عامر القيسي لا نشك لحظة واحدة ان المجتمعين في حضرة رئيس الجمهورية جلال طالباني يدركون جيدا ان الشارع العراقي لم يعد مكترثا كثيرا بكثرة الاجتماعات القيادية وضآلة النتائج المنبثقة عنها ، ان كانت هناك نتائج ، ويعتقد الناس مع الكثير حتى من السياسيين في داخل العملية السياسية ان الامر ليس الا مضيعة للوقت ، ورغم ذلك نقول ان لنا املا في ان تثبتوا العكس في هذا الاجتماع الذي سمّاه البعض اجتماع " الفرصة الاخيرة "
ولا ندري ان كان يقصد بالفرصة الاخيرة انهيار آخر شكل من التفاهمات على بساطتها وعدم تحريكها للعملية السياسية أم ماذا ؟ باختلاف التصورات نعتقد ان امامكم فرصة حقيقية وليست اخيرة لتثبتوا للأعداء قبل الأصدقاء انكم اهل لقيادة هذا البلد ، وانكم على استعداد تام للتنازل المتبادل وان كان موجعا لكنه سيكون شجاعا من اجل حلحلة الامور لمصلحة الناس والوطن. يقول التأريخ لنا ان القيادات العظيمة هي التي تأخذ القرارات الصعبة والشجاعة في أوقات المحن والملمات والمفترقات ، فتؤدي قراراتهم الى تحويل اتجاهات الازمة أو المحنة الى دروب الحل والحلحلة . انكم ايها السادة تدركون جيدا ان الكراسي زائلة والامتيازات ليست ابدية والشواهد القريبة منّا ، تأريخيا وجغرافيا ، تزكي كلامنا هذا ، ومن هذه الشواهد ما يحصل اليوم في الربيع العربي الذي يكنس الكراسي والامتيازات معا .لقد خرجنا من نفق مظلم وموت يومي وخراب وضياع للامل ورؤية المستقبل ، وقلنا ان الماضي لا عودة له وان رجال اليوم سيدركون جيدا ثقل المهام الملقاة عليهم، وما ينتظره الناس من اجتماعات كهذه ، رغم فقدان الثقة والامل فيها بسبب الاحباطات التي خلقتموها بانفسكم للوضع السياسي الجديد. نقولها لكم من نفس وقلب الشارع العراقي ، ارتقوا الى مستوى المهمة ، مهمة انقاذ العراق من الجحيم ، فما قيمة كرسي مجلس السياسات أو كرسي رئاسة الوزراء ، او مستوى صلاحيات امام محنة الوطن ، ولا تتحججوا بالدستور ، فهذا الخائب الغائب ينتهك في اليوم الواحد عشرات المرات في كل مؤسسات الدولة ومنها البرلمان ومجلس الوزراء والاتفاقات السياسية غير المعلنة. نطالبكم ايها السادة ، اصحاب القرار في هذه البلاد ان تقنعوا الناس انكم اكبر وارقى واكثر تحضرا في مواجهتكم للازمات ، خصوصا بعد ان اقتنعتم ، على ما نظن ، ان سياسات لي الاذرع ومصادرة الآخرين لا مكان لها في العراق الآن حتى وان كانت موجودة بهذا الشكل أو غيره .نطالبكم ايها السادة ، من منطلقات وطنية ودينية واخلاقية ، ألا تغيب عنكم في اجتماع اليوم محن وآلام الشعب وانتظاره ان تقولوا له بعد الاجتماع قولا وفعلا اطمئنوا ايها الناس فالعربة ستسير الآن في الطريق الصحيح .امنحوا الشعب فرصة للثقة بكم مجددا ، فقد منحكم كل شيء ، الكراسي والامتيازات والاموال ، ومنحتموه المشاكل والتفجيرات والعداوات .. هي فرصة لكي تثبتوا العكس.. ايها السادة ، وان لم تفعلوا سنقول بكل وضوح وشفافية .. ان البلاد ليست بايديكم .!!واللبيب من الاشارة يفهم !
كتابة على الحيطان :رسالة للمجتمعين .. اثبتوا العكس !
نشر في: 4 أكتوبر, 2011: 11:01 م