اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الإعلام والعنف الشبابي.. مشتركات ومفترقات

الإعلام والعنف الشبابي.. مشتركات ومفترقات

نشر في: 1 أكتوبر, 2011: 07:17 م

د.سهام الشجيري القيم هي جوهر الحضارة البشرية وخلاصة الشخصية الإنسانية، ومجموع هذه القيم يمثل قمة الارتقاء الذي بلغه الإنسان في تطوره الحضاري والذي يميزه عن جميع الفصائل الأخرى، إذ ركز البعض على أهمية أن تحظى منظومة القيم والممارسات السائدة في المجتمع بدورها الفعال والملموس.
مما تقدم يمكن القول إن كثيرا من أحكامنا النفسية والاجتماعية تؤكد  الصلة الوثقى بين السلوك الجمعي ومنظومة القيم، فالسلوك الجمعي للمجتمع العراقي في أربعينيات القرن الماضي وحتى القرن الحالي تعكس ظواهر سلوكية يدخل بعضها ضمن المفهوم الذي يقول: كونها ظواهر مجتمعية تدخل ضمن طائلة التغيير الطبيعي في نسيج المجتمع الذي يتعرض لتغييرات زمانية ومكانية تفرضها محددات التطور المتأثرة بمحدوداتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية والدينية، أما التغيير الثاني فهو ربما انعكاس لأنماط سلوكية، أسبابها:-1-حروب  2- تغيير أنماط الحكم  3- شيوع أيديولوجيات وثقافات معينة 4- التغيير في أنماط الاستهلاك 5- التغييرات المجتمعية مثل تغيير الثقافات وفلسفات التربية والتعليم 6- التطورات التقنية المتسارعة، وشخصنة غاياتها.يبدو من نافلة القول إن تكامل شخصية الأفراد( الشباب) في المجتمع إنما هو انعكاس لتكامل حضارة مجتمعهم وان خلل الصحة النفسية والعقلية للناس يتحدد بدرجة اختلال التكامل المجتمعي، لذلك فان العنف كظاهرة هي ليست حكرا بمجتمع دون آخر إنما هي انعكاس لحالة الاختلال التي تحدث بين الشاب ومجموعة المحددات التي تساهم في تكامل مجتمعه، والتي يمكن حصرها في المحددات الآتية:داخلية منها البيت الذي يساهم في تكوين ثقافة وتربية وأنماط سلوك الفرد.المجتمع الذي يعكس بثقافته وأنماطه الاجتماعية عنصر مؤثر في تكوين الفرد.البيئة التربوية (مدرسة، جامعة، أو جامع) والتي تساهم وفق فلسفاتها وعقائدها وثقافتها في تكوين ثقافة المجتمع. عوامل خارجية  يمكن أن تساهم في تغيير الأنماط السلوكية للفرد - وسائل إعلام ( سمعية، مرئية، مقروءة) ووسائل الاتصال (الموبايل، الانترنت، القنوات التفاعلية، ووسائل تكنولوجية أخرى متاحة) .إن ظاهرة العنف في وسائل الإعلام تصطدم بآليتين هما:- إن وسائل الإعلام ساهمت في تقديم برامجيات وأفكار واختبارات ساهمت بدورها في دراسة ظاهرة العنف في مجتمعنا وفي تحديد مرجعياتها ومسبباتها وفي محاسبة الذين يقفون خلفها وفي تحديد دوافع العنف المجتمعية والفردية والجنائية.إن وسائل الإعلام والاتصال والتكنولوجيا الحديثة ساهمت من خلال حجم الرسائل الإعلامية الهائل في الترويج للعنف والجريمة من خلال مئات الفضائيات التي تصدر آلاف الرسائل تحض على العنف وتروج له وتحتفي بالبطل العنيف وتعرف الشاب على أنماط سلوكية جديدة على مجتمعنا، إذ وجد العنف ضالته في التحريض من ارض خصبة، مقدماتها الاختلاف في العقيدة الدينية إلى الموقف الشرعي إلى الدولة.إن ازدياد نسبة العنف لدى الشباب يعود إلى الخوف من المستقبل، إذ إن الخوف لدى الشباب قد انتح عنفا ربما غريبا على مجتمعنا وسببه شعور الشاب بالعجز من إيجاد موقع له ضمن خارطة مجتمعه وترك صورة ذهنية في نفسه أرهقت أعصابه وأخرت في أهدافه التي هي  (الحب، الزواج، الأمن، الاستقرار، متطلبات حياتية أخرى).وهذا الأمر هو الذي جعل العالم النفسي جيسيل يقول (إن الخوف واليأس نقيضان ولكن كليهما ضروري لنمو الشخصية، وان نمو اليأس نموا تاما كاملا يتوقف على تجربة التعلم على الخوف أو التغلب عليه)، سيكون عنفا للشباب من مظاهر عديدة، إذ إن الإعلام من الممكن أن يعيد رسم أهداف الشباب من خلال تقديم خطاب:- يقدم فكرة المواطنة الجامعة على فكرة الأعراق والأطياف. يكرس صورة لأنماط سلوكية سوية وليس منحرفة، خطاب يقول إن الخير هو القاعدة والشر هو الاستثناء وليس العكس.خطاب إعلامي يتجنب صورة القتل والدم والجدل الطارئ ويؤكد  أن السلم الأهلي هو القاعدة. يقدم شبابا وهم يعضون زملاءهم ويواجهون مشاكلهم بعزم ونماذج تواجه الحياة بالكفاف والاستعداد للبذل. أما العنف في المجتمع العراقي فله مبررات واقعية ،إذ ينبغي  ألا ننسى أن الإنسان بوجه عام إذا فشل في أمر فهو لا يحب أن يعزو فشله إلى نفسه بل يميل عادة إلى البحث عن سبب خارجي ليعزو إليه الفشل، ووفقا لهذا التصور فإن الميل للعنف أسبابه عديدة:-سببه سياسي:يذكر علي الوردي إن الشعب العراقي هو من أول شعوب العالم إن لم يكن أكثرها ميلا للعنف، إذ إن العراق كان ارض الصراعات والنزاعات ولم يكن للشعب العراقي سبب فيها بل كانت أدواتها (جغرافية، بشر، ثروات، العرب والفرس، المظلوميات التاريخية لرموز دينية، استعمار دول، الصراع بين العثمانيين والصفويين، الصراع على السلطة، تدخل وأطماع دول الجوار)، وهذا الفشل السياسي ألقى بظلاله على تراث هذا الشعب، والدولة وفلسفة التربية والتعليم والثقافة والحضارة الموغلة بالقدم، إذ لم يكن لنا استراتيجية في ضبط هذا الانفعال بل استغلتها لتظهر على هيئة انقلابات، ثورات، تمردات، تظاهرات، مؤامرات، ولم تساهم في عملية التنفيس عن الدوافع النفسية والاجتماعية والجسدية.ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

انخفاض القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا العملاقة للشهر الماضي

غوغل تعلن عن ميزات جديدة للخرائط مع Waze

تشكيل تحالف 'المادة 188': رفض واسع لتعديلات قانون الأحوال الشخصية واحتجاج على المساس بالحقوق

 7 نقاط  حول التعامل الفعال مع حالات الأرق

سان جيرمان يقترب من حسم رابع أغلى صفقة في تاريخه

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram