TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الفنان حمه سوار: المسرح الكردي لم يسترجع عافيته بعد

الفنان حمه سوار: المسرح الكردي لم يسترجع عافيته بعد

نشر في: 27 سبتمبر, 2011: 06:14 م

سالي جودت  اربيل يعتبر الكرد من أقدم الشعوب في الشرق ،حيث عثر على أول هيكل عظمي لأقدم إنسان في ارض كردستان ،لذا من الطبيعي أن يكون هذا الشعب صاحب أساطير وحكايات وطقوس قومية ودينية واجتماعية وان يكون لديه مسرح ،ولأن موطن الكرد (كردستان بلاد ما بين النهرين)يعتبر من المناطق الغنية بالثروات الطبيعية
وارض خصبة فكان دائما عرضة للأطماع وكانت كردستان منذ الأزل  مكاناً للنزاعات والحروب المتعاقبة حيث أحرق الأخضر واليابس ،لذلك لم تبق أدلة أو أرشيف يثبت انه كان للكرد مسرح في العهود القديمة ،ولكن على  اقل تقدير يمكن أن يعود تاريخ نشوء المسرح في كردستان إلى القرن التاسع عشر، إذ لدى الكرد مناسبات وأعياد مختلفة لعل أبرزها عيد نوروز حيث تقام في جميع أرجاء كردستان احتفالات بهذه المناسبة ،وفي بعض الأحيان كانت تقام تمثيليات قصيرة أو مشاهد  مسرحية،وفحوى اغلبها كانت تدور حول المناضل الكردي كاوه حداد ، وكانت المشاهد والحوارات  ارتجالية وغير مدونة لان الكرد لم  يكن لديهم كيان سياسي او إدارة ذاتية لأرشفة هذه النشاطات والمحافظة عليها ،ما وصلتنا  من معلومات كان  عن طريق سيرة الشخصيات وحكايات المعمرين.  .وللاطلاع على واقع الفن المسرحي الكردي التقت المدى  حمه سوار مسؤول المسرح الكردي  والمشرف على المهرجان الدولي الأول للفن المسرحي في أربيل الذي أقيم   في أواسط شهر أيلول .يقول حمه :عرف الكرد فن المسرح بدايات القرن العشرين ،فقد عرضت أول مسرحية سنة 1905 ،مسرحية الملك الأسير للكاتب نعوم فتح الله سحار وبعدها في سنة 1919 نشرأول نص مسرحي كردي للكاتب عبد الرحمن رحمي هكاري في مجلة بانكي كردستان ،وفي سنة 1921 عرضت في اربيل مسرحية صلاح الدين الأيوبي من تأليف نجيب حداد  وإخراج دانيال قصاب، وفي سنة 1922 عرضت مسرحية(قه راليجه)،ومما لاشك فيه إ ن أول مسرحية عرضت في السليمانية هي مسرحية العلم والجهل والتي كانت  من إخراج فؤاد رشيد.ويواصل حمه متحدثا عن علاقة المسرح المحلي بالعالمي قائلا : في مطلع الثلاثينات زارت فرقة (حقي وبشارة) مدينتي  اربيل والسليمانية وقدمت مسرحيات عالمية منها (هملت) و(يوليوس قيصر) للكاتب الانكليزي وليم شكسبير وقبلها عرضت مسرحية (يوليوس قيصر)في مدرسة (زانستي) في اربيل سنة 1928 وعرضت ولأول مرة مسرحية(تاجر البندقية)في متوسطة اربيل للبنين وفي الفترة (1939-1940 )عرضت مسرحيات (عطيل) و(روميو  جوليت) في اربيل حيث قام بترجمتها الأستاذ (كيوموكرياني) ،وفي بداية الخمسينيات عرضت مسرحيات كثيرة في كردستان منها البؤساء سنة 1952 .وأضاف  سوارعن واقع المسرح الكردي في بداية الثمانينيات  : كان للمسرح الكردي دور كبير ، فسرعان ما عرف نفسه بأنه عنصر من عناصر المقاومة القومية والوطنية وأصبح العمل المسرحي في كردستان جزءا من النضال السياسي والمطالبة بنيل  حقوق الكرد المشروعة ،في هذه المرحلة اهتم المسرح الكردي بالموضوع والمادة المتناولة على حساب الشكل ،وجدير بالذكر كان لتأسيس معهد الفنون الجميلة تأثير واضح في ديمومة  العمل المسرحي والعمل على الاتجاهات والأساليب الجديدة في المسرح الى جانب الكوادر والخريجين العائدين من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد والموصل حيث ساهموا بشكل جاد وفعال في تطوير المسرح في كردستان.وعن تأثير انتفاضة 1991 في المسرح الكردي قال حمه :لم تكن الانتفاضة حدثا عاديا في مسيرة نضال الكرد بل كان لهذه الحادثة تأثير كبير على النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمع الكردي فأصبح الكرد منذ ذلك الحين يديرون شؤونهم بأنفسهم  ، إذ بعد أن كان المسرح قبل الانتفاضة مسرحا ثوريا وسياسيا أصبح يسبح في فراغ لا هدف منه وبدون إستراتيجية محددة ومعلومة كان صعبا على المسرحيين ان يستوعبوا هذا التحول الكبير في فترة زمنية قصيرة فظهرت آراء واختلافات في وجهات النظر وحتى في رؤيتهم للمسرح كفن قام بذاته ،هذه التوجهات والرؤى المختلفة وعدم هضم المرحلة الجديدة خلق نوعا من الأزمة .أزمة في كل النواحي في المسرح.والآن وبعد مرور عشرين عاماً على الانتفاضة يبدو أن المسرح لم يسترجع عافيته لحد الآن ،ولغرض فهم هذه المرحلة وهذه الإشكالية والأزمة لابد من دراسة ومعاينة الأسباب والوقوف على أماكن الخلل والبحث عن الدوافع والعوامل التي باستطاعتها  إنعاش الواقع المسرحي وتطويره . وعن المهرجان الدولي الأول الذي يقام حاليا في اربيل قال سوار:ان إقامة هكذا مهرجان وبهذا المستوى رغم كل النواقص يمكن ان يكون خطوة  بالاتجاه الصحيح ويكون  رسالة للذين  لا يفهمون لحد الآن ماهية المسرح وما هو دوره المؤثر في تقارب الثقافات المختلفة وتأثرها ببعضها البعض وانعكاسها على إعادة بناء وهيكلة المسرح ،ومهرجان اربيل الدولي وهو الأول من نوعه كما قلت تشارك فيه عشر دول من آسيا وأوروبا ،هناك فرق عالمية من ألمانيا واليابان  ومن إيران وهناك فرق محلية أيضاً ،كما تقام ورشات تدريبية للشبا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram