TOP

جريدة المدى > سياسية > نجاد ينتظر عودة المالكي من روسيا لزيارة بغداد

نجاد ينتظر عودة المالكي من روسيا لزيارة بغداد

نشر في: 8 أكتوبر, 2012: 07:26 م

 بغداد/ وائل نعمة
صرح السفير الإيراني في بغداد حسن دانائي فر بأن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ينتظر عودة رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي من روسيا ليزور العراق، وأضاف فر في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية أمس أن "قائد القوة البحرية لحرس الثورة الإسلامية سيزور بغداد أيضا اليوم الثلاثاء تلبية لدعوة من قائد القوة البحرية العراقية". وبحسب وصف مراقبين فأن الزيارات المتبادلة تؤشر تشكيل تحالف وشيك يجمع العراق وإيران وروسيا للتحضير لدعم نظام الحكم في دمشق، بينما عد سياسي عراقي مستقل الزيارات دلالة واضحة على سقوط نظام الأسد قريباً.
ووصل المالكي إلى موسكو على رأس وفد سياسي واقتصادي في زيارة رسمية تلبية لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب بيان صدر عن مكتب رئيس مجلس الوزراء تلقت "المدى" نسخة منه، قال فيه إن "المالكي وصل، ظهر أمس، إلى العاصمة موسكو في مستهل زيارة رسمية تشمل جمهوريتي روسيا الاتحادية والتشيك". وأضاف البيان أن "نائب وزير الخارجية الروسي مورغولوف والسفير العراقي في موسكو وأعضاء السفارة كانوا في استقبال رئيس الوزراء والوفد المرافق له في مطار فنوكفو".
واعتبر سياسي مستقل أن زيارة رئيس مجلس الوزراء إلى روسيا لا تنطوي حنكة سياسية، فيما وصف زيارة نجاد إلى بغداد بأنها تأتي لترتيب الأوضاع بعد سقوط نظام الاسد.
وقال زعيم حزب الأمة مثال الآلوسي إن "العراق وسوريا وايران يحمي احدهم الآخر، وانضمت روسيا إلى الخط بثقلها الدولي في مجلس الأمن واستخدامها حق النقض (الفيتو) لدعم نظام إيران وسوريا".
ورأى الآلوسي في اتصال هاتفي مع "المدى" أن "روسيا تدعم إيران في مسعاها للحصول على السلاح النووي وفي تمددها الى دول الشرق الأوسط"، مؤكدا ان "الإعلان عن زيارة مرتقبة للرئيس الايراني الى بغداد بعد عودة المالكي من روسيا تدل على ترتيب الاوضاع بعد سقوط نظام الأسد في سوريا".
ويعتقد النائب السابق أن الزيارات المستمرة من الجانب الإيراني الى العراق هي رسائل تبعثها طهران إلى الولايات المتحدة في أنها تتقاسم الشرق الأوسط مع الدول الغربية، مضيفا بالقول إن "إيران تقدم العراق مقابل إيران...  إنها تبيع العراق في سوق العبيد العالمي".
وزار وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي بغداد مؤخرا، وهو أول وزير دفاع إيراني يزور العراق منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. ونقل بيان لمكتب المالكي أن رئيس مجلس الوزراء "يسعى إلى علاقات جيدة مع الدول كافة، لاسيما الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مؤكدا "ضرورة التعاون الثنائي بين البلدين لتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب.
على صعيد آخر وصف الآلوسي المالكي بأنه "قليل الخبرة"، متابعا "المالكي لا يمتلك الحنكة السياسية، وزيارته روسيا في هذا التوقيت مكشوفة للجميع .. انها تسعى لدعم سوريا وإيران"، مبديا استغرابه تجاه سياسة المالكي في ما يخص العلاقات الخارجية، فيما مصالح العراق واضحة كما يقول الآلوسي، ويضيف "اتجاهه الى ايران وروسيا خاطئ وعليه توسيع علاقته مع دول أهمّ، تستطيع ان تضغط على تركيا والكويت والسعودية وباقي الدول"، في اشارة منه الى الولايات المتحدة التي يرتبط معها العراق باتفاقية إستراتيجية طويلة الأمد.
