عالية طالب أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ان مستقبل العراق بيد شعبه بعد انسحاب القوات الأمريكية، لكنه ومع هذا التأكيد تعهد ايضا بالبقاء شريكا قويا من أجل أمن وازدهار البلاد، ولم يشرح لنا الرئيس الذي يبشرنا بأن مستقبلنا بأيدينا، لماذا يتوقع لنا أياما صعبة في ظل هذا المستقبل الذي سيكون لنا وحدنا، والذي بسبب صعوبته المتوقعة سيبقى " الرئيس " وقواته العسكرية والاستخباراتية والامنية والنفطية والاقتصادية، شريكا معنا في كل ما عددنا وفي غيره مما لا تسعه هذه الاسطر القليلة.
والى أن يحين عام 2012، سيبقى شركاؤنا الغيورون على أمننا واستقرارنا في الواجهة المعلنة والمتحضرة لأي تدخل تستدعيه مصالحهم ومصالحنا ثانيا، لتأكيد معنى الشراكة التي أوجدها ظرفنا السياسي الخاص الذي نعيشه اليوم. هذا الظرف هو من يحدد معنى المستقبل الصعب الذي يمكن أن يكون بانتظارنا استنادا الى الواقع الواضح الذي نعيشه دون توافقات سياسية ودون تآلفات نفسية واستراتيجية ومن المؤكد دون تصويتات لصالح اجتماعنا الكامل على توحدنا المبدئي لصالح الشراكة الحقيقية الفعلية في العمل السياسي.نحن لا ننكر على أحد رغبته في أن تكون لديه تصوراته الخاصة أيديولوجيا وفكريا وتنظيميا بما يتفق مع ما يراه مناسبا لتصوراته السياسية، وهو ما أدى الى وجود انشطارات داخل التوافقات السياسية التي ابتدأت حينا موحدة ثم منشطرة الى ثنائية وثلاثية ورباعية والى ما لا ندري من تعداد قادم. لكننا في ذات الوقت ننكر على الجميع عدم توافقهم على فكرة العمل السياسي الموحد الرؤى والذي لا ينضوي تحته الا تأكيد فكرة الحرية والديمقراطية التي ما زلنا ندق إسفينها في العراق منذ سنوات فيفلت من بين أيدينا بطريقة او بأخرى ليثبت أن الديمقراطية من أولى شروطها التمتع بالحق المدني الذي يكفله القانون والدستور والسلطات التشريعية والتنفيذية، فهل نحن حقا نملك قانونا متطورا حذف واستبدل وأضاف وناقش ونسخ القوانين السابقة التي سنها النظام السابق لتتلاءم مع إيديولوجيته المعروفة ؟ الجواب هو لا.وهل نحن اتفقنا على قراءة دستورنا النهائي وانتهينا من تعديل بنوده وإقرار فقراته التي اعترض عليها من أعترض ووافق عليها من وافق ؟ الجواب هو لا.وهل نحن أعطينا للمشرع العراقي حرية إصدار تشريعات جديدة تتلاءم مع حجم المتغير الاجتماعي والفكري والثقافي والسياسي والبيئي والتكميلي لكل مفاصل الحياة العراقية الجديدة ؟ الجواب هو لا. كيف يمكن لنا أن نؤكد اذن أننا سائرون على الطريق الصحيح تماما مثلما نطمح نحن وشركاؤنا الذين طابت لهم شراكتنا بغض النظر عن رغبتنا من عدمها، ومن سيضمن لنا أننا لا نفكر حقا بمشاريع للسلطة الأبوية قد تنشطر أيضا ثنائية وثلاثية ورباعية لتعيد لنا فكرة الدكتاتور الجميل الذي يصلح أنموذجه لتطويع شعب مختلف متخالف متقاطع مثل شعب العراق؟
وقفة :حقاً مستقبل العراق بيد شعبه؟
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 1 أكتوبر, 2011: 09:26 م