د. مهدي صالح دوّاي من المتوقع هذا العام أن يلد الطفل الذي سيبلغ بمولده عدد سكان الأرض سبعة مليارات نسمة، وفي ذلك أكثر من وقفة بمضامين ( اقتصادية – اجتماعية )على النطاقين الدولي والمحلي، إذ مازالت هواجس المالثوسية تطاردنا ( مالثوس عالم اقتصادي بريطاني طرح في منتصف القرن الثامن عشر نظريته التشاؤمية حول السكان فدعا الى الحد من الزيادة السكانية الضاغطة على الموارد المحدودة في الأرض )، وبحسب منظمة ( الفاو) المعنية بالغذاء العالمي فان العالم بحاجة الى زيادة إنتاج الغذاء بمقدار 70% لتلبية احتياجات 2.3 مليار شخص إضافي بحلول عام 2050.
لقد ساهمت الطفرات الطبية في رفع معدلات العمر المتوقع عند الولادة من 30 عاما" الى 67 عاما فيما بين عامي 1800 و 2005 وتبع ذلك زيادة في عدد قاطني الأرض من مليار نسمة عام 1810 الى 7 مليارات نسمة عام 2010، ولكن بسبب سوء توزيع الثروات من جهة، وتركز الزيادات السكانية في العالم المتخلف والنامي من جهة أخرى، فان جائعي الأرض تجاوزوا (5% ) من سكانها، مما مثّل احد التحديات الحقيقية لعالم الألفية الثالثة. وعلى الرغم من الحلول التكنولوجية لازمة الغذاء – والتي أغفلها مالثوس فيما سبق – فان هنالك مشاكل من نوع آخر قد أضرت بالبيئة والمناخ، هي الأخرى بحاجة الى المزيد من الوقفات والحلول الآنية والبعيدة الأمد، إذ باتت الأزمات الدولية لا تعترف بحدود الجغرافية بسبب شدة التداخل فيما بين اقتصادات العالم.والعراق كجزء من المنظومة السكانية الدولية فانه مازال خارج الرؤية السوداوية لمالثوس، وفقا" للتناسب الايجابي فيما بين حجم سكانه وموارده، ولكنه بنفس الوقت مازالت فعالياته السكانية تميل نحو العشوائية والجزافية بعد التأجيلات المتكررة للتعداد السكاني العام، وتبعا" لذلك فان الصورة السكانية مازالت ضبابية أمام القيادات التخطيطية والتشريعية والتنفيذية للتعاطي الفاعل مع المسألة السكانية، لاسيما وان العراق يمتاز سكانيا" بأنه ضمن مساحة الهبة الديموغرافية ( الهبة ؛ أن تقل نسبة السكان دون 15 عاما" عن 30% من إجمالي السكان و ألا تزيد نسبة المسنين بعمر 65 فأكثر على 15% من إجمالي السكان ) ونرى بهذا الخصوص أن يكون 11 تموز من كل عام يوما" عراقيا" حقيقيا" للسكان بالتزامن مع اليوم العالمي للسكان لإقامة العديد من الأنشطة الداعمة،بهدف الإحاطة التامة بالمورد البشري، لاسيما وان العالم المعاصر بات يراهن عليه أكثر من الثروات المادية والطبيعية ذات المردودات الوقتية، إضافة للمزايا الحضارية لهذه الظاهرة والتي تتعلق بالجوانب النوعية والعمرية، والتي من الممكن توجيهها تنمويا"بعدما تزاحمت الأدبيات العالمية بمضامين التنمية المستدامة، التي تراعي متطلبات السكان الحالية والمستقبلية، وليكن حضورنا فاعلا" ضمن المليارات السبعة.
فضاءات: مليارات السكان السبعة
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 8 أكتوبر, 2011: 07:09 م