اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > حذارِ.. كارثة تهدّد بغداد..العاصمة قد تغرق في مياه المجاري!

حذارِ.. كارثة تهدّد بغداد..العاصمة قد تغرق في مياه المجاري!

نشر في: 9 أكتوبر, 2011: 08:02 م

 بغداد / وائل نعمة من يصدق بعد مرور أشهر على آخر مرة أنزلت فيه السماء مطراً على بغداد، وغرقت كل أحيائها، ما تزال البرك شاهد عيان في بعض المناطق على "فاجعة طفح المجاري"، التي حدثت بسبب انسداد أنابيب الصرف الصحي ،حيث صارت بحيرة كريهة يمكن أن ينظر إليها  كأنها بقعة سوداء كبيرة على برنامج Google Earth"".
مسطحات مائية ، بحيرات طبيعية ، مسابح خاصة ، يسأل الطفل والده أثناء مرورهم في منطقة العبيدي " ماذا تسمى هذه البحيرة ؟"، بركة في وسط حي سكني ، ترتفع على جوانبها منازل فاخرة بنيت حديثاً ، وتخفي خلفها بيوتاً سقطت سقوفها وعوضت بـ"الجينكو"، إن كنت غنياً أو فقيراً فإنك تشترك في الروائح المنبعثة من المجاري، يضيف سعد 50 عاما ،احد ساكني العبيدي " لا أعلم السر وراء استمرار نضوح الأرض بالماء ، ولكني لا أطيق الحشرات التي تتجمع حولها ". المنطقة مدت لها المجاري ، ليس بالكامل، ولكن النتيجة ظهرت على السطح . يشير سعد إلى احد المنازل الخربة التي تقع أمام منزله " تطفو فيه مياه المجاري في الصيف والشتاء ".في الشتاء الأخير تفاجأ أهالي بغداد في الشتاء الأخير حين خرجوا في الصباح ذاهبين إلى مدارسهم وأعمالهم، بان أبواب المنازل وقد سدت ،ليس بفعل فاعل،وإنما لتجمع الأمطار ،وابتكر حينها بعض الأشخاص طريقة جديدة لإخراج الناس ،وذلك بوضع مجموعة كراسٍ بالقرب من أسيجة المنازل وتأرجح الناس فوقها وكأنهم في سيرك!.وحين خرجوا إلى الشوارع وجدوها قد امتلأت بالمياه وتحولت إلى بحيرات صغيرة بسبب ضعف شبكات المجاري وقدمها،ولم يخش المطر الممزوج مع مياه المجاري التي وجدت الفرصة مناسبة لتطفح، من الدخول إلى المنازل في أحياء كثيرة من العاصمة.البغداديون شاهدوا كيف استباحت مياه الأمطار حرمة البيوت دون سابق إنذار، بالتزامن مع تلكؤ المجالس البلدية في تدارك الأزمة قبل حدوثها. وينتظر الأهالي حدوث المشكلة مرة أخرى في الشتاء القادم .تقول سناء حيدر (موظفة ) : لم أرَ تحركا حقيقيا من قبل الجهات البلدية قبل حلول الشتاء لفتح المجاري التي امتلأت بالأوساخ.مسرحيات في الشارع!مشاهد تتكرر دوماً: عامل النظافة يسحب النفايات لأمتار طويلة ، ودون أن ينتبه له احد يرمي ما جمعه في اقرب فتحة مجارٍ ،و قرب بداية الشتاء يستخدم عمال "المجاري " الآليات الخاصة لفتحها ."انتهت المسرحية". المشهد الثاني لا يتكرر إلا مرة واحدة ، أو يجب أن يكون كذلك: حصان وعربة خشب أخرجت من إحدى فتحات المجاري في منطقة السيدية " عجبا كيف وصلت "!  ومشهد آخر مضحك وملفت للانتباه ، حدث في منطقة الوزيرية ، بعد أن غرقت المنطقة بطفح المجاري ، وجدت احد عمال البلدية يحمل "سيخ " لشوي اللحم يحاول أن يعالج فيه إحدى فتحات المجاري .يتحدث تقرير صادر عن اليونيسيف عن تعثر الجهود في إصلاح الأنابيب ومحطات المعالجة لمياه الصرف التابعة للبلديات المختلفة في بغداد بسبب العقوبات في فترة الحصار، والحرب والتي دامت لفترة طويلة ، فضلا عن ضعف الاستثمار ، والانقطاع المتواصل والمستمر للتيار الكهربائي ، بالإضافة إلى نقص عدد الموظفين المؤهلين، والتجاوزات على  شبكة المجاري وأعمال التخريب. يعد الصرف الصحي مشكلة مزمنة في العراق . هكذا يصفه المهندس البلدي احمد عزيز مضيفاً " ترتبط اقل من 20% من البيوت الحضرية الواقعة خارج العاصمة بنظم الصرف الصحي، وفي حال وجودها الفعلي، فهي تتعرض لأعطال متكررة". ويؤدي ضعف توفر التيار الكهربائي، وعدم عمل محطات الضخ ومحطات المعالجة إلى أن تفيض المياه المستعملة غير المعالجة في الأحياء المجاورة وتصب في أنهار العراق.وباء الكوليرا ويرى المتخصصون في المجال الصحي والبيئي أن سوء حالة الصرف الصحي في أنحاء البلد يسبب انتشار مخاطر كبيرة على صحة ونظافة الأطفال. ويزيد من حالات  تفشي وباء الكوليرا .ويعاني الكثير من الأطفال في بغداد الإسهال المزمن بسبب شبكات الصرف الصحي المتداعية . يذكر الطبيب احمد عبد الوهاب " اختصاص أطفال " لمدة 10 أيام استمر احد الأطفال بالبكاء في سريره في المستشفى ، وأبقى على قيد الحياة عن طريق الوريد بالتنقيط لمكافحة الإسهال الخطير الذي تعرض له". ولكن على الرغم من هذا، الطفل بدأ يفقد معركته، وهو على وشك أن يصبح ضحية للصرف الصحي في بغداد، وبجانبه شقيقه التوأم  الذي ولد قبل الأوان بثلاثة أشهر ويعاني نفس المشكلة.يقول الدكتور فاضل حسين ، وهو طبيب أطفال ايضا ، "النقص الحاد في خدمات الصرف الصحي في المدينة قد خلق وضعا خطيرا للغاية". لا يخاف الطبيب من ارتفاع مستوى الإصابة بالإسهال عن معدلاته الطبيعية في اي وقت مضى ، لكنه يخشى من تفشي الكوليرا القاتل. "لا يوجد نظم للصرف الصحي بشكل حقيقي ، وحتى المياه في الحنفية تنبعث منها رائحة  ". مضيفاً " زادت مستويات الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه، والكوليرا وصولاً إلى 30 في المئة ، وقد أثرت على الأقل في طفل واحد يوميا. مشددا على "أن هناك حاجة ماسة إلى تحسين عاجل لمرافق الصرف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram