TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > اليوم العالمي للّاعنف.. تحطيم جدران الكراهية

اليوم العالمي للّاعنف.. تحطيم جدران الكراهية

نشر في: 1 أكتوبر, 2011: 07:08 م

حسين علي الحمداني الثاني من تشرين الأول،اليوم العالمي للّاعنف والذي اختارته الأمم المتحدة بالتزامن مع ميلاد الزعيم الهندي المهاتما غاندي، الذي كان أحد الأصوات الرائدة التي رأت أن نبذ العنف هو أعظم قوة في متناول البشرية ويمكن من خلال هذه الفلسفة أن ننال حقوقنا ونجبر الآخرين على احترامنا.
وغاندي من الرجال القلائل في العالم الذين تمكنوا من تحرير بلدانهم وشعوبهم من التبعية وأن يقود الهند لأن تكون من الديمقراطيات العريقة رغم التنوع الكبير في المجتمع الهندي سواء أكان عرقيا أو قوميا عبر فلسفته التي باتت تعرف (بالمقاومة السلمية).ومصطلح اللاعنف جزء أساسي من فلسفة غاندي السياسية، وهو الذي جعله رمزاً عالمياً، يتجاوز حدود الهند لتكون فلسفة عالمية يستقي منها أكبر دروس الإنسانية في التسامح. وتتخذ سياسة اللاعنف في نظر غاندي عدة أساليب لتحقيق أغراضها، منها :الصيام والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن لأنه كان يؤمن بأن اللاَّعنف يقوِّض جدران الكراهية ويمدّ جسور السلام والمحبة.ولم تكن أفكار المهاتما غاندى وفلسفته مصدر إلهام لحركة الحرية في الهند وحدها، و لكن للحركات التي انطلقت من أجل الحصول على الحقوق المدنية والحرية في جميع أنحاء العالم. ويعرف غاندى في جميع أنحاء العالم بلقب المهاتما وهي كلمة تعني بلغة الهندي "الروح العظيمة".ولنا في نيلسون مانديلا الذي تحدى بطش الحكم العنصري في بريتوريا، متحاملا على نفسه ومحتملا سنين الاضطهاد والسجن ومصادرة حقوقه، في سبيل تحقيق أمنية أبناء بلده في تحقيق نظام عادل ونبذ العنف بشتى أنواعه وهذا ما مهد لمصالحة كبيرة جداً في جنوب أفريقيا باتت إنموذجاً يحتذى به في العالم وتُدرس مفاهيمه في ورش العمل لمنظمات المجتمع المدني . والعنف أحياناً كثيرة نتصوره في حالة الإيذاء الجسدي الذي يتعرض له الإنسان ،وهذا سائد في الكثير من الأدبيات لا سيما في عالمنا العربي الذي لا يرى سوى من صور العنف إلا ما يؤدي لعاهة وعاقة وموت، لكن العنف الحقيقي يكمن في جانب مهم منه في جوانبه النفسية والاجتماعية والاقتصادية،خاصة ما يتعلق منه بالحرمان من فرص التعليم والرعاية الصحية للكثير من الناس مما ينجم عنه فوارق طبقية كبيرة تنعكس على مستوى المعيشة والبناء الثقافي للمجتمع وتركيبته ،و يولد مشكلات كثيرة وظواهر خطيرة في المجتمع .وهنا نجد بأن الكثير من دول العالم تقف عاجزة عن إيجاد الحلول للكثير من حالات العنف التي تتواجد في مجتمعاتها ومنها بالتأكيد حالات العنف داخل الأسرة نفسها وما يترتب على ذلك من مشاكل أخرى تحصل للأبناء والزوجات معاً، أو مشاكل العنف الناجمة عن التباين والاختلاف العرقي أو الديني أو الطائفي ،وهذا ما حصل في العديد من دول العالم سواء في يوغسلافيا أو رواندا أو حتى العراق بعد عام 2003 وحتى نهاية عام 2008 من توترات صاحبها عنف وعنف متبادل أدى إلى مقتل الكثير من الناس .وعندما تختار الأمم المتحدة يوم الثاني من تشرين الأول يوم اللاعنف فإنها تسعى لتحقيق المبادئ السامية لحقوق الإنسان وذلك من خلال تعزيز هذه المفاهيم والسعي لحل النزاعات بالوسائل السلمية،والقضاء على العنف ضد المرأة، وبناء الجسور بين الثقافات ومكافحة الكراهية والتطرف والتمييز في كل مكان. وبالتأكيد فإن تحقيق ذلك لن يتم إلا بتعاون الحكومات مع منظمات المجتمع المدني بغية تجاوز الكثير من العقبات التي تحول دون تحقيق الأمن والسلم في المجتمع.وذلك من خلال نشر ثقافة اللاعنف وتعزيز مبادئها وقيمها، والتعريف بالعهود والمواثيق الدولية  ذات الصلة وإبراز التعاليم السماوية بهذا الخصوص و تشجيع سياسة التسامح بين الأفراد والمساهمة بالدفاع عن حقوق الإنسان وحرياته المصونة.ونحن في العراق أشد ما نحتاجه اليوم هو نبذ العنف بكل أشكاله ومسمياته والجنوح نحو اللاعنف وتفعيل المصالحة المجتمعية القائمة على أسس صحيحة وسليمة بعيداً عن التخندقات التي تكون عقبة كبيرة أمام فهم الآخر وتؤدي بالتالي لممارسة شتى أنواع العنف ضد الآخر الذي يكون رد فعله أيضاً مزيداً من العنف .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram