بغداد/ نورا خالد- محمود النمر ..... تصوير/ ادهم يوسف ضمن نشاطه الأسبوعي، احتفى بيت المدى في شارع المتنبي بالفنان الراحل سليم البصري، ملك التلقائية في التمثيل وأحد ابرز نجوم الفن العراقي الذي لا تزال ذكراه حاضرة في أذهان جميع العراقيين، الاحتفالية قدمها الإعلامي مازن لطيف قائلا: يعجب أمر هؤلاء الذين يرسمون البسمة على شفاه الناس،
ثم يموتون محسورين يعانون الحزن ثم يلفّهم النسيان ومن تلك الشخوص التي نفتقدها اليوم شخصية "حجي راضي" الذي أمتع العراقيين حتى أمست نوادره تدور على كل لسان، مثل الأمثال وتحفظها ذاكرة الأجيال بعد الأجيال، بعدما جسد بموهبة فطرية وعفوية عراقية صورة لا تمحى، فطرتها الطيبة والدماثة والإيثار الاجتماعي والحس المرهف. عقيل مهدي: مضحك الحركة والموقفأول المتحدثين عميد كلية الفنون الجميلة الدكتور عقيل مهدي، وقال: إننا في الوسط المسرحي الأكاديمي كانت بيننا وبين المرحوم سليم البصري جذوة فكرية ومعرفية، كنا ننظر له من منظار آخر وكان منظار الشعب هو المنظار الأعمق والأكبر باحتضان هذه الموهبة الكبيرة في مسلسلاته، وبخاصة تحت موس الحلاق، عندما نمتدح هذا الرجل بالشكل الفولكلوري فأننا نذمه بالشكل الأكاديمي. كل سلاسل وحلقات المديح التي نقولها الآن، عندما تترجم أو توضع في فضاء أكاديمي تنتسب ضده لأننا نقول عنه أنه عفوي ولكن في الفن المسرحي يجب أن نقول أنه مركب يدعي العفوية وكثير من الأمور، وأضاف: أشبه سليم البصري ببقايا (دونكيشوت) بغداد، فعندما انقرضت الفروسية والإقطاعية وعندما انقرض الحكم العثماني بقيت رواسب، هذه الرواسب هزتها قيم جديدة جاء بها الاحتلال الانكليزي وبالتالي هذه الأيقونة البغدادية (الصاية والجراوية واللهجة) تثير عند المتلقي نوعا من الحنين حتى بالموصل والبصرة والنجف والرمادي، يتذكرون هذا النمط وهو اختار مهنة الحلاقة لأنها تعمّ الناس جميعا، من الصغير إلى الكبير من الغني إلى الفقير. إن سرّ التعلق بسليم البصري كونه أصبح نكهة بغدادية محببة للجميع، وتابع: سليم البصري لم يتعال على فلكلور شعبه أما نحن فإلى اليوم نتعالى على فلكلور شعبنا في حين أن قيمة أي حضارة وكل إبداع هو من هذه السواقي التي يقوم عليها الإبداع والثقافة. سليم الممثل لم يكن مضحك الكلام كما كان يعتقد، بل هو مضحك الجسد، مضحك الحركة والموقف ولكن كان اعتماده الأكبر على اللفظ. قدم البصري شخصية عفوية لأن العراقي وخاصة البغدادي ينفر من كل ما هو متصنع، كان يكتب وينتقد ولم يبق في الذاكرة زعماء وقادة ولكن بقي هذا الرجل ببساطته والذي لم يشيعه إلى مثواه الأخير سوى ثلاثة من أصدقائه. كاظم المقدادي: ذكراه عالقة بالأذهانوتحدث د. كاظم المقدادي عن شخصية الفنان سليم البصري: (الحاج راضي) سليم البصري ابن العوينة فعلاً كان يستولي على قلوب الجميع والذي يشاهده يبقى معه إلى نهاية الدور، وبرغم مقالب عبوسي المشاكس المشاغب ورغبته بخطف الأضواء من سليم البصري، لم يستطع بالرغم من علاقته الطويلة مع سليم البصري وهو جزء مهم من تحت موس الحلاق.وأضاف المقدادي: في المراحل الابتدائية قصة (الحلاق الثرثار) للأديب لطفي المنفلوطي وهي علامة تشير إلى أن الحلاق يثرثر، ولكن سليم البصري حول هذه الحالة إلى خامة فمية جميلة وهي تؤكد قدرة هذا الفنان العجيبة الغريبة، واعتقد أن هذه الحالة تأتي من خلال الصدق وكأنه لا يمثل بل يعيش دوره كما هو، فان حالة الحلاق الثرثار في العراق تحولت إلى حلاق صامت، أنا أقول دائما هناك من يبحث عن المجد، والسؤال هل كان يبحث عن مجد فني، اعتقد من خلال ما قدمه سليم البصري كان نيته أن تبقى ذكرى وها نحن نحتفل بالذكرى، الذكرى تبقى عالقة بالأذهان. في منتصف الستينيات عندما كنا صغاراً هناك تلفزيون واحد فقط، ولم تكن فضائيات موجودة آنذاك ولا ريمونت كونترول ولا شيء آخر، ولكن أنا اسأل لو الآن ظهر سليم البصري وقدم لنا تحت موس الخلاق، وسط هذا الكم الهائل من الفضائيات وأيضاً الانتهائية الموجودة الآن ونحن مستلقون على الكراسي ومن خلال هذا الجهاز (ريمونت كونترول) نستطيع أن ننتقل من شاشة رقم واحد إلى فضائية ألفين، إذن كيف تنتقي الآن؟ انا أقول الفن السابع هو الذي أنجز ذلك وتستطيع أن تضغط على الزر وتتوقف عند مشهد معين او خطاب معين، هذه الشخصية؟ او هذا الحدث؟ او هذا الخبر؟ بالتأكيد لأن هذا الخبر قريب- عنك، وهناك مؤثر يجعلك تنتبه إلى هذا الخبر المؤلم او اللحن المهم وهذه عظمة الفن، أن تستقطب الجميع وان ينتبه إليه الجميع.طارق حرب: حفر اسماً لا يتوارى على مرّ السنينبعدها تحدث المحامي طارق حرب قائلاًَ: في اغلب المجالس الأدبية تجدون هناك شاباً واحداً بين الموجودين فشبابنا عزفوا عن الثقافة وهجروا الأدب وتولوا عن العلم وفارقوا المعرفة، إذن فكلامي سيصبح هيناً لأن اغلب الموجودين تابعوا ملفات (تحت موسى الحلاق) هذا الرجل ماذا يوصف بهلول أو احد المتصوفة، هذا الشخص لا يقارن، لا يمكن أن نبتعد في معيار الأعمال الأدبية إلا إذا نُرضي الجميع، فخلوده بالذاكرة وجعل هذه النفس سرمدية هو الأساس، هناك الكثير من الأعمال الأدبية لا يذكرها الناس، ع
بيت المدى يحتفي بالحاج راضي.. مايسترو فن التمثيل الذي أجمع العراقيون على حبه
نشر في: 30 سبتمبر, 2011: 09:32 م