باسم عبد الحميد حمودي تحل في الأول من تشرين الثاني سنة 2012 الذكرى الخامسة والسبعون لوفاة الأستاذ محمود احمد السيد المدرس الذي انتقل عام 1937 في ذلك اليوم إلى الرفيق الأعلى ودفن – حيث توفي – في مقابر القاهرة, المدينة التي أحبها وطبع كتبه السردية فيها منذ عام 1922.
وقد يبدو غريباً أن تنبّه هذه المقالة إلى ذكرى مازال زمنها بعيدا، لكني أعتقد أن إحياء ذكرى رائد القصة العراقية الحديثة أمر ينبغي ألا يمر سريعا بل أن نستعد له منذ اليوم عبر عدة قنوات مدنية وثقافية متعددة , ذلك أن المزمع الاحتفاء بذكراه يعد مؤسساً لتجربة ثقافية أساسية ومكتشفاً لأهمية أن يكون المرء مع التجديد في مجتمع متخلف تسود الأمية فيه. والقنوات المدعوة للاحتفاء بذكرى الرائد الكبير كثيرة أولها اتحاد الأدباء الذي ينبغي أن يعد له أسبوعا ثقافيا حاشدا، وثانيها وزارة الثقافة التي عليها واجب الاحتفاء بذكرى مؤسسي الثقافة الحديثة والسيد في طليعتهم ،وثالثها الحزب الشيوعي العراقي ،والسيد كان مبشرا بالأفكار الاشتراكية وصديقا مقربا لنماذج من الانتلنجسيا الثقافية اليسارية أمثال: حسين الرحال وعوني بكر صدقي وسواهما من رجالات الثقافة في العقود الأولى من القرن العشرين, ورابعها وزارة النقل لتهيئة طوابع تذكارية خاصة، وخامسها أمانة بغداد للكشف على دار السيد في منطقة باب الشيخ ومحاولة ترميمها إن لم يطلها الهدم والتغيير وتسمية شارع باسمه حتى إن كان صغيرا وعقد حلقة دراسية عن بغداد في أعمال السيد.سادس هذه الجهات مؤسسة المدى للثقافة والفنون لإعداد حلقة دراسية عنه وطباعة بعض كتبه. سابع هذه الجهات بيت الحكمة لدراسة أفكار السيد وتأثيرات الثقافات الهندية والفلسفة الفابية عليه، إضافة لأطروحاته السياسية والتربوية. ثامن هذه الجهات مجلس النواب، فقد كان السيد سكرتيرا مؤتمنا لمجلس الأمة العراقي لسنوات، واستطاع بصبره وعمق ثقافته أن يضبط محاضر الجلسات في زمنه في وقت لم تعرف فيه أجهزة التسجيل.تاسع هذه الجهات محافظة الديوانية وجامعة الديوانية ،إذ كان السيد قد عمل مديرا للتحرير في المحافظة ومشرفا على شؤون المتصرف الإدارية ومراقبا لتنفيذ القائممقاميات لأوامر المتصرف ووزارة الداخلية وهو عمل عاناه السيد رغم أنه أحب تلك المدينة الفراتية الوادعة, وكانت علاقة محمود السيد بمكتبة الديوانية وثيقة طيلة وجوده فيها.عاشر هذه الجهات مؤسسات المجتمع المدني الثقافية في العراق، فقد كان السيد مثقفا عراقيا مرموقا له تأثيره على حركة الثقافة العراقية.الجهة الحادية عشرة هي أقسام الأدب والاجتماع والفلسفة في الجامعات العراقية.الجهة الثانية عشرة هي دار الشؤون الثقافية العامة لإعادة طبع مؤلفاته وبعض الكتب الصادرة عنه وكذلك دار الفنون لعمل بوستر خاص بالراحل الكبير، وبالإمكان أن يقوم تلفزيون بغداد بإنتاج عمل عن حياته الحافلة وأن تتبارى القنوات الفضائية العراقية في هذا الشأن, ومن الممكن أيضا أن يشارك منتدى المسرح بعمل مستوحى من قصصه أو رواياته ،فللرجل خزين واسع من التجارب الإنسانية .بذلك يكون الاحتفاء بذكرى السيد متكاملاً ،كما نرجو ونأمل ويرجو ويأمل كل مثقف عراقي.
وجهة نظر..من أجل استعادة محمود أحمد السيد
نشر في: 3 أكتوبر, 2011: 06:35 م