إياد الصالحي لم تكن الصحافة الرياضية بحسب شهادات رموزها الاموات والاحياء طرفاً في عملية مراقبة أو تقصّي أو تحرّ أو جباية أموال الاتحادات الرياضية التي كثرت في الآونة الاخيرة هجمات الزملاء لمناسبة او من دونها للنيل من هذا الاتحاد أو ذاك باستثناء قلة من ذوي الخبرة والدراية في النقد الموضوعي دأبوا على كشف العلل من دون التشهير الشخصي ، فالرقابة والتدقيق من واجبات جهات مسؤولة عن الإقرار بسلامة الإنفاق أو وجود خروقات فيه يتوجب عرض اصحابها على القضاء العراقي لنيل الجزاء المستحق .
إن محاولة استغلال الملف المالي لاتحاد الكرة تحديداً باعتباره الاتحاد الأشهر بين اشقائه نتائجاً وإعلاماً لضرب أشخاص بعينهم وفضحهم عبر القنوات الفضائية والصحفية في الوقت الراهن تحديداً لم تعد خافية على الجميع ، وكنت أمني النفس ألاّ ينجر بعض الزملاء لهذه الحملة السمجة التي تدل على قصر نظر مَن يتبنى الحملة لاسيما ان هناك اتحادات أخرى بعيدة عن رقابة الإعلام المحايد بسبب العلاقات المستحكمة التي شلّت قدرات بعض الزملاء وأخرست كلمة الحق في أفواههم من ان يدينوا على الأقل النتائج المخيبة لهذه الاتحادات طوال الأشهر الماضية من هذا العام بالرغم من التخصيصات الكبيرة التي مُنحت لها والتي ذهبت مع رياح الطائرات التي كانت تحط برؤسائها وأعضائها كل شهر في دولة عربية أو آسيوية أو أوروبية بعلم المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية الوطنية !أتوّسم خيراً بالأمين المالي للجنة الاولمبية سمير الموسوي أن يتعامل مع جميع ملفات الاتحادات المنضوية تحت خيمة الاولمبية بعدالة وشفافية وخاصة في التصريحات الصحفية ، لاننا نقرأ ونسمع عن بعضها بصورة مقتضبة تؤكد مثلاً خواء ميزانية اتحاد الكرة مع نهاية شهر ايلول الماضي من دون أن يوّضح في تتمة تصريحه ما حقيقة السبع مليارات دينار المخصصة لميزانية الاتحاد وأبواب صرفها المحددة له ، وأين ذهبت تلك الأموال ؟ فمن حق الأمين المالي لاتحاد الكرة والاعلاميين والجمهور ان يعرفوا (لغرض الاطلاع) جهات انفاق تلك المليارات هل ذهبت الى اعمار بيوت ناجح حمود وعبد الخالق مسعود وكامل زغير مثلاً ، هل تم شراء أسهم لزيادة دخل أعضاء الاتحاد الجدد ، وهل سلمت الأموال الى جهات عربية لاقامة معسكرات وهمية أم ربما تبرع أحد شيوخ الخليج بنفقات اقامة وطعام وتنقل منتخباتنا الوطنية وحَرّر الاتحاد صكاً بمجمل ما أغدقه الشيخ وتم سحبه من اللجنة الاولمبية ؟!اذا كان الأمرهكذا فنحن أول المنادين بحلّ الاتحاد ومساءلته وتقديم المفسدين للقضاء بأسرع وقت وتشكيل هيئة مؤقتة الى حين اجراء انتخابات نظيفة تمنح مقاعد الادارة لشخصيات مؤهلة ونزيهة ، أما اذا كان المبلغ قد أنفق بصورة مطابقة للصلاحيات حسب متطلبات أعمال الاتحاد فحريّ بالاولمبية أن تعلن موقفها الواضح ، بل والمؤيد لمطالبه التي رفعها الى رئيس الوزراء نوري المالكي لتخصيص منحة طارئة تساعده على الايفاء بالتزاماته الى نهاية العام الحالي .لا نريد أن نساير الأقوال الخارجة عن الاصول والدلائل والشهادات بضلوع رئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي – على ذمة الرواة – بمسلسل تآمري أعدت حلقاته وفق جدول زمني تهدف الى زيادة الضغوط على الاتحاد وإشعار رئيسه وأعضائه بالعجز عن ادارة اللعبة التي تعاني اصلا شكوى المعارضين في (كاس) وتهمة تزوير احد لاعبي الاولمبي عمره الافتراضي ، واعتراض الهابطين الى الممتاز. حمودي نفسه نفى وجود تأثيرات شخصية من قبله على معارضي الاتحاد ولم يكن سابقاً وحالياً إلا إبناً باراً للعبة ولجميع الألعاب التي يهمه سلامتها المالية والفنية والادارية ، وبالتالي نأمل أن يجد فعلا ميزانية مستقلة لاتحاد الكرة تخلصه من تلك الضغوط ، ومن المؤكد لن تكون حساباتها بعيدة عن الرقابة والنزاهة لكنها ستكون قريبة من حراك ضمير حمودي نفسه في متابعة نواقص واحتياجات منتخباتنا الوطنية وما يحتاجه دوري النخبة الجديد ، وبذلك نكون قد أسهمنا في تعزيز الثقة ونبذ الشكوك وزيادة مآثر التعاون بين الرياضيين .
مصارحة حرة :صحفيون أم جباة؟
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 8 أكتوبر, 2011: 07:42 م