اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > العراق يحاول إنعاش قطاع التمور

العراق يحاول إنعاش قطاع التمور

نشر في: 26 سبتمبر, 2011: 09:51 م

□ ترجمة عبدالخالق علي بعد سنوات الحرب و العقوبات المفروضة و الجفاف فقد حان الوقت لإنقاذ التمور و إنعاش صناعتها التي توقفت لفترة طويلة بعد أن كان العراق  رائدا في هذه الصناعة. يقوم المزارع قيس نعمة خميس، الذي كانت عائلته تمارس زراعة النخيل منذ عام 1880، بزراعة مئات الأشجار هذا العام. و من جانبها تحاول الحكومة اتخاذ الإجراءات لإنعاش العصر الذهبي للعراق في صناعة التمور من خلال دعم الفلاحين و تقديم القروض لهم.  يقول خميس "
 إنها مجرد بداية، العراق اليوم مفتوح لكل العالم، و بدأت الحكومة بالخطوات الأولية و هذا يجدد الأمل لدى المزارعين ". خلال سنوات الذروة في الخمسينات و الستينات كان العراق البلد رقم واحد في إنتاج التمور و تصديرها عندما كان يمتلك حوالي 32 مليون نخلة، أي أكثر من أي بلد في العالم. يقول كامل مخلف الدليمي رئيس هيئة التمور في وزارة الزراعة " في ذلك الوقت كان العراق ينتج حوالي مليون طن من التمور سنويا". إلا أن عدد أشجار النخيل تناقص إلى النصف في عام 2003 و انخفض الإنتاج إلى مئتي ألف طن. كانت  البصرة أكثر المحافظات التي تضررت في حين كانت ذات يوم  تمتلك  اثني عشر مليون شجرة نخيل، مما يدعو إلى الحزن و الألم.أنها ليست مجرد قضية اقتصادية تتعلق بتصدير اكبر عدد ممكن من الإنتاج، و إنما هي مدعاة للفخر إذ أن العراقيين، كبقية المسلمين في العالم، يكرمون شجرة النخيل باعتبارها شجرة مباركة، حيث تكرر ذكرها في القرآن الكريم الذي يذكر إن السيدة مريم العذراء قد ولدت عيسى عليه السلام تحت هذه الشجرة و أنها أكلت منها لتخفف ألم الولادة، كما أن الرسول محمد صلى الله عليه و سلم أكد على فوائد التمور كعلاج  للعديد من الأمراض. و من عادة المسلمين في شهر رمضان أن يبدأوا  الإفطار بتناول التمور.اليوم و مع سنوات العنف التي أعقبت إسقاط النظام عام 2003 و انتفاخ إيرادات النفط، يركز العراق على صناعة التمور في محاولة منه لتطوير هذه الصناعة بالإضافة إلى الصناعات الأخرى كالنفط و الزراعة. بدأت الحكومة بدعم الفلاحين من مزارعي النخيل من خلال تقديم القروض لهم و توفير السماد اللازم و أساليب القضاء على الآفات و الحشرات بالإضافة إلى تأسيس هيئة النخيل عام 2005 بهدف مضاعفة أشجار النخيل إلى أربعين مليون نخلة بحلول عام 2021. قامت الهيئة ببناء ثلاثين مشتلا في البلاد لإنتاج أنواع مختلفة من التمور، كما بدأت  ببرامج لإعادة تأهيل  البساتين القديمة و بناء مرافق و مخازن و مصانع جديدة. كل ذلك يهدف إلى تطوير أنواع عديدة من النخيل و إنتاج التمور  في سنتين و ليس في أربع أو خمس سنوات كما هي العادة. هذه البرامج آتت أكلها، إذ ارتفع عدد الأشجار الى 21 مليون شجرة أنتجت 420 ألف طن من التمور في  العام الماضي. يقول الدليمي مفتخرا " إنها قفزة كبيرة للأمام. نحن الآن نحصد ثمار تلك الجهود".مشاكل العراق المستديمة على طول العقود – ندرة المياه و الكهرباء و الوقود و قلة المخازن – قد أجبرت الكثير من المزارعين على ترك مهنة الزراعة و البحث عن مهنة أخرى، في الجيش أو الشرطة مثلا.  في عام 2002 كان بستان فالح في أبي الخصيب جنوب البصرة يضم مئتي شجرة نخيل. كان يزرع الفواكه و الخضراوات في ظلال النخيل و يستأجر عشرات العاملين لمساعدته خلال عملية الحصاد. و كانت المزرعة تجني من المال ما  يكفي لسد احتياجات  عائلته اليومية. لكن بعد عام ضرب الجفاف مزرعته ففسدت التربة و لم يبق من النخيل غير خمسين شجرة. يقول فالح " لم يعد هناك دافع يدفعني للزراعة. إنها ليست مسألة زراعة أشجار جديدة أو استلام قروض. و إنما لم تعد هناك فائدة من الزراعة بسبب ملوحة و قلة المياه، و إن كل المحاولات تذهب سدى. سنبحث عن عمل آخر و سنعود عندما تتوفر المياه".عن: نيويورك تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram