات الرئاسية، والتي من شأنها أن تضع نهاية للحكم العسكري في نهاية المطاف، وهذا لن يحدث قبل تسعة أشهر، بحسب توقعات بعض المحللين، بينما يتوقع البعض الآخر أنه سيتم تسليم السلطة بعد 18 شهرا.
من الصحافة العالمية
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 26 سبتمبر, 2011: 08:05 م