ويؤكد الآلوسي ان "المالكي يقود العراق إلى عزلة دولية باتفاقه مع ايران وروسيا التي تتشابه أنظمة الحكم فيها وتسلط حزب واحد على مقاليد السلطة برغم وجود الانتخابات".
وأعلن السفير الإيراني في العراق حسن دانائي فر، أمس الاثنين، أن الرئيس محمود أحمدي نجاد سيزور بغداد قريباً بعد عودة المالكي من روسيا. وقال دانائي فر في حديث لوكالة مهر الإيرانية الرسمية، إن "موعد زيارة رئيس الجمهورية الإيرانية محمود أحمدي نجاد إلى بغداد لم يتحدد بعد، إلا أنها ستتم قريباً".
وأضاف دانائي فر أن "رئيس الوزراء العراقي توجه إلى روسيا في زيارة تستغرق أسبوعا واحدا"، لافتاً إلى أنه "سيتم تحديد موعد زيارة الرئيس الإيراني بعد عودته".
وأكد دانائي فر أنه "لم يتم إلى الآن تحديد الوفد المرافق لنجاد خلال زيارته إلى بغداد". وأعلن دنائي فر أن "قائد القوة البحرية لحرس الثورة الإسلامية سيزور بغداد اليوم الثلاثاء تلبية لدعوة من قائد القوة البحرية العراقية"، لافتا إلى أن "هذه الزيارة تبحث مجالات التعاون المشترك والتنسيق في شؤون التدريب بين سلاحي البحرية الإيراني والعراقي".
ويرفض أعضاء في دولة القانون بزعامة المالكي الحديث عن محور جديد يضم العراق وسوريا وروسيا. وقال النائب محمد الصيهود عن دولة القانون "إن الوضع الإقليمي يشهد حالة اضطراب والأوضاع في سوريا خطيرة، ولابد للعراق ان يكون طرفا في الحوار لتهدئة الازمة ".
واضاف في اتصال أمس مع "المدى" ان "العراق يحتاج إلى تبادل الحوار مع دول المنطقة"، مؤكدا أن "بغداد موقفها واضح من القضية السورية وترفض دعم أي طرف، بل تؤمن بالحوار".
ورفض الصيهود ربط زيارة رئيس ايران بالاوضاع في سوريا والدعم الروسي لإيران، كما رفض اعتبار زيارة نجاد المرتقبة لترتيب الاوضاع بعد سقوط الأسد ، مؤكدا ان "الزيارة اعتيادية تخص الأوضاع المشتركة بين الطرفين وان العراق يرفض سياسة المحاور والتكتلات". 
وزار الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد العراق مرة واحدة في (2 آذار 2008).
بالمقابل ترى القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي أن ايران تحاول ان توظف كل ما لديها من اجل دعم النظام في سوريا.
ويؤكد عضو القائمة العراقية حيدر الملا لـ"المدى"  أن "حجم الأزمة في سوريا كبير وايران موقفها معلن بمساندة نظام الحكم في دمشق"، موضحا ان زيارة نجاد ستصب في هذا الجانب.
وينتقد مراقبون سعي رئيس الوزراء إلى الاهتمام بالزيارات الخارجية وترك ملفات سياسية مهمة في بغداد. ونصح الملا رئيس الحكومة نوري المالكي بعدم إهمال الملف الداخلي لصالح الاهتمام بالسياسية الخارجية.
من جانب آخر أعلن السفير الإيراني أن بلاده احتجت لدى وزارة الخارجية العراقية على تفتيش الطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سوريا، معتبرا هذا الإجراء "مخالفا" للاتفاقيات بين البلدين، فيما كشف أن قائد القوة البحرية الإيرانية سيزور العراق يوم غد الثلاثاء.
وقال حسن دانائي فر في خبر نقلته وكالة مهر الإيرانية، إن "تفتيش الطائرات الإيرانية في العراق يتعارض مع الاتفاق الدولي بين منظمتي الطيران لدى الدولتين ولا يتناسب مع المستوى الرفيع للعلاقات"، مؤكدا اننا "ابلغنا احتجاجنا إلى وزارة الخارجية العراقية، ونأمل أن لا يتكرر هذا الموضوع".
