 بغداد/ سها الشيخلي  تصوير/ أدهم يوسف أمام مدرسة السعدون الابتدائية المختلطة والتي تتقاسم الدوام مع متوسطة النهرين للبنين الواقعة في منطقة السعدون وقفت السيدة سهيلة وهي  أم لتلميذين،واحد في الصف الأول، و الآخر في الثالث الابتدائي، بانتظار انتهاء دوام ابنيها وقد شكت  من  ازدواجية دوام مدرستين غير متماثلتين، فالأولى تضم طلبة صغاراً والأخرى مراهقين كباراً ،
ما يعني بروز مشاكل عديدة منها، مشاكسة الكبار الصغار والتي تصل أحيانا إلى الضرب والاستحواذ على بعض الدفاتر والقرطاسية ، كما تشير سهيلة إلى أن الازدواج يعني أن تتناوب المدرستان في الدوام، كل واحدة ثلاثة أيام ، وهذا يعني  دوام الصغار لمدة ثلاثة أيام مساءً، فضلا عن أن الدوام بحد ذاته يشكل عقبة أمام الصغار، خاصة في موسم الشتاء والبرد والأمطار ، والعودة إلى البيت  ليلاً يتعب التلاميذ ويقلق الآباء. مدرسة السعدون الابتدائية المختلطة أولى جولاتنا كانت في منطقة السعدون ،حيث دخلنا مدرسة قديمة احتلت واجهتها أسماء المدارس التي تشغلها. كانت الجدران قد علتها الرطوبة وتحوّل لونها إلى البني،  ورائحة المجاري كانت تفوح من المبنى كله!. تحدث إلينا مدير مدرسة السعدون الابتدائية المختلطة ماجد عبد الأمير الربيعي  الذي  شكا من  ازدواجية دوام مدرسته التي يعود تاريخ إنشائها إلى عام  1937 ،مع مدرسة أخرى هي متوسطة النهرين للبنين قائلاً: نعاني الازدواج مع مدرسة متوسطة ما يعني عدم التوافق بين المرحلتين،كما أن الدوام المسائي لكل ثلاثة أيام يعانيه كل الطلبة، وخاصة الأطفال منهم  والكادر التدريسي ، ويشير الربيعي إلى أن المدرسة قديمة وجدرانها رطبة  ولم تجر لها عمليات صيانة وترميم سوى مرة واحدة في عام 2004، من قبل منظمات إنسانية التي  تبرعت بالترميم والسبب أن هذه المدرسة مؤجرة وغير تابعة إلى وزارة التربية، لذا فان عمليات الصيانة والترميم يقوم بها صاحب المبنى الذي يرفض بالطبع إجراء أي ترميم ، ومعظم المدارس المؤجرة غير مشمولة بالترميم من قبل الوزارة،  وقد طالبنا المجلس البلدي بأن يفاتح المنظمات الإنسانية لكي تساهم في عمليات الترميم والبناء وما زلنا بالانتظار. معلّمة الصف الأولندخل إلى الصف الأول ونرى التلميذ يوسف يكفكف دموعه، وقالت عنه معلمته الست منى يلدا انه  يبكي ويريد الذهاب إلى البيت كونه قد التحق البارحة بالمدرسة، وهناك أطفال آخرون غيره ما زالوا يكبتون مشاعر الخوف والرهبة من اليوم الأول للدراسة ،وهو كما تقول المعلمة يلدا أمر طبيعي قد مررنا به كلنا ... وعن المصاعب التي تلاقيها معلمة الصف الأول، أشارت يلدا إلى أن اغلب الصغار هنا من القومية الكلدانية ولا يجيد بعضهم اللغة العربية، وتجد صعوبة في درس اللغة العربية ، ومن حسن حظ الطلبة الكلدانيين أن معلمتهم أيضا من القومية الكلدانية وتستطيع التواصل معهم إلا أنها كانت فرحة بطلابها، وتقول عنهم إنهم مؤدبون   ، وعند تواجدنا في الصف شاهدنا توزيع الكتب على الطلبة الذي كان يجري بصورة منتظمة ، وعن مناهج الدراسة للصف الأول الابتدائي وهل لديها ملاحظات عليها، أشارت الست يلدا إلى أن "المناهج جيّدة والصغار حبابين وحلوين" .. ثم انتقلنا إلى معلمة أخرى هي الست زهرة محمد معلمة مادة العربي والرياضيات للصف الثالث الابتدائي التي قالت: إن المناهج جيدة وان مستوى الطلبة جيد جدا ،وطالبت بتوفير وسائل إيضاح لتسهيل إيصال الدرس إلى الطلبة، وأشارت إلى أن بعض الصفوف في المدرسة تشهد ازدحاما حيث يتواجد فيها أكثر من 50 تلميذا ،ما يشكل عبئا على كل من الطالب والمعلم  . ازدحامُ الصفوفِ ثم التقينا الست زينة  عبد الحسن معلّمة دروس الاجتماعيات للصف الخامس والسادس التي أشارت إلى أن التفاوت في مستوى الطلبة أمر طبيعي، فهناك الشاطر والمتوسط وعن منهاج الاجتماعيات أكدت الست زينة انه سهل ويشمل تاريخ وجغرافية كل من العراق والوطن العربي والقارات ، النفط ، طرق التجارة ، الزراعة، وتجد أن الكتب جامعة وشاملة لكل المعلومات الواجب إيصالها للطلبة في هذه المرحلة ، وان الكتب المنهجية قد تم توزيعها على كل الطلبة ، وعن عدد الطلبة أشارت زينة إلى أن صف الخامس يضم 54 طالبا، وان الصف النموذجي يجب أن يضم فقط 25 طالبا، لكي يستطيع المعلم إيصال المادة بشكل سلس وواضح، وعن اقتراح شطر الصف إلى شعبتين تضم كل شعبة 27 طالبا، قالت زينة : العقبة في تنفيذ ذلك تكمن في عدم توفر الكادر التدريسي الكافي في المدرسة، وقد طالبنا الوزارة بذلك لكن دون جدوى، علما أن هناك بعض المعلّمات قد أخذن إجازات أمومة وبعضهن قد نقلن، ما يعني نقصاً في الكادر التعليمي ، وعن نسبة النجاح في مواد الاجتماعيات في امتحان  البكلوريا لهذا العام أشارت زينة  بفرح إلى أن النسبة كانت 100% .. وقدمت الشكر لتلاميذها  بإحراز هذه النسبة من النجاح . مع معلمة الانكليزيبعد أن التقينا بمعلمة مادة اللغة الانكليزية الست سلمى عبد الرزاق الآلوسي وسألناها عن سبب ضعف التلاميذ في مادة اللغة الانكليزية قالت:السبب باعتقادي  هو ازدحام الصفوف وكثرة تو