وديع غزوان من غرائب وعجائب عراقنا الجديد تغليب لغة الأنا في كل شيء بما فيها مفردات العمل السياسي حتى بات البعض يتوهم أن حل مشاكل العراق لايتحقق إلا يرضى أطراف سياسية لم تعد ترى في العراق إلا حدود مصالحها وامتيازاتها، لذا فكل شيء يتم بلغة الصفقات، وبشكل نجبر فيه على تصور وطننا الغالي وكأنه تحول إلى سوق تتم فيه المساومات على قدم وساق. وإذا كنا قد رضينا أن نستغل مرة أخرى وأوهمتنا الطبقة السياسية، قبل الانتخابات التي جرت في آذار 2010
بأن عصراً جديد اً سيبدأ وأنها عازمة على تجاوز سلبيات الماضي ومحاصصاته، فإننا لانملك إلا أن نلوم أنفسنا على هذه الثقة التي أكدت الأيام أنها كانت في غير محلها. فالسياسيون صاروا أكثر تكالباً واندفاعاً على "جني" محصول بستان العراق و لسان كل واحد يقول "تلاقفوها...". وبصراحة إننا لاندري هل نشعر بالأسى على مثل هؤلاء الذين لم يعتبروا من دروس الماضي البعيد والقريب , أم بالغضب والنقمة على ما اقترفوه بحق الوطن والمواطن، وإصرارهم على سلوكيات أقل ما يقال إنها مخجلة. آخر الأنباء تشير إلى أن أزمة الوزارات الأمنية ستحل بصفقة بين طرفين سياسيين، يحصل الأول فيها على منصب وزير الداخلية والآخر على الوكيل، ضاربين عرض الحائط بالشعارات التي تدعو إلى اعتماد الكفاءة والخبرة في الاتفاق على الوزارات والمناصب المهمة، فالمهم انه عراقي وقادر على ملء الكرسي بجدارة. وللأمانة إن هذا الأسلوب لايقتصر على هذين المكونين، بل هو سمة تكاد تطبع كل تصرفات المكونات السياسية دون استثناء، لذا فقد كنا نسمع وما زلنا عن بيع هذه الوزارة أو تلك وغيرها من الهيئات والمواقع، ما جعل مؤسسات الدولة عاجزة عن النهوض بمهامها، لأنها تحولت إلى أشبه ما تكون إلى ضياع وشركات.. فعدد غير قليل من مؤسساتنا تحولت إلى عائلية بحسب الوزير والوكيل وغيرهما. وما يؤسف له هذا التشويه المتعمد والمثير للاشمئزاز لمصطلحات حديثة عن التوافق التي تعمد البعض اتخاذها وسيلة لحصر الدرجات الوظيفية العليا والدنيا بالأهل و الأقارب والأصدقاء، ولم يعد يدري الواحد منا إلى من يلجأ لغير الله، بعد أن افرغ هؤلاء المواطنة من أسمى معانيها. يقال والعهدة على الراوي أن أكثر ما شغل كتلنا السياسية،بعد الفوز في الانتخابات وتشكيل الحكومة في ضوء اتفاقية أربيل التي تنصل البعض منها، هو كيفية توزيع محاسيبهم على الوزارات ومؤسسات الدولة، لكي يوفوا بوعودهم، لكنهم تناسوا عن عمد ما وعدوا به المواطنين، وتنكروا لأبسط حقوقهم، بل صاروا يتهمون المعارض والناصح بأخطر التهم وأسوئها.. لذا ترانا نتوجه كل جمعة إلى ساحة التحرير لنقول لهؤلاء وأمثالهم اتقوا الله بالعراق وشعبه.
كردستانيات :متى تنتهي الصفقات ؟!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 4 أكتوبر, 2011: 10:04 م