 مكتب المدى/ عبدالخالق دوسكي أكد مراقبون ومتابعون لشؤون الأقليات في العراق أن هنالك الكثير من المخاوف والصعوبات والعقبات التي تواجه هذه الأقليات للعيش بسلام وأمان واستقرار وتهدد وجودهم وكيانهم وتراثهم الحضاري والثقافي في المنطقة.الكاتب قادر عيدو عضو اتحاد أدباء الكرد في محافظة دهوك أوضح في حديث للمدى
 انه بزوال النظام البعثي فان المخاوف على الأقليات الدينية والقومية قد تزايدت،حيث ظهرت جماعات تكفيرية وتطرفية تحاول النيل من هذه الأقليات والتي تغذيها بعض الأطراف السياسية التي تستفيد من هذه الفتن الطائفية والعرقية،موضحا بالقول " بين الحين والآخر تحدث أعمال تستهدف هذه الفئات من المجتمع فتترك آثارا كبيرة عليهم وخاصة في وسط وجنوب العراق، إذ أن هنالك جماعات تقوم بتشجيع القيام بمثل هذه الأعمال لكونها تستفيد من إثارة هذه الفتن الطائفية والعرقية والقومية "وشدد قادر عيدو على ضرورة أن تقوم  " الكتل السياسية في العراق التخلي عن الخلافات السياسية الحاصلة بينهم وان يضعوا مصلحة العراق  والمواطن العراقي فوق أي اعتبارات حزبية أو عرقية أو طائفية ضيقة ويتكاتفوا من اجل تقوية الحكومة العراقية  وإرساء قواعد لدولة عراقية حديثة تنبني على التطور والديمقراطية والتعايش السلمي بين مكوناته الأصيلة التي هي جزء لا يتجزأ من الحضارة العراقية وساهمت في إغناء التراث والفلكلور و التاريخ العراقي"ودعا عيدو منظمات المجتمع المدني في عموم العراق إلى العمل بشكل جدي ومستمر على نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي في عموم  العراق،مبينا "إن على مجلس النواب العراقي أن يقوم بإصدار قوانين جديدة بهذا الخصوص من شأنها الحفاظ على حقوق ومكتسبات هذه الفئات داخل المجتمع بما يتوافق مع مبادئ الدستور العراقي الجديد وضرورة محاسبة الأشخاص والمجموعات التي تقوم بإثارة الفتن والزعزعة بين أطياف العراق " وعبر سكرتير نقابة صحفيي دهوك إسماعيل طاهر عن مخاوفه من التهديدات المستمرة التي تتعرض إليها هذه الأقليات في وسط وجنوب العراق والتي" تهدف إلى تفريغ العراق من هذه المكونات التي طالما ساهمت في إمداد التراث العراقي وإغنائه على مر التاريخ،فنحن نأسف من المحاولات التي تقوم بها جماعات إرهابية لطمس حقوق هذه الأقليات وإخفاء ما لهم من مساهمات أو محاولة إبعادهم عن صنع القرار السياسي في العراق وتهميش دورهم " وطالب طاهر الحكومة العراقية بضرورة حماية هذه الأقليات و أماكن عباداتهم ولغاتهم وتراثهم وإشراكهم في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعامل معهم كمواطنين عراقيين.إلى ذلك يقول الأكاديمي خضر دوملي من جامعة دهوك إن هنالك العديد من الصعوبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مازالت تواجه هذه الأقليات في العراق،وذلك بسبب تدخل الأحزاب السياسية المستمر في توجيه مسار الإدارة في المناطق التي تتكاثف فيها هذه الأقليات وخاصة في الموصل نحو التأسلم وتغيير هويتهم الدينية وقال " هنالك أيضا تدهور في العامل الاقتصادي للمكون الإيزيدي ونحن نعلم انه كلما تدهورت الأوضاع الاقتصادية تضيق الاهتمام بالهوية الذاتية ويقل الحماس ويزداد الاهتمام بالمتطلبات والحاجيات العامة  "وبين دوملي أن هنالك مخاوف كبيرة على هذه المكونات وقال" المخاوف موجودة منذ فترات طويلة وهي تراكمية إلى حد كبير، وهي تتمثل بالهجرة المستمرة والاستهداف الذي يطول هذه الفئات بشكل مخطط،ولذلك فان الحكومة العراقية مطالبة بضمان توفير السلامة و الحرية لهذه الأقليات"أما الإعلامي ماجد ايليا مدير تحرير مجلة عشتار الالكترونية الخاصة بالتراث السرياني فيقول" إن هنالك تهميشاً لدور الأقليات في العراق وخاصة المسيحيين الذين صاروا مستهدفين من قبل جماعات إرهابية مختلفة، إضافة إلى أن نسبة تمثيل هذه المكونات في البرلمانين العراقي والكردستاني لا يلبي طموحاتهم وكذلك الحال بالنسبة لدورهم في المؤسسات الحكومية، فهم مهمشون وبعيدون عن تسلم المناصب الإدارية المهمة داخل دوائر الدولة"  وبين ايليا في غضون حديثه إن من أبرز التهديدات الواضحة التي تهدد هذه الأقليات هي هجرتهم إلى خارج العراق بسبب استهدافهم من قبل الجماعات الإرهابية وأضاف  " كما إن الهجرة أيضا تعد  أحد المخاوف الكبيرة التي تلاقيها هذه الأقليات ولاسيما إن أعدادا كثيرة منها تخرج هاربة من العراق ومن بطش الإرهاب وتبحث عن ملاذ آمن لها في بلدان أوربية و أمريكية"ولم يتوان رئيس تحرير مجلة عشتار عن إبداء مخاوفه من أن يأتي يوم تنقرض فيه هذه الأقليات في العراق وتختفي من الوجود وتصبح في خبر كان.