بغداد / قيصر البغدادي بتطور الشعوب وتطور العالم في ميدان العلوم والتكنولوجيا ولاسيما استخدام الانترنت الذي أصبح عالما واســعا بمدوناته وصفحاته التي تنوعت مابين الجاد والبحث عن المعلومة وبين قضاء الوقت من دون هدف أو حتى أية إفادة.عن هذا الميدان تسلحنا بأسئلة توجهنا بها إلى كل المهتمين بهذا الشأن.
الشباب يقضون أوقاتٍ كثيرة على النت، وأصبح من لوازم حياتهم واهتماماتهم اليومية ولاسيما في عمر المراهقة فهم يقضون جل أوقاتهم في الحديث عبر "التشات" سواء في مقاهي الانترنت أم من خلال الهواتف النقالة. هذا العالم الواسع حاولنا الدخول إليه من خلال أسئلة وتساؤلات توجهنا بها إلى عدد من الشباب من مختلف الشرائح والأعمار وكذلك شملت الجولة الآباء والأمهات لاستطلاع انطباعاتهم عن انشغال أولادهم بالانترنت دون الدراسة ومطالعة الدروس.كانت البداية مع "توفيق العبيدي"طالب جامعي. عن دورة حياته اليومية يحدثنا قائلا: النت بالنسبة لي مثل الهواء والماء لا أعيش بدونه فانا اقضي ليلي بالتحدث إلى أصدقائي وأتبادل معهم الأخبار في مختلف المواضيع. وعن إجابة سؤالنا له، هل أنت مدمن انترنت؟ تفاجأ وقال: أعوذ بالله من الإدمان ولكني لا اعرف كيف اقضي وقتي من دون "تشات".ومن شريحة أخرى التقينا" شهد الجبوري"طالبة جامعية تدرس الصيدلة فقالت إن "التشات" والانترنت عموما له مساوئ ومحاسن إذ يكون الاستخدام حسب الثقافة والبيئة التي ينتمي إليها المستخدم. وعلّقت "زينب البصراوي" طالبة 22 عاما ، بالقول إنها تقضي حوالي 10 ساعات في اليوم الواحد، وفي سؤالنا ما هي أهم المواضيع التي تبحثين عنها في الانترنيت، قالت ابحث دائما عن بحوث الدراسة وتطورات التكنولوجيا . وذكرت أن الانترنت مفيد لبعض الناس وكذلك مضر لناس آخرين.وذكرت " نور – جامعة بغداد " أنها تفتح الانترنت من خلال الجوال فقط على أماكن الدردشة، وتقول إن الانترنت جميل جداً ولا احد ينكر ذلك وانه يسليك، ولكن يأخذ وقتي كثيرا ولا اعرف كم من الوقت اصرفه على الانترنت، ولكن اعلم أنني مدمنة انترنت ولا أنكر ذلك. فيها هاجم "محمد نجار-جامعة بغداد " الانترنت بقوله انه مضيعة وقت، فعلى الإنسان أن يدرك قيمة الوقت الذي يقضيه على الانترنت والتصفح في المواقع، فالأفضل له أن يقرأ كتابا أو يمارس نوعا من أنواع الرياضة. فيما خالفته في الرأي "ملاك القيسي-جامعة التكنولوجيا" قائلة إن الانترنت عالم واسع، وقد سهل علينا كثيرا من البحوث فأصبحنا بكبسة زر واحدة نأخذ المعلومات التي نحتاج اليها .من جهتها، أعلنت "سارة مؤيد" طالبة جامعية شفاءها من إدمان الانترنت بقولها أنا كنت مدمنة انترنت لكن عالجت نفسي منه من الخلال الاهتمام بدراستي، لان دراستي في الهندسة تأخذ كل وقتي وهذا الأمر الذي جعلني اترك الانترنت بشكل نهائي، وأصبحت الآن افتح كل أسبوع مرة أو مرتين.ولكي يشمل التحقيق شرائح أخرى تضررت أو انتفعت من الانترنت شملنا الآباء والأمهات من خلال اهتمامهم بنشاطات أولادهم في الحياة وتأثير الانترنت عليها.فقد قالت "أم موفق" , انه عندما يفتح ابنها الانترنت لا يتركه ابداً وحتى عندما تتكلم معه لا يرد عليها وان النت دمر حياة ابنها ومستقبله وأصبح يهذي بينه وبين نفسه أو يقوم بحركات هي لا تفهم معنى لها.أما "أبو أسامة" فيقول عن تقنية الانترنت إنها نقمة وليست نعمة لان ابنه يسهر إلى الساعة الرابعة صباحاً على التشات و الاميل ولا يجد حين يتجاذب معه أطراف الحديث أي تقدم في شخصيته.وخالفهما الرأي "أبو انس" بقوله أن الانترنت عالم واسع فقد يتيح للطالب أن يتلقى بحوثه بأسهل طريقة وان يلاقي المعلومات التي يحتاجها بأسهل طريقة وهو واسع المساحات التي يتجول فيها طالب البحث والمعرفة وان التسالي والألعاب هي للترويح على أن لا تأخذ من المستخدم الوقت كله.كما قالت "أم محمد" الانترنت نعمة ونقمة وكل شخص يستعمله حسب ثقافته وتضيف أن لديها شاباً يسهر حتى الصباح ولا تعرف ماذا يتعلم وماذا يدردش، في حين أن له أخا يستخدم الانترنت أفضل استخدام، فبحوثه وتواصله الدراسي كلها يقضيها على الانترنت..خلاصة ما تقدم من عينات منتخبة على تماس بالانترنت أو ممن يقضي وقته في الانترنت يمكننا القول إن للانترنت سلبيات وايجابيات، وعلى الشباب أن يدركوا قيمة الوقت وان يكون لديهم الإحساس بقيمته بان يتعلموا كيفية العمل الصحيح على الانترنت وكيفية الإفادة من التقدم التكنولوجي في بناء الشخصية وتنمية الموارد البشرية للإسهام ببناء مجتمع مدرك لأهميته وواجبه في الحياة ،فعلى الجميع تخصيص وقت للانترنت بما يفيد لان الإدمان على الانترنت في الأشياء الفارغة كمن يدمن على المخدرات والتوصيف بالإدمان لا يكون إلا على شيء سيئ فلا يمكن في اللغة أن نقول انه مدمن على الصلاة أو عمل الخير، فهذه أفعال واجب الالتزام بها، أما الإدمان فانه يقترن بالأشياء السيئة مثل الخمور والمخدرات، وما الى ذلك فحذار من
شبابٌ يقضون معظم أوقاتهم في العالم الافتراضي
نشر في: 8 أكتوبر, 2011: 06:51 م