عامر القيسي من ميزات الكائن البشري في حال عجزه عن ايجاد الحلول لمعضلة ما تعترض حياته فانه وتخفيفا للضغط السيكولوجي الحاصل عليه يبحث عن الحلول عن طريق الحلم، نعم ولذلك يقال احلام اليقظة واضغاث احلام و"نايم ورجله بالشمس" وغيرها الكثير من التسميات للذين ينتظرون المستحيل. اليوم ربما اسمح لنفسي ان احلم قليلا، وارى في نومي القلق ان السادة الذين يتصدون للعملية السياسية في البلاد والذين اوصلونا الى الحال التي عليها نحن الآن،
قد نفظوا اياديهم من كل المراهنات الداخلية والخارجية، وتنادوا للجلوس على طاولة، من اي نوع كانت لا يهم، وقرروا ان يتكاشفوا بالمخفي والمستور بنوايا صادقة وروح وطنية عالية وحرص بلا حدود على مستقبل البلاد، وانهم قرروا ايقاف سياسة تقبيل اللحى والمجاملات ووضعوا اوراقهم على الطاولة المقترحة امام بعضهم، واتفقوا على ان ماعملوه بهذه البلاد وشعبها يندى له الجبين، وانهم شبعوا حد التخمة من كعكة العراق واشبعونا موتا وكمدا حد التخمة ايضا، سنسامحهم ان قرروا المكاشفة، وان في الوقت متسعاً لتدارك الامور وانقاذ ما تبقى من العراق، وانهم قرروا ان تكون صراعاتهم وخلافاتهم من اجل خدمة الوطن والمواطن وليس من اجل الكراسي والحصص والامتيازات ، وقبل كل شيء قرروا بقناعة تامة ان يشرعوا قانوناً لاينطبق الا عليهم وعلى احبابهم، وهو قانون قديم، اسمه " من أين لك هذا ؟ وانهم دون الحاجة الى اي هيئة نزاهة سيكشفون حساباتهم ويأخذون ما يكفيهم وعيالهم ويعيدون الباقي الى خزينة فقراء هذا الوطن. وهم تجاوزوا حتى حدود الحلم ليذهبوا الى تخوم أبي ذرالغفاري فيعيدوا القسم مرّة اخرى بقلوب صافية نظيفة بأن اياديهم لن تتلطخ ابدا بالمال الحرام وبالصفقات المشبوهة وانهم قرروا توبة نهائية وعودة لارجعة فيها الى احضان الشعب الذي رفعهم وسوّاهم. وانهم سيكونون مسؤولين عن الجائع والعاطل وعن العمال والمتقاعد والمعاق واطفال الشوارع والمتسولين في تقاطعات الطرق المزدحمة وانهم لن يناموا شبعا وجار لهم جائع وسينسون الى الابد العواصم المغرية والسفر في كل الاتجاهات و"يتربعوا" مع الشعب حتى تنجلي الغمة عن هذه الامة ويأخذ كل ذي حق حقه وسيعاملون المواطنين كاسنان المشط لافرق بين ابيض واسود وانهم الى الابد ايضا لن يلعبوا لعبةالقط والفأر في العمليةالسياسية فينطبق عليهم المثل "منين ما ملتي غرفتي" وانهم سيعيدون قراءة كتاب التربية الوطنية للصف الخامس الابتدائي ويدرسونه بل انهم سيحفظونه بالتمام والكمال ويطبقون تعليماته دون تحريف أو اجتهاد، وانهم يعاهدون الشعب، وعدا صادقا وحقيقيا ان لايمدوا اياديهم الى خارج الحدود مهما كلف الامر وضاقت بهم السبل، لان الايادي التي تنقذهم هي ايادينا نحن الذين بقينا نمدها لهم رغم قساوتهم معنا وصدودهم عنّا وقطع صلة الرحم بيننا وبينهم . يقول مثل يوناني قديم "اذا فقدت المرأة كسبت الحرية واذا فقدت الخمر كسبت الصحة واذا فقدت الامل فقدت كل شيء"!!
كتابة على الحيطان :الحقيقة وحلم المكاشفة..!!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 27 سبتمبر, 2011: 10:18 م