 بغداد / المدى مسرورا هو وزوجته (ط . ع) وهما ينويان الصعود الى الطائرة التي ستقلهما الى  احدى العواصم العربية ومن ثم الذهاب الى احدى الدول في جنوب شرق آسيا. اذ كانت تنتظرهما صفقة تجارية مريحة  وهما في الحال لايخشيان على بيتهما الذي يقع في احدى المناطق الراقية في العاصمة بغداد بعد ما تركاه بعهدة ولدهما ( ش ) وزوجته وحفيدهما، كل شيء كان يسير بهدوء ومثلما خططا له .
 بعد ساعة ونصف من الطيران، هبطت الطائرة في عمان لم يلبثا في عاصمة عربية سوى ليلة واحدة بعدها حزما امرهما وامتعتهما وطارا الى احد العواصم الآسيوية وكان في استقبالهما ثلاثة من الموظفين من الشركة صاحبة العرض وكان مقدار العقد الذي كانا ينويان ابرامه مع الشركة اعلاه يبلغ بـ ( خمسمئة الف دولار امريكي) وكانا سعيدين مرتين الاولى باتمام العقد والثانية بالاستمتاع بالمظاهر الخلابة في هذه العاصمة الجميلة ولم يدر في خلدهما ان احدهم كان يراقب بيتهم ليل نهار وكانا يتصلان هاتفيا بأبنهما وزوجته يوميا فقررا البقاء لعدة ايام أخر وقبل يوم من مغادرتهما من العاصمة الآسيوية اتصلت بهما زوجة ابنهما وهي تبكي بحرقة وآلم شديدين لتخبرهما بمقتل زوجها على يد عصابة مجرمة، كان وقع الخبر كالصاعقة عليهما فقررا العودة الى العاصمة العربية على متن اول طائرة متوجهة اليها  . لم يسع زوجة المقتول سوى ابلاغ الشرطة بالحادث فحضر مكان الحادث احد الضباط من افراد الشرطة وعدد من افرادها الذين بدؤوا بالفور بالكشف عن مسرح الجريمة وجمع المبرزات الجرمية فأتضح ان الجاني كان شخصا واحدا وليس عصابة، ربما كان يترصد الدار منذ فترة ليست بالقصيرة . ولما تأكد من سفر اصحابها اقتحم الدار وقد اخفى بين ملابسه مسدسا وسكينة ولما دخل فوجئ بوجود ( ش ) بعدما غادرت زوجته وطفلها قاصدة اهلها حينها  تصدى له ( س .ح ) واشتبك معه بالايدي لدقائق، الا ان المجرم اسرع بطعنه بالسكين عدة طعنات في صدره وبطنه اضعفت مقاومته فاجهز عليه بثلاث عيارات نارية اردته قتيلا في الحال . يقول ضابط التحقيق دخلت الدار بعد انجاز اجراءات التبليغ فوجدت صالته عبارة عن بركة من الدماء كما التقطنا من على جانبها الايمن ثلاثة اغلفة لاطلاقات مسدس عيار 8 ونصف فأتبعنا مصدر الدماء فوصلنا الى الحمام الرئيس وهناك عثرنا على جثة المجني عليه ويبدو ان المجرم قد سحبها من الصالة الى الحمام وراح يسكب الماء عليها بغية ازالة الدماء ولكنه من ارتباكه نسي ان الماء سيتجمع في الصالة ذات الابواب الثلاثة . واوضح القائم بالتحقيق بأن المجرم كان مرعوبا جدا وهو يسحب جثة القتيل فوضع كفه الايسر الملطخ بالدماء على جدار الحمام فترك لنا دون ان يدري مبرزا جرميا في غاية الاهمية كما تبين ان القاتل قد سرق مبلغ اربعين الف دولار و15 مليون دينار عراقي وبعد ان نفذ جريمته هرب بسيارة المجني عليه الحديثة ذات الدفع الرباعي موديل 2010 الى جهة مجهولة . وبعد عدة ايام عثرنا على السيارة في احد الاقضية خارج بغداد واجريت التحريات الجنائية على مقابض الابواب والمرآة الداخلية فوجدنا ان البصمات الموجودة نفسها مطابقة تماما للبصمات التي كشفنا عليه داخل دار المجني عليه. ولما تأكد لنا ان المجرم قد هرب الى احدى دول الجوار، نظمنا ملفا لاسترداد المتهم اعلاه الى بغداد وبعد ان بعثنا احد منتسبي استخباراتنا الى العاصمة العربية المجاورة في الملاهي والمقاهي الليلية فعثر عليه ليلا في احد الملاهي فتم القبض عليه بواسطة امر القبض الصادر عليه من احد المحاكم العراقية وتم تسفيره الى بغداد بعدها بجميع تفاصيل الجريمة وتمت احالته الى المحكمة المختصة وحكم عليه بالاعدام لارتكابه ثلاث جرائم مرة واحدة وهي السطو المسلح والقتل والسرقة وفي حزيران الماضي تم تنفيذ حكم الاعدام غير ان الظنون ذهبت الى كون المجرم ربما هو احد معارف العائلة او صديق المجني عليه.