عدنان حسين يبدو أننا نحتاج إلى معجزة لكي ينعقد الاجتماع الموعود لقادة الكتل السياسية المؤلفة للحكومة والبرلمان بعد سلسلة التأجيلات التي لم يعرف الشعب أسبابها ومبرراتها، كما لو أن هؤلاء القادة لم ينبثقوا من هذا الشعب لتمثيله في البرلمان ولخدمته عن طريق الحكومة، كما هو السائد في البلاد الديمقراطية.
ويبدو أننا سنحتاج إلى معجزة أكبر لكي يُنجز الاجتماع المرتقب، إذا انعقد، الغاية منه وهي حل المشاكل العالقة والمعلقة بين هؤلاء القادة الذين يبدون غير مبالين بهذا الخراب الذي يسببه بقاء ملفات مشاكلهم مفتوحة.لا أحد يستطيع أن يؤكد أن الاجتماع سينعقد، ولا أحد يضمن أن يُسفر الاجتماع، إذا انعقد، عن نتيجة تُذكر.فهل من خلاص من هذه الدوّامة؟في مرات سابقة عديدة كان هؤلاء القادة يتداعون أو يُدعون إلى الاجتماع من أجل قضية معينة أو عدة قضايا، فيأتلف شملهم ثم يتشتت من دون أي نتيجة في الغالب، ثم يتداعون أو يُدعون من جديد ويتشتت شملهم بالطريقة نفسها والنتيجة ذاتها من دون أن يكلّوا أو يملّوا، كأنهم أولاد حارة يلعبون العصاري في حارتهم.هذا تصرّف أقل ما يقال فيه انه لا يليق بقيادات سياسية من المفترض أن تحترم نفسها، ولا يناسب الوضع الصعب الذي تمر به البلاد منذ سنوات عدة، ولا يتوافق مع حاجات الشعب المُلحّة المتمثلة خصوصاً في توفير الأمن وتقديم الخدمات العامة.والآن إذاً ما حدث وعاد القادة إلى الاجتماع مجدداً بدعوة من رئيس الجمهورية وبرعايته ولم يتفقوا ويتوافقوا على شيء كما حصل في المرات السابقة، ما العمل؟ هل يُترك الأمر من جديد إلى مبادرة أخرى من رئيس الجمهورية لجمع شمل القادة في اجتماع غير مضمون النتائج أيضاً؟ أقترح على من لم يزل من هؤلاء القادة يتمتع بقدر كاف من قواه العقلية والنفسية أن يقترح على القادة، قبل أن ينفضّ اجتماعهم من دون نتيجة، البحث في بديل عن هذه الاجتماعات غير المُنتجة.. لا بدّ من وجود بديل أو أكثر.. وأحد هذه البدائل الدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة. هذا ليس بالإجراء غير المألوف أو غير البنّاء، ففي كل الدول الديمقراطية عندما تصل الأمور بين السياسيين إلى حال من الاستعصاء والانغلاق تجري الدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة. وراء فكرة الانتخابات المبكرة فكرة بسيطة لكن عظيمة، فما دام الشعب هو الذي انتخب السياسيين لإدارة شؤونه، وما دام السياسيون قد استعصى عليهم أمر التفاهم والتعاون لتحقيق ما انتخبهم الشعب من أجله، فأنهم يُعيدون الأمر إلى صاحب الأمر ، الشعب، لكي يتصرف فينتخب من يراهم أهلاً لإدارة شؤونه في المرحلة التالية غير أولئك الذين فشلوا للتو في هذا.الانتخابات المبكرة بديل بنّاء ومُثمر ومُنتج للاجتماعات التي لا تُعقد بين قادة الكتل، أو تُعقد من دون نتائج.. هل لديكم بديل آخر؟
شناشيل :هناك بديل
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 30 سبتمبر, 2011: 09:01 م