وأضاف دانائي أن "السلطات العراقية فتشت طائرة إيرانية واحدة حتى الآن"، معربا عن ادانته لهذا العمل.
يذكر أن العراق بدأ مؤخرا بالطلب من الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا بالهبوط في بغداد لتفتيشها بعدما وعد واشنطن بإجراء عمليات تفتيش عشوائية لمنع وصول أسلحة إلى دمشق.
وقالت السلطات العراقية إنها أجرت أولى عمليات تفتيش طائرة ايرانية في بداية الشهر الحالي وسمحت للطائرة بالسفر إلى سوريا بعدما لم تعثر على أسلحة.
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد وعد بعمليات التفتيش استجابة لبواعث قلق واشنطن من قيام إيران بشحن أسلحة إلى حليفها الرئيس السوري بشار الأسد لمساعدته في قمع الانتفاضة المستمرة ضده منذ 18 شهرا.
وقال ناصر بندر رئيس سلطة الطيران المدني العراقية لرويترز إن متخصصين وأفراد أمن عراقيين فتشوا طائرة إيرانية متجهة لدمشق ولم يعثروا على شيء ينتهك حظر نقل الأسلحة إلى سوريا.
وكان العراق قال إنه لن يسمح أبدا باستخدام مجاله الجوي لنقل أسلحة لأي من طرفي الصراع السوري.
ورفض العراق الشهر الماضي السماح لطائرة كورية شمالية متجهة إلى سوريا بالمرور عبر مجاله الجوي للاشتباه في حملها أسلحة.
وعلى الرغم من تحسن العلاقات العراقية الايرانية في المجالات السياسية والاقتصادية عقب سقوط نظام صدام حسين الا ان المشاكل المتوارثة من حرب السنوات الثمانية بين البلدين لا تزال عالقة خصوصا في قضايا الحدود والممرات المائية.
وشهدت العلاقات العراقية الإيرانية خلافات كثيرة ترجع إلى عقود من الزمن، ومعظمها تتركز على عائدية شط العرب الذي يصب في الخليج، وكان شاه إيران محمد رضا بهلوي ألغى عام 1969 اتفاقية الحدود المبرمة بين البلدين عام 1937، وطالب آنذاك بأن يكون خط منتصف النهر (التالوك) الحد الفاصل بين البلدين، وفي عام 1972 وقعت اشتباكات عسكرية متقطعة على الحدود، وبعد وساطات عربية وقع البلدان اتفاقية الجزائر سنة 1975، التي يعتبر بموجبها خط منتصف شط العرب هو الحد الفاصل بين إيران والعراق.
وشهد عام 1979 تدهوراً حاداً في العلاقات بين العراق وإيران إثر انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، وألغى رئيس النظام السابق صدام حسين اتفاقية الجزائر في 17 أيلول 1980، واعتبر كل مياه شط العرب جزءاً من المياه العراقية، وفي 22 تشرين الاول 1980 دخل البلدان حربا استمرت حتى عام 1988، أسفرت عن سقوط مئات الآلاف بين قتيل وجريح من الطرفين.
وخلال التسعينيات استمر العداء بين البلدين في ظل احتضان إيران بعض قوى المعارضة العراقية وأهمها منظمة بدر التي كانت تمثل الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، فيما كان النظام السابق يقدم الدعم والتسهيلات لمنظمة مجاهدين خلق المعارضة للنظام الإيراني المتواجدة في العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

جلسة
سياسية

جلسة "نهائية" غداً الخميس لانتخاب رئيس البرلمان.. واختيار المشهداني ليس حاسماً

بغداد/ تميم الحسن بقي أمام القُوَى السُنية اقل من 48 ساعة لحسم اسم مرشح رئيس البرلمان قبل موعد جَلسة غد الخميس، التي دعا إليها "الإطار التنسيقي"، التي توصف بأنها "جَلسة نهائية".وتبدو، حَسَبَ معلومات وصلت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram