 إياد الصالحي يستحق الاتحاد العراقي لكرة القدم التهنئة في اولى منجزاته الواجب ان يحققها لأسرة اللعبة ( إداريين وحكام ومدربين ولاعبين) بعد ان ركن ضغوط المشكلات التي رافقته عقب ولادة توليفته الحالية جانباً واحتكم لمصلحة الكرة العراقية مقرراً اطلاق النسخة الجديدة من دوري النخبة بمشاركة 20 فريقاً يتبارون فيما بينهم ضمن نظام (الذهاب والاياب) بدءاً من مطلع تشرين الثاني المقبل.
يمكن ان نصف قرار الاتحاد بحد ذاته عودة الى نظام الكرة الحقيقي وترتيب آلية استمرار المسابقة وفق حسابات فنية لا تقبل الاجتهاد أو الافكار الكيفية التي تسببت بفوضى عارمة منذ عام 2003 وحتى الان ما اثرت على الاندية المشاركة وانحدرت بمستوياتها الفنية الى درجات لم تعد مقبولة.ان اتحاد الكرة مطالب اليوم بوضع مقترحات ناجعة تسهّل عمل لجنة المسابقات في ادارة شؤون الدوري ، ودعم الاعضاء المقترح تفاعلهم في لجان الاتحاد من خارجه والمؤمل المباشرة بها قريباً ليسهموا في تذليل المعوقات التي قد تواجه عجلة الدوري بالرغم من ان الصيغة الجديدة لأدوار التنافس فيها يمكن ان تحقق اعلى درجة من النجاح في حال التزام المعنيين بذلك وعدم الخروج عن اللوائح أو الكيل بمكيالين لحساب مصالح ناديوية بعينها حامت الشكوك حولها اكثر من مرة بسبب ارتباط مسؤوليها بمناصب تنفيذية في الاتحاد!ولا تصب الفائدة المرتقبة من الدوري العام على الاندية (عصب حياته) برغم معاناتها من هدر ميزانياتها في سبيل تأمين السكن والطعام والتنقل بين المحافظات سابقاً ، بل ستكون للمنتخبات الوطنية حصة كبيرة من مجمل التقييم العام بعد نهاية الموسم حيث ان تحديد المنافسة بين عشرين نادياً يعد أمراً جيداً لمدربي المنتخبات واللجنة الفنية في الاتحاد لتكوين رؤية واضحة عن ابرز اللاعبين المؤهلين للدفاع عن مشاركات العراق في المحافل الدولية بدلا من تشتت الرؤى وضياع مواهب عدة في زحمة المباريات المنتشرة على ملاعب المدن كافة ، بينما سيكون النظام الجديد مصدر تفاؤل لإجراء مسح شامل عن جميع اللاعبين لنيل علامات التقييم المنصفة والعادلة .واذا كانت الاندية تحمّل اسباب افلاسها على عاتق نظام المسابقة القديم ، فلا عذر لها اليوم بعد ان تكون قد رتبت اوراق فرقها وفرشت خارطة طريق مبارياتها ذهاباً وإياباً ، وبالتالي فهي مطالبة بنظام إداري خاص بها يتوافق مع منجز الدوري العام .وفي خضم هالات التفاؤل هذه ، يبرز دور الحكام الذين اثير لغط كبير عن ادائهم طوال الموسم الماضي حيث وقع بعض الحكام ضحية كثرة الواجبات المنوطة بهم وتعرضهم للاجهاد البدني الذي نتجت عنه قرارات خاطئة بسيطة وفادحة احياناً وجدها بعض المدربين حجة للهروب من مقصرية لاعبيهم ، لهذا فان الصفارة المحلية المطعمة بالخبرات الدولية تعد عاملاَ مهماً لزيادة حصيلة ايجابيات التجربة.نجدد الثناء على اتحاد الكرة في مساهمته العملية والمعنوية باسترداد عافية دوري الكرة الذي اصيب بـ( جلطات فنية) عدة نجا منها باعجوبة بفضل وعي القائمين على الاتحاد وتضافر جهود الفرق والجماهير لإحياء اللعبة .. المتنفس الوحيد للعراقيين وسط همومهم اليومية.