بغداد/ المدى يبدو أن الانسحاب الأميركي المتوقع نهاية العام الحالي سيضع الحكومة العراقية أمام عدد من التحديات لاسيما تلك التي تتعلق بحماية الأجواء العراقية، فبعد المخاوف التي نقلها لـ"المدى" قائد القوات الجوية الفريق أول أنور احمد في عدم مقدرة العراق على حماية أجوائه، أكدت مصادر في الملاحة الجوية العراقية أن سماء البلاد ستكون عارية من أية تغطية رادارية وبإمكان أي طائرة أن تصل إلى حدود العاصمة بغداد دون أن يكتشفها احد لاسيما بعد انسحاب القوات الأميركية
أواخر الشهر المقبل وسحب الرادار العامل حاليا في قاعدة الأسد بالرمادي. وأشارت المصادر إلى أن الشبكة الرادارية الحالية التي تغطي المنطقة الغربية والشمالية من بغداد تتكون من 3 رادارات أميركية موزعة على مطار بغداد، وقاعدة الأسد بالرمادي وقاعدة بلد شمال بغداد، وان سحب هذه الرادارات من الخدمة مع الانسحاب الأميركي يعني بقاء المنطقة المهمة استراتيجيا خارج أي تغطية رادارية.مصادر الملاحة الجوية العراقية أوضحت أن بقاء سماء البلاد دون أي غطاء راداري سيجعل الطيران وتحديدا في المنطقة الغربية من البلاد مصحوبا بمخاطر أمنية أولا، ومخاطر تتعلق بالسلامة الجوية ثانيا، وأن أي طائرة تدخل المنطقة الغربية في البلاد لن يكون بإمكانها إرسال أي إشارة استغاثة فضلا عن مخاطر الاصطدام مع طائرة أخرى، حيث لا دليل جويا يمكنه إرشاد الطائرات إلى مستويات الارتفاع والمسارات الصحيحة.المصادر ذاتها اشارت الى انه حتى لو وافق العراق الآن وعلى وجه السرعة على شراء رادارات بديلة عن تلك التي سيسحبها الاميركيون معهم، فانه يحتاج عامين للتجهيز والتدريب اي ان العراق سيظل لنحو عامين دون غطاء راداري.وعزت المصادر غياب بديل للرادارات الاميركية الى افتقاد الحكومة العراقية رؤية مستقبلية لادارة شؤون البلاد في كثير من القضايا الاستراتيجية المهمة ومنها حاجة البلاد الى غطاء راداري للقضايا العسكرية والمدنية ايضا، مشيرة الى ان الرادارات الحالية العاملة وهي رادار واحد في كل من بغداد والبصرة وكركوك مرتبطة بنظام "في سات" عبر الاقمار الصناعية فيما يحفل هذا النظام بمخاطر ابرزها غياب النظام البديل اذا ما تعطل النظام العامل.
مصادر ملاحية: أجواؤنا بلا رادارات وبإمكان أي طائرة التحليق دون كشفها
نشر في: 8 أكتوبر, 2011: 10:28 م