افتتاح شارع الخلفاء لم تعرف بغداد شارعاً كبيرا إلا في أيام الحرب العالمية الأولى عندما افتتح واليها خليل باشا شارعه ( 23 تموز 1916)، الذي سمي في ما بعد بشارع الرشيد ، وكان البغداديون قبل هذا يعدون شارع النهر الحالي أوسع الشوارع وأقدمها ، ويعده المؤرخون من بقايا دار الخلافة العباسية .
وفي الثلاثينيات من القرن المنصرم فتح شارع بموازاة الرشيد ويشق محلات بغداد القديمة وسمي بشارع الملك غازي ( الكفاح ) ، غير أن تلك الشوارع القليلة لم تستوعب التطور الكبير الذي شهدته بغداد في السنوات التالية ،ما دفع أمانة العاصمة إلى التفكير بشق شارع عريض ،بموازاة الرشيد والكفاح ويقع بينهما . غير أن اندلاع الحرب العالمية الثانية أوقف المشروع إلى حين.وفي الخمسينات وبعد تأسيس مجلس الاعمار الذي أخذ على عاتقه إنشاء المشاريع العمرانية الكبيرة ، وبعد ازدياد الموارد النفطية التي غطت ماليا ما كان المجلس يريد تحقيقه ،أعيدت فكرة فتح شارع كبير في العاصمة بغداد ، وفي عام 1955 شرع بشق الشارع الجديد الذي ألغى العديد من المحلات والمواقع التاريخية لبغداد القديمة ، وافتتح في مثل هذا اليوم من عام 1957 ضمن أسبوع الاعمار برعاية الملك فيصل الثاني ، وسمي بشارع الملكة عالية وهي أم الملك المتوفاة عام 1950 ، وبعد ثورة تموز 1958 أبدل الاسم إلى شارع الجمهورية ، وفي منتصف السبعينات سمي بشارع الخلفاء لوقع جامع الخلفاء أقدم جوامع بغداد ويرقى تاريخه إلى العهد العباسي، مطلا عليه بمئذنته التاريخية السامقة . وتقع على الشارع كبرى العمارات والمؤسسات التجارية والحكومية ، فضلا عن الأسواق الكبيرة وفي مقدمتها سوق الشورجة الذي انشطر بفعل الشارع إلى قسمين . ومن معالم الشارع البارزة كنيسة اللاتين وجامع الخلفاء ومسجد ومرقد الخلاني وعمارة الضمان والمجمع المدني المتمثل بأمانة بغداد وسوق الغزل وساحة الميدان وسواها من المعالم الكبيرة .إعداد: رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
نشر في: 1 أكتوبر, 2011: 09:01 م