اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بمنحوتات عمرها 2700 سنة..سنحاريب يُغازل الآلهة في دار استراحته خنس

بمنحوتات عمرها 2700 سنة..سنحاريب يُغازل الآلهة في دار استراحته خنس

نشر في: 5 أكتوبر, 2011: 04:34 م

دهوك/ يوسف المحمداويrn من قرية صغيرة إلى محافظة على الرغم من عمقها التاريخي إلا أن دهوك لم تدخلها الحضارة المدنية والتطور الذي يشهده العالم إلا في سبعينيات القرن الماضي،فقد تحولت دهوك عام 1850 من قرية إلى ناحية كما ورد في تقويم الدولة العثمانية الصادر ما بين عامي 1901_1902،والذي يشير أيضا إلى أنها تحولت إلى قضاء في عام 1873،وتتبعها ناحية واحدة هي (مزوري)،نسبة إلى قبيلة مزوري الكردية،
في حين بلغ عدد القرى التابعة لها بحدود 215 قرية،وفي عام 1931 أصبح لقضاء دهوك ثلاث نواحٍ،بحسب كتاب دليل المصايف العراقية الصادر عام 1934،لكن حسب بنود اتفاقية 29 حزيران عام 1966 بين الحكومة العراقية وقادة الثورة الكردية،تم تحويل قضاء دهوك في عام 1969الى محافظة،ليكون العقيد صديق اميدي أول محافظ لها. فيما يؤكد احد علماء الآثار وهو البروفسور فورد أن مدينة دهوك الحالية بنيت على أنقاض المدينة الآشورية القديمة،حيث كانت تعتبر عاصمة(رمبوسي) في عهد الإمبراطورية الآشورية (أديان). هيه أخدودها أخدود لو تفاح برواري دهوك فضلا عن سحر مصايفها وجمال تضاريسها تشتهر بكرومها الذي لا يضاهيه أي كروم في العالم،وتفاحها الذي تشتهر به مدينة برواري...ولكن للأسف بُعد المنطقة عن مركز المحافظة ،ولارتفاع سعر نقل الفاكهة، يذهب الكثير من هذا التفاح الشهي إلى التلف،لكون سعر بيعه لا يساوي أجور النقل حسب قول العديد من المواطنين،نتمنى على المسؤولين في المحافظة أن يجدوا حلا لإنقاذ هذه الثروة من الضياع،من خلال إنشاء معمل لتعليب تلك المادة أو إيجاد مخازن مكيّفة لحفظها، بدلا من ذهابها إلى أكياس القمامة،والقيام بتصديرها إلى محافظات العراق المتخمة بالفواكه الأجنبية،والتي لا تعادل شيئا أمام تفاح دهوك...وأتمنى على كاظم الساهر أن يستبدل "هيه أخدودها أخدود لو تفاح لبناني بتفاح برواري" فهو ألذٌّ وأشهى،وبالطبع اقصد التفاح لا الخدود والله من وراء القصد. التفت إلى صديقي برهان متسائلا وهو يقود عجلته شرق مدينة دهوك..إلى أين؟،فرد علي بابتسامته المعهودة قائلا ..إلى خنس. دائرة معارف آشور في المتحف البريطاني قبل الإبحار في عالم السحر الذي نحته الملك سنحاريب على صخور مدينته أو دار استراحته خنس ،لابد من العودة ولو ببعض سطور إلى حضارة أحفاد آشور لكونهم أصحاب السبق والريادة في إقامة حضارة أذهلت العالم برقيها وإشعاع معارفها التي لا تحصى.يقول المؤرخ الأستاذ” ليونارد دولي “” الآشوريون كانوا جماعات في مدن أعلى دجلة مثل” آشور ونينوى “ ومنذ سنة” 2100 ق. م“ ظهر فيها ملوك محاربون استطاعوا أن يسيطروا على” بابل “ سنة” 1100 ق. م “ بقيادة” تجلا فبليرز “ وظلت لآشور السيادة على بلاد العراق إلى سنة” 612 ق.م “. واسم آشور منسوب إلى الإله الآشوري” آشور “ لذلك أطلقوا على عاصمتهم الأولى ذات الاسم... ومن ملوك هذه الحضارة العراقية الراقية” شيليمنصر الأول “ و” اسرحدون “. وكانت من أهم خصائص الملوك الآشوريين قدرتهم على استيعاب ما يقتبسونه من الشعوب الأجنبية ويترجمونها حسب فكرهم ووعيهم الخاص إلى صورة مبتكرة تفوق الأصلية بالرؤيا والإبداع لما يمتلكونه من ذوق إبداعي، ووعي مفعم بالدقة والانسجام وذلك ما جعل اغلب ملوكهم يولون عناية خاصة بالفنون الجميلة والآداب الراقية وقد تركوا ميراثاً حضارياً زاخراً بالروائع لمن خلفهم ومثال ذلك.. ما أسسه الملك” آشور بانيبال “ بما تسمى دائرة المعارف التي عثر فيها على زهاء عشرين ألف رقيم في أطلال حضارتهم وكلها تبحث في الدين والفنون والآداب ،ومشاريع الري وكل ما يهم شؤون الحياة الأخرى ،وهي محفوظة الآن في المتحف البريطاني، وقد لا أكون مدعياً لو قلت الآن إن دائرة المعارف تلك كانت فيها إشارة لإقامة حتى المهرجانات الثقافية.. وهذا ما يجعلنا أن نسلم ببديهية أن مهرجان نوهدرا الثقافي الذي يقام سنويا في محافظة دهوك امتداد طبيعي لتلك الحضارة الثقافية العراقية الخالدة . منتجع الملك ومشروع إروائي لم يتوصل علماء الآثار إلى معنى كلمة خنس،ولكنها عربيا وردت وحسب رواية أبي عبيد عن الفراء والإموي،يقال خنس بمعنى توارى،وخنس الرجل إذا توارى وغاب،وحين يقال خنست الكواكب يعني بذلك اختفاءها بالنهار،ويعني الخنوس الانقباض والاستخفاء،وكما جاء في قوله تعالى في سورة الناس(من شرِّ الوسواس الخناس)،قال الأزهري إذا ذكر العبد ربَّه خنس الشيطان أي انقبض أو توارى. اتخذها سنحاريب ابن الملك سرجون الثاني منتجعا سياحيا له لاعتدال مناخها،بعيدا عن نينوى عاصمة مملكته آشور،ولكنه لم يتركها كمنتجع سياحي له،بل جعل منها مشروعا إروائياً ورافدا مائيا الى سهول نينوى،وكانت تسمى في عهده خانوسا. تقع خنس على بعد 50 كم شرق مركز محافظة دهوك،وهي قرية صغيرة تابعة لناحية(مرييا) ضمن حدود قضاء عقرة التابع لدهوك،وأنت تدخل لوحة من لوحات التاريخ التي نقشت على صخور الجبل،تلاحظ أن هناك عمليات ترميم تجري في المنطقة،وهذا ما يؤكد بعض التصريحات الإعلامية لمتخصصين في مديرية الآثار،أن هناك خطة مدروسة لترميم وتطوير هذا الأثر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram