TOP

جريدة المدى > سينما > البحث عن أوقات ضائعة..شبابٌ يتحولون من هواة إلى مدمنين!

البحث عن أوقات ضائعة..شبابٌ يتحولون من هواة إلى مدمنين!

نشر في: 1 أكتوبر, 2011: 06:52 م

 بغداد / قيصر البغدادي في كل بلدان العالم هناك مرافق ترفيهية للأطفال والشباب، وفي بعض الدول المتحضرة توجد مرافق لكبار السن ولا أريد أقارن بلدا  مثل بلدنا الذي أصبح يتخلف عن ثورة المعلومات والتقنيات الحديثة  بقرن أو أكثر من ذلك  مع بلد مثل اليابان  او دول الغرب التي قطعت شوطا بعيدا في ميدان التكنولوجيا والتطور على صعد الحياة  كافة، ولن نذهب بعيدا لنلقي  نظرة سريعة إلى بعض دول الخليج
 التي تنقصنا سكاناً ولكنها تكثرنا وتزيد علينا تقدماً علمياً لا احد ينكر ذلك فلو قارنا بلادنا بالإمارات أو عمان أو قطر أو غيرها لوجدنا البون شاسعا  وواسعا  و نقاط الاختلاف بين واقعهم وواقعنا عديدة لا تحصى وتمتد  إلى  كل شيء!  .  لم هذا،ومن يتحمل ذلك،الشعب أم الحكومات؟!   ستجد الجواب : أن الاثنين معاً يتحملان ما يجري  من خراب لهذا البلد نتيجة للأطماع الخاصة  والانا العليا واللاأبالية  ليقودا  بالوطن إلى أسفل القائمة ويجعلانه يتبوأ مكانا لا يُحسد عليه.فلم يتوقع الشاب احمد حسين أن يكون في يوم من الأيام مدمنا على النركيلة وهو لم يدخن قط في حياته، لكنه مثل مئات الآخرين وجد نفسه مرتبطا بها ومتآلفا مع أجوائها مع الانتشار الكبير لمقاهيها التي تستقطب المراهقين والشباب العاطلين أو الباحثين عن وسائل للترفيه، وسط غياب كل أشكال الرقابة التي يمكن ان تحد من انتشارها.احمد (22 عاما) يرتاد يوميا أحد المقاهي المطلة على الشط وسط  الحلة المتخصصة بتقديم النركيلة، ويبقى لأكثر من أربع ساعات متواصلة حاضنا معشوقته، كما يقول، التي تعود على لقائها يوميا منذ قرابة السنتين. ويحكي احمد قصته مع الإدمان على النركيلة قائلا تعرفت على النركيلة قبل سنتين عند مرافقة بعض أصدقائي للنزهة الى المقاهي المتخصصة بتقديم النركيلة التي تنتشر على جانبي الشط، وهناك صارت رفيقتي مع حلول كل مساء. ويضيف أنا لم أدخن في حياتي إلا أني أدمنت النركيلة مع علمي بأضرارها الصحية حتى أصبحت معشوقتي ووجبتي الشهية التي لا استغني عنها، بل أصبحت جزءاً رئيساً من حياتي ووسيلة للترويح عن النفس وإضاعة بعض الوقت، خاصة أنني كنت أعاني مشكلة البطالة وابحث عن عمل بعد تخرجي في المعهد التقني. وتثير انتشار مقاهي النركيلة وازدحامها المستمر بالزبائن انتباه الكثير من أهالي المحافظة، حيث بدأت مقاهيها تغزو الأسواق والمواقع الترفيهية لتأخذ مكان محال أخرى لا تشكل لأصحابها ربحا ماديا. محمود علي (20 عاما) احد مدمني النركيلة والذي يقضي كل يوم ساعات عدة من وقته في تدخينها، يرى أن مقاهي النركيلة صارت المتنفس الوحيد للشباب في الحلة، وهو ما زاد من أعداد مدمني النركيلة خلال السنوات القليلة الماضية. ويقول وهو يجلس في احد المقاهي المعروفة بالحلة إن المقاهي في المحافظة وخاصة المطلة على الشط أصبحت المتنفس الوحيد أمامنا لقضاء أوقات المساء، مشيرا إلى أن تلك المقاهي أخذت تتنافس في ما بينها لكسب الشباب من خلال تقديمها مختلف انواع النركيلة لزبائنها. ويضيف علي وهو يقلب قطع الجمر على زجاجة النركيلة التي تساعد على منح الطعم المميز لها، أن المقاهي التي لا تقدم النركيلة تكاد تختفي فيما منافساتها التي تقدم النركيلة في ازدياد وصارت تتفنن في تقديمها لمرتاديها وبطريقة تختلف عن السابق، فهناك أنواع كثيرة من المعسل تلبي رغبات الزبائن وتتباين بطعمها وروائحها، فعدا التفاحتين هناك التوت والبطيخ والعسل، وأنواع أخرى قادمة من مناشئ مختلفة.وبحسب العاملين في مقاهي النركيلة وبعض كبار السن من مدمنيها، فان ظهور النركيلة بصورة واضحة في العراق بدأ في ثمانينات القرن الماضي. ويقول، صاحب احد المقاهي الحديثة المتخصصة بتقديم النركيلة في الحلة، إن دخول النركيلة الى مقاهي المحافظة كان خلال الحرب العراقية الإيرانية من خلال العمالة المصرية التي وفدت إلى العراق وبدأت بتعاطي النركيلة في مقاهي خاصة بها، فظل تداولها محدودا واقتصر على بعض العراقيين من كبار السن.واستدرك إلا أن الحالة تغيرت كليا في السنوات الأخيرة وأصبحت النركيلة رائجة بين صفوف الشباب وتعددت أساليب تقديمها، وزادت شعبيتها بفضل الجو المميز الذي توفره مقاهيها الخاصة. ويعزو احمد حسين (22 عاما) الذي يعمل في القطاع الخاص، انتشار تعاطي النركيلة بين صفوف الشباب إلى انعدام الأماكن العامة والترفيهية في مدينة الحلة، والتي أدت إلى لجوء الشباب لمثل هذه المقاهي لقضاء أوقات فراغهم، مشيرا إلى انه يملك ثلاث منها في البيت والسيارة وفي المحل الذي يعمل فيه. ويعتقد حسين أن النركيلة اقل خطورة من السكائر، مبينا وجهة نظره بالقول أنت لا تستطيع التوقف عن تدخين السكائر، فأينما ذهبت يمكنك حمل علبة السكائر والتدخين في اي مكان شئت، بينما النرجيلة عكس ذلك. لكن الدكتور محمود لعيبي يؤكد ان مضار النركيلة على الصحة اكبر من مضار السكائر لاحتوائها على مواد اكثر خطورة. ويقول ان تدخين النركيلة لا يختلف كثيراً عن السكائر العادية، وتؤكد الدراسات أن النركيلة تحتوي على مواد ضارة أكثر باحتوائها على نسبة من القار وأكسيد الكربون الأحادي الناتج.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram