بغداد / أكرم عزيز عاش الطالب الجامعي العراقي اضطرابات أمنية وضغوطاً مختلفة أثرت في الجانب النفسي وتركت بصمتها علي حياته، حيث أن القلق وما يفرزه من آثار سلبية يؤدي إلى شعور بعدم الراحة والاستقرار والإحساس بالتوتر والخوف الدائم . وأن الظواهر والمشكلات السلوكية التي يعانيها منها طلبة الجامعة كثيرة ومتنوعة تختلف باختلاف الأفراد واختلاف ظروفهم النفسية والاجتماعية والاقتصادية،
إلا انه على الرغم من هذا التعدد والتنوع والاختلاف هناك عوامل وأسباب عامة إذا وجدت كلها أو بعضها من شانها أن تؤدي إلى انحراف في السلوك وظهوره على هيئة مشكلات وظواهر سلوكية سلبية ومنها سوء الوسط الاجتماعي الذي يعيشه الطالب.يقول الطالب عدي حاتم في كلية العلوم "جامعة بغداد "إن الطالب الجامعي هو من الشرائح المهمة في المجتمع فهو الثروة الوطنية والجيل الذي يتحمل المسؤولية وأعباءها المختلفة ومواجهتها للتحديات في معظم مرافق الحياة وميادينها وبخاصة أنهم يعودون إلى سوق العمل والإنتاج، فالجامعة ومؤهلاتها تعد حاجة أساسية نتيجة الأعداد المتزايدة من المهن والوظائف وهي من المعايير الضرورية لقيادة جميع نواحي الحياة تقريباً. في حين تحدث محمود سلام ( تدريسي في الجامعة المستنصرية )"قد يكون القلق قوة الفرد أو مدمراً له و يعتمد ذلك درجة شعور الفرد وما يتوقعه من الخطر ومدى حجم التهديد، فالقلق الطبيعي رد فعل يتناسب مع كمية التهديد وكيفية دفع الفرد لمواجهة هذا التهديد بنجاح وان هذا النوع من القلق ضروري لنمو الفرد ولكن إذا ازداد هذا القلق عن حدوده الطبيعية فمن الممكن أن يكون اضطرابا نفسيا، فالفرد يسلك سلوكيات طريقة مميزة في ضوء المستقبل أكثر مما كانت في الماضي، ولا شك أن توقع الفرد أحداث مستقبلية قد تحدث له وما تنطوي عليه من تهديد وتهيئة لتلك الأحداث، من شانها أن تثير في نفسه ما يسمى بالقلق من المستقبل.أما محاسن عبد القادر ( تدريسية في الجامعة المستنصرية) فأردفت عن هذا الموضوع قائلةً"من اجل أن تؤدي الجامعة الدور المحدد لها في بناء شخصيات طلبتها وأعدادهم وتأهيلهم لتحمل المسؤولية وتنمية قدراتهم على التعاون مع الآخرين وفق المعايير الأخلاقية والقيم والممارسات الايجابية وجب عليها أن تهيئ الأجواء المناسبة والبرامج المناسبة والفعاليات التي تساعد الطلبة على النمو المتوازن في النواحي النفسية والعقلية والوجدانية والاجتماعية و التربية الصحيحة التي تروم لها معظم المراحل الدراسية ومنها، مرحلة التعليم الجامعي إذ يجب أن تؤدي إلى تهذيب شخصية الطلبة من السلبيات وتطويرها وجعلها قادرة على التوافق النفسي وتحمل المسؤولية والعمل بروح التعاون والتضامن والقدرة على اتخاذ القرارات والميل للمثابرة والشعور بالتفاؤل ويعد الشباب من أهم شرائح المجتمع وذلك لكونهم قادة المستقبل وعليهم تبنى الأمة أملها ومستقبلها وهو ورثة الغد ورجاله وإليهم تؤول مسؤولية حمل أمانة العمل الوطني والقومي وعلى قدر ما ينجح المجتمع في إعداد هذه الشريحة على قدر ما ينجح غده "أما الطالب عدي نصيف جاسم فأضاف "أن الطالب العراقي عانى الكثير ومازال يعاني ويبدو أن معاناته مستمرة وليس هناك أمل بان تتوقف أو على الأقل أن تقل، لذا فأن وجود الهواجس المستقبلية شيء طبيعي ولا يدعو الى المفاجئة قياسا بالظروف التي مر بها الطالب ومازال يمر بها.وأردف قائلاً "على الجميع أن يتكاتفوا من اجل أن يعيدوا للطالب الجامعي ثقته بنفسه وجعله يتجاوز هذه التخوفات والخشية من المستقبل، واقصد بالجميع ابتداءً من الأسرة مرورا بالجامعة والحكومة، وان يحسسوا الطالب الجامعي بأن مكانه في الحياة موجود من خلال توفير العمل الملائم له بما يتناسب وتحصيله الجامعي"أما الطالبة سارة فالح فعبرت عن رأيها بهذا الموضوع قائلة "أنا كواحدة من الطلبة أرى أن الظروف المحيطة بالطالب الجامعي العراقي أكثر صعوبة من أي بلد آخر في العالم، ومن البديهي أن تنعكس هذه الظروف بشكل سلبي على السلوك النفسي للطالب والتي تؤثر على مستواه العلمي، وبالتالي فان البلد هو من سيتضرر في نهاية المطاف لان ذلك يعتبر استنزافا لقدرات البلد وطاقاته العلمية والفكرية "أما مروة علاء ( طالبة في الجامعة المستنصرية) فأشارت إلى أن الطالب العراقي وعلى مدى عقود من الزمن قد أرهقته الحالة النفسية والتي كانت نتيجة للحروب والحصار والأزمات التي كانت تحيط بالعراق جراء سياسات النظام المقبور "وأضافت "أن على الجميع أن يعمل من اجل أن يهيئ الظرف المناسب للطالب للوصول إلى مبتغى واحد وهو الحصول على طالب مثقف واعٍ ليس لديه هاجس وتخوف من المستقبل وتكون ثقته بنفسه على مستوى عال "وأعربت عن أملها بان تكون هي بعيدة عن هذه الحالة والتي وكما ترى بأنها أصبحت حالة مستشرية في أوساط الطلبة الجامعيين. أما الطالب عباس علي ( طالب في الجامعة التكنولوجية)فبيّن "أن الهواجس التي تعتري الطالب العراقي والشاب بصورة عامة هي هواجس طبيعية، نظرا للوضع في العراق، إذ أن المرحلة الحالية هي مرحلة مرتبكة بكل المقاييس الأمنية والسياسية والاجتماعية وبالتالي فأن هذه الأمور تؤثر على الحالة النفسية والذهنية للطالب وأنها وكنتيجة طبيعية ترتد على الطالب ونفسيته وتفقده الث
طلابُ العراقِ لا يشبهون غيرَهم
نشر في: 8 أكتوبر, 2011: 06:53 م