TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة :انسحاب أم تهديد

وقفة :انسحاب أم تهديد

نشر في: 9 أكتوبر, 2011: 09:18 م

 عالية طالب يبدو أننا نعيش في زمن الإعلانات الإعلامية السياسية، أكثر ممّا نتعامل مع واقع الحلول السياسية المفيدة في حاضر العراق القلق، فمنذ تشكيل الحكومة التي ولدت بعد معاناة عسيرة ونحن نتسلم يوميا التصريحات "المهددة"، ومصدر تلك التصريحات لم يتأتَ من مراكز قوى خارجية، بل من المشاركين في العملية السياسية ممّن لم يقطعوا حبل ود وزرائهم داخل التشكيلة الوزارية الحالية ولم يعلنوا أنفسهم معارضة
 داخل قبة البرلمان، وإن حاولنا أن نستعرض حجم تلك التصريحات "التهديدية" فسنجد أن القائمة العراقية ستأخذ المركز الأول بجدارة، وآخرها تهديدها بالانسحاب من الحكومة في حال التنصل عن اتفاقات أربيل، وبرغم خطورة هذا التصريح إلا أن هناك قوائم أخرى صرحت بأن العراقية غير جادة في تهديداتها لكونها جزءا من الحكومة وباعتراف قادة العراقية أنفسهم والذين يعبرون في لقاءاتهم مع رئيس الوزراء بأنهم مشاركون في الحكومة التي يجب العمل على نجاحها!!وخرجت تصريحات رئيس القائمة بتجديد رفضه ترؤس المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية العليا، وهي تؤكد أن سياسات الحكومة الحالية "الارتجالية" وسط الفساد المستشري تسير بالعراق نحو "هاوية خطيرة".فأي هاوية تنتظرنا حقا ونحن لم نعد ندري هل إن الشركاء هم حقا كذلك أم هم فعلا مختلفون؟ وهل أننا نستقبل نتائج خلافاتهم على أرضية الواقع الأمني الشائك كما تفيد بعض التصريحات؟وهل أن مستقبل الفساد العراقي سيستمر فقط في الإعلان عن صفقاته السرية كلما تشابك الشركاء فيما بينهم وظهرت الأوراق على السطح؟وهل سنجد تصريحات أكثر حداثة من التي تخرج أمام المايكروفون والتي تدور في الغرف الموصدة فقط؟ولماذا لا تحل القوائم مشاكلها الداخلية التي جعلت بعض أعضائها ينسحبون منها ويشكلون تجمعات أخرى، ثم تتوجه لحل مشاكلها مع الكتل الأخرى، وما أكثر المشاكل الإعلامية التي نتسلمها ظاهرا ومنها الملفات العالقة كالوزارات الأمنية وتشريع قانون مجلس السياسات الإستراتيجية العليا الذي لم ينجز في مجلس النواب وتدور خلافات بين القائمة العراقية والتحالف الوطني بشأن بعض بنود مسودته، ومنها آلية اختيار رئيس المجلس، إذ تطالب العراقية بأن تكون آلية الاختيار في مجلس النواب الأمر الذي يرفضه التحالف الوطني ويطالب بأن تكون داخل الهيئة التي تشكل داخل المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية والصفة التي يتمتع فيها الشخص الذي يترأس المجلس وصلاحياته وهل تكون صفته أمينا عاما أو رئيسا!!ولا ننسى القلق المتعلق بالأوضاع العامة في البلاد والعلاقة بين المركز وحكومة إقليم كردستان العراق وبؤر التوتر في المحافظات، وتصاعد مظاهر العنف في البلاد.وبرغم اجتماعات قادة الكتل السياسية التي عقدت لثلاث مرات بهدف تقريب وجهات النظر وحل الخلافات، إلا أن بوادر اتضاح التهديد من الانسحاب أو عدمه لا زالت قائمة ولا يبدو أنها ستصل إلى نهاية إلا بانتهاء الفترة الانتخابية الحالية!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram