علاء المفرجيrnلسنا في وارد التغاضي عن الجهود التي بذلها عدد من الجهات الفنية بعد عام 2003 ، في إقامة مهرجانات وفعاليات سينمائية مختلفة في طبيعتها أو مستوى التنظيم الذي اعتمدته. فقد أسهمت هذه التظاهرات وإن بدرجات متفاوتة في إشاعة وعي وذوق سينمائيين، وحاولت أن تسهم في النهوض بواقع السينما العراقية، الذي يعاني الركود منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن. ما يحسب لمهرجان بغداد السينمائي في دورته الثالثة والمنعقدة الآن ، إنه تميز في أكثر من جانب عن باقي المهرجانات التي أقيمت سابقا ، بما فيها دورتا المهرجان نفسه السابقتان ... فالقائمون على المهرجان حرصوا على أن يستوفي كل عناصر نجاح المهرجان السينمائي، من حيث تقاليد العمل ، والتنظيم الجيد وضمان المشاركة الدولية المهمة.
ولعل الخبرة التي اكتسبها رئيس المهرجان الصديق الناقد طاهر علوان من عمله ومشاركته الفاعلة في مهرجانات سينمائية دولية مهمة، كان له أثر واضح في أن يقدم المهرجان بمثل هذا التنظيم الرائع والمشاركة النوعية المهمة، فضلا عن صيغ التعاون والتبادل المثمر التي عقدها المهرجان مع مهرجانات سينمائية عالمية وعربية معروفة، وهو أمر لا يخطئ رواد المهرجان في تلمسه. لقد حرص المهرجان على أن يعتمد منهاج المهرجان على نوع الأفلام واتجاهاتها المختلفة لبسط فرشةٍ سينمائية واسعة، مثلما حرص على أن يعرض وللمرة الأولى أفلاماً على مقاس 35 ملم باعتماد المعايير العالمية في عرض هذه الأفلام وهي تفاصيل سعى القائمون على المهرجان في العمل بها. كما أن المهرجان وفّر فرصة رائعة لصانعي الأفلام العراقيين للمشاركة في المهرجان من خلال مسابقة خاصة بهم أخذت عنوان مسابقة آفاق جديدة وهي مبادرة تحسب للمهرجان. إن نظرة سريعة على حجم المشاركة الدولية ونوعيتها، ومنهاج المهرجان الحافل بالأفلام ذات القيمة الفنية والفكرية الجيدة والتي نال البعض منها جوائز مهمة في مهرجانات ومحافل سينمائية سابقة، إضافة إلى عرض أفلام لمخرجين معروفين يؤكد حجم الجهد المذهل لإنجاح مثل هذه التظاهرة. وفضلا عن أهمية هذا المهرجان في إغناء المشهد السينمائي العراقي بحراك يسهم بلا شك في إعادة الروح لصناعة الفيلم العراقي، فانه من جهة أخرى يعيد الحياة إلى مدينة أنهكتها النزاعات والحروب بكرنفالات تعيد إليها شخصيتها وألقها المعهود. وكان لا بد لنا من أن نتوقف عند هذا الحدث الثقافي المهم بالإشارة إلى ما يجب أن تقدمه المؤسسات الثقافية من دعم لإنجاحه، على الأقل ما يتعلق بالجانب الدعائي والإعلاني والذي لاحظنا قصورا واضحا في هذا المجال الذي لا شك له دور مهم في التعريف بأهمية هذا المهرجان. وهو ما يكسب المهرجان حضوراً جماهيرياً مهماً.
كلاكيت :مـهـرجـــان بـغــداد السيـنـمـائـي
نشر في: 5 أكتوبر, 2011: 08:29 م