استقلال العراق بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى وانتهاء العهد العثماني في العراق الذي استمر زهاء اربعة قرون ، فرضت عصبة الامم نظام الانتداب او نظام الوصاية البريطاني على العراق الى ان يستكمل بناء دولته الجديدة  . ومنذ ان تأسس النظام الملكي وتولى فيصل الاول عرش العراق ، كان هاجس الدخول الى عصبة الامم واعلان استقلال العراق ، المحور الرئيس الذي ادار العلاقة بين العراق وبريطانيا .
اذ كان من حق الدولة المنتدبة ( بالكسرة) تقدير اهلية العراق لهذا الامر الجسيم . في عام 1929 اطمأنت بريطانيا الى ان العراق يسير وفق المعايير الدولية يومئذ لنيل استقلاله ودخول العصبة ،ففي 14 تشرين الثاني من تلك السنة اعلنت انها تقترح التوصية بانضمام العراق الى عصبة الامم بعد ثلاثة سنوات ، وان ذلك هوالسبيل القانوني الوحيد لانهاء الانتداب ، وترتب على هذا ان تعقد معاهدة جديدة بين الطرفين ، وهي معاهدة 1930 التي واجهت معارضة وطنية شديدة ، اذ كانت الحركة الوطنية تنظر بأرتياب الى السياسة البريطانية ،وعلى هذا فقد أبرمت المعاهدة على عهد حكومة نوري السعيد الاولى . وفي حزيران 1931 اعلنت لجنة الانتداب في العصبة انها درست التقارير المرفوعة اليها منذ عام 1920، وانها تستطيع ان تبدي وجهة نظرها في المقترح البريطاني المار ذكره . وفي كانون الثاني تدارس مجلس العصبة الموضوع من مختلف جوانبه ،ووجدت ان العراق يتمتع بحكومة مستقرة وقادرة على حفظ الامن ولها مواردها المالية وتمتع بمؤسسات حكومية جيدة، ومستعدة لاعطاء الضمانات الكافية لكل ماتطلبه الهيئة الدولية . وفي مايس صادقت العصبة على التقارير المرفوعة بهذا الامر. وفي مثل هذا اليوم من عام 1932 ،صوتت عصبة الامم لصالح أنضمام العراق الى المنظمة الدولية لينال استقلاله السياسي . وذكر بعض المؤرخين ان العراق لم يشهد مثل هذا التطور منذ ان سقطت بغداد عاصمة الدولة العباسية بيد المغول عام 1258م. ان يوم استقلال العراق واعتراف المجتمع الدولي الممثل بعصبة الامم التي اصبحت بعد الحرب العالمية الثانية بأسم الامم المتحدة ، من الاحداث المهمة والمضيئة في تاريخه .إعداد: رفعة عبد الرزاق محمد